النبأ تُحقق فى الحادث..
نكشف تفاصيل أخطر 3 ساعات فى جريمة قتل شخص داخل عقار بالبساتين
أصبحت جريمة قتل شخص شنقًا بالطابق الحادي عشر في العقار الكائن بأول شارع مهران المتفرع من البساتين العمومي بمنطقة البساتين جنوبي القاهرة، على يد محمود البواب، حديث الساعة بين أهالي المنطقة، حيث استدرج المتهم ضحيته بعدما أوهمه بمساعدته لشراء شقة في هذا العقار وطلب منه إحضار أموالًا ليكتب عقد الشقة بعد معاينتها مباشرة واستولى على هذه الأموال بعد تنفيذ الجريمة.
الخيط الأول فى الجريمة
في داخل غرفة كائنة بمدخل العقار فى أول شارع مهران من البساتين العمومي عاش محمود البواب مع أسرته المكونة من 4 أفراد (هو زوجته وطفليه) وعمل بالعقار حارسًا به، ورغم أن جميع سكان العقار كانوا متعاطفين معه ويعاملونه باحترام وكان يتحصل منهم على دخل شهري كبير يكفى أسرته ويدخر جزءا منه إلا أن الشيطان أغواه للبحث عن وسيلة ليحقق من خلالها حلم الثراء السريع، فاختمرت فى ذهنه العمل فى السمسرة بجانب عمله بالعقار.
وقبل يومين تلقى اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص يبحث عن شقة بسعر مناسب، فأوهم المتصل بأنه يوجد شقة معروضة للبيع في العمارة، وطلب معاينتها، فحضر الشخص إلى العقار لمعاينة الشقة فأعجبته، وبعد مفاوضات بينهما على سعر الشقة اتفقا على سعرها النهائي وطلب منه إحضار ثمنها بعد أن أوهمه بأنه تواصل مع مالكها وحدد معه موعد كتابة العقد واتفق معه على نسبته، فانتظر حتى أخبره المشترى بأنه سوف يحضر ومعه الفلوس وهو الأمر الذي دفعه لوضع خطة لقتله والاستيلاء منه على أمواله.
عقارب الساعة كانت تشير إلى الحادية عشر وخمسة وأربعين دقيقة صباحًا، حيث موعد وصول البواب والمشتري إلى العقار الكائن في أول شارع مهران بالبساتين العمومي، وكان الأخير ممسكا في يده كيس أسود اللون بداخله مبلغ مالي قدره ما بين 200 ألف جنيه و250 ألف جنيه، مقدم لحجز الشقة على أن يدفع باقي المبلغ عند الاستلام.. هكذا رصدت كاميرات المراقبة المحيطة بالعقار المنكوب لحظة دخول البواب وضحيته إلى العقار حصل موقع «النبأ الوطني» على نسخة من الفيديو، كما رصدت كاميرات المراقبة أيضًا لحظة نزول البواب حوالي الساعة الواحدة وخمسة وأربعين دقيقة أي بعد 3 ساعات من صعوده مع الضحية، لكن البواب كان نازلا من أعلى العقار لوحده فقط دون المجني عليه، وهذا كان الخيط الأول أمام رجال المباحث لفك لغز الجريمة.
البواب ينفذ مخطط إجرامي
من ناحيته، يقول مدحت إسماعيل المحامي، أحد سكان العقار إن البواب كان على علاقة بالمجني عليه منذ فترة بسيطة عندما كان الأخير يبحث عن شقة لشرائها، فالتقى بالمتهم وأخبره الأخير أنه سيساعده لشراء شقة في العقار الذي يعمل به، حيث أوهمه أن العقار محل عمله يوجد به شقة معروضة للبيع، فاصطحبه لمعاينتها، مؤكدًا أن هذه الشقة ملك الذي كان يعرضها البواب للبيع ملك عريس قارب على الانتهاء من تجهيزها ليتزوج بها، وليس معروضة للبيع من الأساس، لكن فكرة بيع الشقة كانت من اختراع البواب بقصد النصب على المواطنين، حيث وسوس الشيطان في أذن البواب لاستغلال الشقة لتنفيذ مخطط إجرامي، فاتفق مع المشتري على ثمن الشقه بعدما عاينها وأعجبته، فقرر أن يحضر مبلغ مالي متفق عليه قدره حوالي 200 ألف جنيه أو 205 ألف جنيه مقدم لحجز الشقة.
وأضاف المحام خلال حديثه لـ«النبأ الوطني» أن البواب اتفق مع المشتري على يوم ارتكاب الجريمة أن يكون موعد تسليم المبلغ المالي مقدم الشقة، حيث وأسرع المشتري إلى مسكنه سعيدًا ليحضر المبلغ المتفق عليه، بعد أن أعجبته الشقه وخوفًا من أن تضيع منه وذلك ليضمن الشقة، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث وصل الضحية بحوزته المبلغ ومعه المتهم إلى العقار، وصعد الإثنين إلى الشقة، وعقب دلوفهما بداخلها غافل البواب ضحيته، ودفعه بيده مما أدى لسقوط الأخير أرضًا فأجهز عليه البواب وشل حركته، ثم أمسك بحبل والتف به حول رقبته قاصد من ذلك إذهاق روحه، فلم يتركه حتى تأكد أنه قد فارق الحياة، وخارت روحه إلى بارئها، واستولى المتهم بعد تنفيذ جريمته على الأموال التي كانت مع الضحية.
تفاصيل حديث المتهم وزوجته قبل الهروب
وبعد تنفيذ المتهم جريمته، وضع الجثة في بطانية ولفها ثم صعد بها إلى الطابق الحادي عشر، وتركه بداخل الشقة فنظف البواب ملابسه، وأخذ الأموال ونزل لوحده كما رصدته كاميرات المراقبة وكان في حالة ارتجال وارتباك شديدين، وعقب نزوله نادى زوجته من أمام مدخل العقار ودخل إلى غرفته وطلب منها أن تلملم حالها هي وأولادها ليتركون المكان، لتسأله الزوجة: «ليه يا محمود أيه الحكاية؟!» ليجيبها الزوج: «مش وقت الكلام دلوقتي يالله بسرعة أحنا لازم نمشي من هنا فورًا»، فأعد المتهم وزوجته وأولاده عدتهم وتركوا العقار، وذهبوا إلى مسقط رأسهم بمحافظة الفيوم، حيث ترك زوجته وأولاد ببلدتهم، ولإذا المتهم بالفرار عقب ذلك، بينما تكثف أجهزة الأمن جهود البحث لضبطه.
بلاغ بالجريمة
يذكر أن اللواء عمرو إبراهيم مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة تلقى إخطارا من المقدم محمد السيسي رئيس وحدة مباحث قسم شرطة البساتين بورود بلاغ من الأهالي بالعثور على جثة شخص داخل إحدى الشقق السكنية بأول شارع مهران المتفرع من شارع البساتين العمومي.
انتقل على الفور ضباط وحدة مباحث قسم شرطة البساتين بقيادة رئيس وحدة مباحث القسم، والقوة المرافقة إلى مكان البلاغ وتبين من خلال التحريات والفحص وجمع المعلومات وفحص كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، أن الجثة لرجل يبلغ من العمر 45 سنة، وتوصلت التحريات إلى أن حارس العقار وراء ارتكاب الواقعة فر هاربًا بعد ارتكاب جريمته.
وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتتولى مباشرة التحقيقات، معاينة الحادث والتي أمرت بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أمرت بسرعة ضبط المتهم، وانتداب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي على الجثة وإعداد تقرير مفصل لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك.