إزالة المحراب الأثري من الضريح.. انتقادات زوار مسجد الحسين بعد التطوير
تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مسجد الحسين بعد أعمال التجديد الشاملة، ويشارك الرئيس في الافتتاح عظمة السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه سمو الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير القائد جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، وكذلك مفضل محمد حسن ممثل السلطان بمصر.
وقال مسئول تطوير المسجد بالهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، للرئيس خلال تفقده: «ربنا كرمنا وببركة هذا المسجد قدرنا نخلص توجيه سيادتك بالكامل في وقت قياسي، فتحنا المسجد أمام المصلين اعتبارا من 1 رمضان، حيث استغرقنا 21 يومًا في أعمال التطوير، وكان العمل يسير على مدار الـ24 ساعة».
300 مرمم يشاركون في أعمال تطوير مسجد الحسين
وعرض مدير الأشغال أعمال التطوير بالتفصيل قائلًا: «بدأنا أعمال الترميم للحوائط والأسقف بالمسجد، وقمنا بأعمال التغيير والترميم للتالف، وجرى مراعاة اختيار الألوان التي تتماشى مع ألوان الأعمدة الأثرية الموجودة بالمسجد، وقمنا بدهان الأسقف، وشارك في العمل نحو 300 مرمم على مدار 24 ساعة لسرعة إنجاز الأعمال».
وأضاف: «قمنا بعمل كل أعمال العزل للرطوبة والحرارة للأسطح، وتم تغيير بلاط الأسطح، كما تم تغطية المسجد بحوالي 10 تكييفات مركزية، وتغيير الإضاءة بالمسجد من نجف ودلايات، وتطوير شبكات الكهرباء التي أصبحت على أعلى مستوى الآن وأصبحت مؤمنة تمامًا».
توسيع مصلى السيدات بمسجد الحسين
وتابع مدير الأشغال بأعمال تطوير مسجد الحسين، بأنه تم تغيير أنظمة الصوت طبقًا لأحدث الأنظمة في العالم، وأصبح المسجد به 21 سماعة موزعة في كافة الأنحاء، وكان هناك مشكلة أن مكان الصلاة المخصص للسيدات صغير جدًا، ولكن تم حلها بإضافة جزء له وأصبح الآن يتسع لـ450 سيدة بعد أن كان يسع فقط لـ85 سيدة».
وأضاف: «أضفنا مساحة خارجية للمسجد تسع لـ3000 مصلي، وتم إضافة الجزء الأمامي، وعمل سور به 6 بوابات أفراد و4 بوابات سيارات، وعمل قبلة للساحة الخارجية ومنبر لصلاة العيد أو المناسبات، والمكان كله مراقب بكاميرات وأجهزة إنذار».
من جانبها صرحت وزارة الأوقاف، أن عملية التطوير شملت أرجاء المسجد من أرضيات وحوائط وأسقف، كذلك معالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد، بالإضافة إلى تحديث كافة الأنظمة من الكهرباء والمياه والصرف والتكييف وأنظمة المراقبة بالكاميرات، وأنظمة الإنذار ومكافحة الحريق، وتزويد المسجد داخليًا وخارجيًا بأحدث أنظمة الصوت.
كما أن مؤسسة "مساجد"، ستكون مسئولة عن التشغيل والصيانة والنظافة بمسجد "الحسين"، بعد انتهاء أعمال التطوير، وذلك باستخدام الأساليب الحديثة والمتقدمة في التحكم في أنظمة ومرافق المسجد والوصول إلى أعلى معدلات الحفاظ على معدلات التشغيل داخله.
وأوضحت وزارة الأوقاف، أنه سيتم تطبيق أعلى معايير النظافة المعمول بها عالميًا والتي تساهم في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض وتحافظ على الصحة العامة.
انتقادات على أعمل تجديد المسجد
وكانت قد انتشرت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعى شملت انتقادات على أعمل تجديد المسجد، وعلق مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي قائلين: «إزالة الرخام والمحراب الأثري في ضريح الإمام الحسين والحجة أصل بتتجدد ونرمم حتى الحوائط المزخرفة اللي كانت فوق الرخام خربوها.. اكتب عندك يابني أثر تاني خرج من السجلات خلاص بعد مصيبة الجامع الأزهر».
كما كان للسور العالى المرتفع الذي تم إنشاءه حول ساحة المسجد انتقادات أيضًا نظرًا لحالة الارتفاع الكبيرة للصور مما اعتبرها البعض أن الصور شوه المنظر الخارجي للمسجد وضيق على مساحتة الخارجية مما أثر على الزوار.
وردت مصادر في وزارة السياحة والآثار قائلة إن مسجد الإمام الحسين ليس مسجل ككل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة، وإنما المسجل بالمسجد هي المئذنة والباب الأخضر الذي يوجد بجوار القبة فقط أنا باقي المسجد فهو غير مسجل؛ وذلك لأنه حدثت به العديد من التدخلات وأعمال الإضافات في عصور لاحقة وسابقة عن العصر الحالي، والترميمات الموجودة في جميع الصور المتداولة لم تؤثر على المسجد لأنه غير مسجل ككل داخل عداد الآثار.
وأشار المصدر، إلى أن أعمال الترميم في مسجد الحسين، توالت خلال العصور المختلفة الماضية ومنها في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أمر بتجديد المسجد وتوسعته، وكذلك في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أنشأ قاعة الآثار النبوية عام 1893 ميلادي، والتي يزين جدرانها الرخام المزخرف بالبسملة، وسورة الشرح، ونص كتابي يشرح ما هو محفوظ من آثار النبي محمد.
الفاطميين وبناء مشهد الحسين
الجدير بالذكر، أن بداية بناء مسجد الحسين كان في عهد الفاطميين سنة 549 هجرية الموافق لسنة 1154 ميلادية تحت إشراف الوزير الصالح طلائع، ويضم المسجد 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وبابًا آخر بجوار القبة ويعرف بالباب الأخضر.
كان المسجد عند نشأته ضريحًا متوسط المساحة، بناه «الصالح طلائع» من الحجر، واتخذ له 3 أبواب ومئذنتين وقبة واحدة علت الضريح، الذي يقال إنه ضم رأس الإمام الحسين، وقد روي المقريزي "أنه مع بداية الحروب الصليبية خاف حاكم مصر الخليفة الفاطمي على الرأس الشريف من الأذى الذي قد يلحق بها في مكانها الأول بمدينة عسقلان بفلسطين، فأرسل يطلب قدوم الرأس إلى مصر وحمل الرأس الشريف إلى مصر ودفن في مكانه الحالي واٌقيم الضريح عليه».