حكم تكبيرات العيد واختلاف مذهب الإمام في الصلاة
يتساءل الكثيرون عن حكم تكبيرات العيد، خاصة مع اقتراب انتهاء آخر يوم من رمضان 2022، واستقبال ليلة أول أيام عيد الفطر المبارك.
وتناول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق، من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: تكبيرات صلاة العيد على المذاهب الأربعة.
وقال “شومان”: اختلف الفقهاء في عدد تكبيرات صلاة العيد ومحلها من الصلاة، ومن كبر على أي مذهب صحت صلاته، وهي كالتالي:
1- الحنفية: يُكبّر المُصلي بعد دعاء الاستفتاح ثلاث تكبيراتٍ؛ بين كلّ تكبيرةٍ وتكبيرةٍ سكتةٌ بمقدار قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، مع رَفْع اليدَين عند كلّ تكبيرة، ثمّ يقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يركع، وفي الركعة الثانية يُبسمِل، ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن، ثمّ يُكبّر ثلاث تكبيراتٍ قبل الركوع.
2- المالكية: يُكبّر المُصلي ستّ تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام، ويُسَنّ أن تكون قبل قراءة الفاتحة، وفي الركعة الثانية عند القيام يُكبّر خمس تكبيراتٍ غير تكبيرة القيام.
3- الشافعية: يُكبّر المُصلي سبع تكبيراتٍ غير تكبيرة الإحرام قَبل قراءة القرآن، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام وتكون قبل القراءة؛ وقد استدلّ الشافعيّة على ذلك بما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (أنّه كان يكبر في العيدين في الركعة الأولى سبعًا، وفي الثانية خمسًا قبل القراءة).
4- الحنابلة: يُكبّر المُصلي تكبيرة الإحرام، ثمّ يدعو بدعاء الاستفتاح، ويُكبّر بعدها ستّ تكبيراتٍ، ثمّ يتعوّذ ويقرأ الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، وفي الركعة الثانية يُكبّر خمس تكبيراتٍ قبل القراءة أيضًا؛ لِما ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه: (كبّر في عيدٍ ثِنتَيْ عشرة تكبيرة؛ سبعًا في الأولى، وخمسًا في الأخيرة).
وشدد وكيل الأزهر الشريف السابق،على المؤتم أن يتابع الإمام ويكبر مثل إمامه وإن خالف مذهبه، وليكف الناس عن الاختلاف في عدد التكبيرات فالصلاة تصح من دونها جملة.
تكبيرات العيد الصحيحة
سَنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مجموعة من السُّنَن التي يُستحَبّ فِعلها في يوم العيد، كالغُسل قبل الخروج إلى الصلاة، ولبس الجميل من الثياب، وتهنئة المُسلمين بعضهم البعض بمناسبة العيد، والذهاب إلى صلاة العيد من طريق، والعودة من طريقٍ آخر، ومن تلك السُّنَن التكبير وإظهار ذلك بين الناس؛ لقوله -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ويستشعر الإنسان قيمة تكبيرات العيد في قلبه؛ لأنّ التكبير يُوجِب شُكر الله -تعالى- على توفيقه للعبد؛ لأداء الطاعة التي قدَّمها، وتشتمل تكبيرات العيد على أنواع الذِّكر جميعها؛ من حَمدٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، كما أنّ جملة "الله أكبر" تعني: تعظيم الله -تعالى- عن كلّ نقص، وتعظيمه على كلّ عظيم، وفي تكبيرات العيد إعلانٌ من المسلم بمَحبّته لله -تعالى-، وشعوره بالعزّة والسعادة بقُربه منه، ويكون ذلك مُصاحبًا لتكبيره عند فرحه بقدوم العيد.
ويردد الكثير تكبيرات العيد تأسيًا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد شرع الله عزّ وجلّ للمسلمين الفرح والابتهاج، وجعل ذلك مرتبطًا بإتمام طاعةٍ لله -تعالى-.