كيف يخبرنا القمل بتاريخ البشر القديم؟
يحتل القمل مكانًا مميزًا في قائمة عالم الحشرات الطفيلية التي تضايق البشر خاصة لأولياء أمور الأطفال في سن المدرسة. لا شيء يضاهي الاندفاع الجنوني إلى الصيدلية لشراء الشامبو الملئ بالمبيدات الحشرية والأمشاط ذات الأسنان الدقيقة للتخلص من المخلوقات البيضاء السيئة.
لكن دراسة جديدة قد تجعلنا نفكر مرة أخرى في القمل تلك الحشرات الصغيرة المزعجة.
القمل والتاريخ البشري
أضافت مجموعة من الباحثين موردًا جديدًا إلى مجموعة أدواتهم لفهم التاريخ البشري، وهو تحليل قمل الرأس "الأسمنتي"، وهو منتج ثانوي للإصابة بالحكة، ومثل البعوض المتجمد في الكهرمان الذي غذى الحديقة الجوراسية عن طريق الحفاظ على دماء الديناصورات، يمكن استرجاع عينات الحمض النووي البشري من خلال القمل الأسمنتي.
نافذة على الماضي
على الرغم من مرور ما بين 1500 و2000 عام، استعاد علماء الآثار بقايا معروفة باسم قمل الرأس الأسمنتي من بقايا قدماء أمريكا الجنوبية، ويشير قمل الرأس الأسمنتي إلى المادة التي يستخدمها الصئبان لتثبيت أكياس البيض على شعر المضيف، حيث تشتمل مادة البناء الطفيلية على خلايا من فروة رأس المضيف وتوفر تفاصيل مذهلة حول الصحة والتركيبة السكانية وحياة بعض أسلافنا المصابين بالحكة.
لقد جاء هذا الاكتشاف في الوقت المناسب، حيث ازداد الطلب على عينات الحمض النووي من أسلافنا الأوائل، لكن التحقق من هذه المادة ليس أسهل اقتراح. علاوة على ذلك، فإن جودة المادة الجينية لا تتساوى في جميع أنواع العينات.
ما يمكن أن يخبرنا به القمل عن أسلافنا
وفقًا للباحث مايكيل وينتر بيدرسن من جامعة كوبنهاغن، فاجأتنا الكمية الكبيرة من إنتاج الحمض النووي من هذه الحشرات، وكان من المذهل أن مثل هذه الكميات الصغيرة لا يزال بإمكانها تزويدنا بكل هذه المعلومات حول هؤلاء الناس، وكيف يرتبط القمل بأنواع القمل الأخرى ولكن أيضًا [أعطانا] تلميحات حول الأمراض الفيروسية المحتملة. "
كما جمع الباحثون أيضًا معلومات حول المكان الذي يعيش فيه الناس، والمناخ، والصور العامة لصحتهم. على سبيل المثال، سمح التحليل بتحديد جنس كل مضيف بشري وإقامة روابط مع مجموعات أخرى من البشر القدامى، بما في ذلك سكان الأمازون، كما وجدوا أيضًا دليلًا على وجود سرطان جلدي محاصر في أسمنت القمل لشخص واحد، مما أدى بالفعل إلى فرضية مفادها أن القمل قد ينشر سرطان الجلد.