رسالة شيرين إلى جنين
شيرين أبو عاقلة، هذا الاسم الذي يمتلك أروقة المكان وشجاعة الزمان، الذي استطاع أن يدق بقوة جدران الخزان، ليكون الصوت الحقيقي للأرض والانسان، والكلمة الحرة التي اخترقت الحواجز والمسافات والجدران، لتسافر بالأرض المحتلة إلى كل مكان، لتقول للعالم بأسره أنك هنالك فلسطيني اسمه انسان، يشكو ظلم الاحتلال، والمتمسك في أمل الحرية والاستقلال، عبر حلم وطني تنتمي إليه كافة الأجيال، لتصنع الحال وتقهر الاستحالة والمحال، رغم الوجع والأنين الذي يعتلى صهوة الواقع في كل الأحوال.
استطاعت شيرين الشهيدة صاحبة الكلمة الحرة والصورة الوطنية المعبرة أن تكتب بالدم لفلسطين، عبر رصاصة غادرة حاقدة أصابت رأسها المعتق انتماءَ للوطن والهوية والقضية من خلال المهنة الاعلامية الانسانية، واستطاعت شيرين ورغم الرصاصة والقناص، أن تعلن بدمها الطاهر أن الارض والحرية الأساس، وأن المحتل القاتل ما هو إلا جرذٌ لا يقام له وزن أو مقياس، والمختلف في طبعه ومعتقداته عن كل البشر والأجناس.
شيرين العنوان الوطني للحلم والأمل والشوق والحنين إلى كافة تراب الأرض المحتلة فلسطين على طريق الحرية وتقرير المصير، العاشقة للحياة رغم رائحة الموت التي تلف المكان وتحتضن الزمان، لأن شيرين للوطن كانت ومازالت وستبقى الضمير.
رسالة شيرين إلى جنين، رسالة الشهداء الذين عانقوا المجد بكل شموخ وكبرياء،الذين استطاعوا وعبر دمائهم الطاهرة أن يحلقوا في علم الوطن إلى عنان السماء، لتروي شيرين وعبر رسالتها إلى جنين أنها الفلسطينية، التي نسجت خيوط الشمس منذ الالاف السنين، لتفصل منها ثوبًا مزركشًا يرتديه الشهداء اللاحقين، ليقدموه هديةً لكافة الشهداء السابقين، أصحاب الجنان الخالدين.
شيرين إليك رسالة من جنين، عنوانها الوطني أنها عهدًا لن تنساك، مادام الدم الطاهر متدفق عشقًا للأرض المحتلة فلسطين.