العراق يعلن السيطرة على مسببات الحمى النزفية
أكدت وزارة الزراعة العراقية، اليوم الإثنين، السيطرة على مسببات مرض الحمى النزفية في المحافظات التي سجلت إصابات، فيما أكدت تطبيق خطة لرش وتغطيس الحيوانات بالمجان لقتل المسبب المتمثل بحشرة القراد.
وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة العراقية، ميثاق عبد الحسين -في تصريح حول التعامل مع مسببات الإصابة حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع)- إن "هناك سيطرة كاملة على تلك المسببات في المحافظات التي سجلت إصابات، منعت بموجبها حركة الحيوانات ومراقبتها، وغلق بيع تداول اللحوم لفترة محددة لاحتواء خطر المرض، وأيضا تطبيق خطة الرش والتغطيس، ونحن نركز على وعي المواطن في حماية نفسه بالابتعاد عن مسببات المرض".
وكانت الإحصائيات الرسمية العراقية قد كشفت عن تسجيل 55 إصابة و12 حالة وفاة في المحافظات العراقية جراء الإصابة بالمرض.
وحذرت وزارة الصحة والبيئة العراقية، في وقت سابق، من خطورة مرض الحمى النزفية، الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان ويسبب الموت بنسبة 60 بالمئة، مؤكدة عدم وجود أي علاج أو لقاح له حتى الآن.
وفاة جديدة بـ الحمى النزفية في العراق
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن العراق تسجيل إصابات بالحمى النزفية، كما أُعلن في كركوك تسجيل أول حالة وفاة في المحافظة بالمرض، لرجل كان يعمل في أحد محلات بيع اللحوم في المدينة الواقعة شمالي البلاد.
ويخشى خبراء من أن يتفشى المرض على نطاق أوسع في العراق، خاصة في ظل ضعف الرقابة في أسواق الماشية والدواجن وانتشار الطرق البدائية للذبح وبيع اللحوم.
وتنتشر في مدن عراقية المواشي المذبوحة المعلقة في الطرقات العامة وفي الأحياء، والدماء تتقاطر منها بينما يحوم الذباب فوقها، حيث تباع اللحوم الملوثة والمسببة لعدة أمراض.
تحرك لتطويق المرض
وقال مدير عام دائرة صحة كركوك، نبيل حمدي، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية": "نعم مع الأسف تم تسجيل حالة وفاة من جراء الحمى النزفية في محافظتنا، ونحن نسعى للسيطرة على المرض ومنع تفشيه وانتقاله للبشر".
وأضاف حمدي، أن "الجهات الصحية والبيطرية المختصة في مختلف المحافظات العراقية، خاصة التي رصدت فيها حالات إصابة، تضاعف جهودها عبر حملات التفتيش والتعقيم والرش لمحاصرة البؤر الوبائية ومنع اتساعها".
وعن سبل المواجهة لاحتمالات تفشي وبائي أكبر، يقول المسؤول الصحي العراقي: "علينا أولا تكثيف إجراءات الوقاية والتوعية بين الناس وحثهم على الالتزام الصارم والدقيق بها، مع تكثيف عمليات إجراء الفحوص للمواشي خاصة قبل ذبحها".
وأشار أيضا إلى ضرورة الحد من ظاهرة الذبح العشوائي خارج المجازر النظامية المصرح بها، كما "ينبغي علينا توفير مستشفيات مختصة لاستقبال حالات الاصابة بالحمى النزفية وهو ما نسعى له مثلا في محافظة كركوك".
منشأ حيواني
وتنتقل الحمى النزفية الفيروسية عادة من الحيوانات المصابة للبشر، عبر الدماء الملوثة واللحوم، وبسبب غياب الرقابة وضعف الاحترازات الصحية والضوابط الوقائية في عمل الملاحم، وذبح الحيوانات المريضة من دون فحص ورقابة، وعندئذ ينتشر المرض على نطاق أوسع.
ومع أن الفيروس يموت عند طهي اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، فإنه قد ينتقل عبر دم الحيوانات المصابة.
ويحذر الخبراء من أن الفيروس قد ينتقل أيضا من إنسان لآخر، خاصة عن طريق الاتصال الجنسي، أو اللعاب ومختلف سوائل الجسم.
وتنتشر الحمى النزفية الفيروسية عن طريق مخالطة الحيوانات أو الحشرات المصابة بالعدوى، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بالحمى النزفية الفيروسية في العديد من العائلات الحيوانية والحصرية، وتشمل في الغالب البعوض والقوارض والخفافيش.
وتشمل بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية، حمى الضنك وحمى الإيبولا وحمى لاسا وحمى ماربورغ والحمى الصفراء.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد علاج لأنواع الحمى النزفية الفيروسية، لكن توجد لقاحات لعدد قليل منها لذلك، فيما تظل الوقاية أفضل وسيلة لمواجهته إلى أن يكتشف العلماء لقاحات إضافية لها.