رئيس التحرير
خالد مهران

الصين تحذر واشنطن وطوكيو من جلب الناتو إلى آسيا والمحيط الهادئ عبر "ورقة تايوان" 

علم الصين
علم الصين


  قبل قمة مرتقبة بين اليابان والولايات المتحدة من المقرر أن تعقد قريبا، أرسلت الصين تحذيرات صارمة للبلدين فيما يتعلق بـ" اللعب بورقة تايوان"، مؤكدة على لسان مبار دبلوماسييها عزمها على حماية سيادتها ومصالحها الأمنية.
  وكشفت تقارير يابانية أن الولايات المتحدة واليابان سيؤكدان استعدادهما لتعزيز التعاون بشأن قضية تايوان في بيان مشترك سيصدر عن القمة المرتقبة فضلا عن مقارنة الأزمة الخاصة بالجزيرة الصينية بالأزمة الأوكرانية.
  وأكد كبير الدبلوماسين الصينيين يانغ جيه تشي،عضو المكتب السياسي اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى ومدير مكتب لجنة الشئون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصيني في مكالمة هاتفية مع مستشار الأمن القومى الأمريكى جيك سوليفان أن " أفعال الولايات المتحدة الأخيرة بشأن تايوان تتعارض مع أقوالها. وإذا استمرت الولايات المتحدة في اللعب بورقة تايوان وواصلت السير في الطريق الخطأ، فإن الصين ستتخذ إجراءات صارمة لحماية سيادتها ومصالحها الأمنية"، مشددا "سنفعل ما نقول".
 وأيدت طوكيو وواشنطن مؤخرا في لفتة داعمة دعوة تايوان للمشاركة في جمعية الصحة العالمية التي ستبدأ في 22 مايو. وحذر خبراء صينيون من أن التحركات التي تسرع من تدويل مسألة تايوان، بما في ذلك ربط قضية تايوان التي تعتبرها الصين شأنا داخليا مع أزمة أوكرانيا يكشف عن مؤامرة شريرة لإحداث اضطراب في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وربطها بالاضطرابات في أوروبا لتشكيل أزمة أكبر للحصول على فوائد منها.
  ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن مصادر حكومية يابانية أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والرئيس الأمريكي جو بايدن سيبرزان "السلام والاستقرار لتايوان" و"يتشاركان المخاوف من احتمال حدوث مثل الأزمة الأوكرانية في شرق آسيا" خلال اجتماع في طوكيو يوم الثلاثاء 23 مايو.
  وقالت كيودو إنه من المتوقع أن تنعكس هذه "المخاوف" في بيان مشترك فيما ستكون أول قمة ثنائية شخصية لكيشيدا مع بايدن. ومن المقرر أن تستضيف اليابان قمة قادة الكواد (الرباعية) في 24 مايو. وأضافت أن تعزيز التحالف بين اليابان والولايات المتحدة يعتمد على إدراك الجانبين بأن الصين ستكون التحدي الأمني الأكبر على المدى الطويل.
    في الوقت نفسه، قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن وجهة النظر بأن اليابان والولايات المتحدة تتكاتفان لمواجهة الصين والتي صدرت قبل أن يشرع الرئيس الأمريكي في رحلته إلى اليابان "تخلق أجواء كريهة".
  وقال وانغ في حديث افتراضي مع وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي يوم الأربعاء إن التعاون الثنائي بين اليابان والولايات المتحدة يجب ألا يؤدي إلى مواجهة جماعية، ناهيك عن الإضرار بسيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية.
  وأشار وانغ إلى أن "الصين تأمل في أن تتعلم اليابان من الدروس التاريخية، وأن تضع في اعتبارها السلام والاستقرار الإقليميين، وأن تتصرف بحكمة، بدلا من سلك الطريق الخطأ.
  واعتقد دا تشيغانغ، مدير معهد دراسات شمال شرق آسيا في أكاديمية العلوم الاجتماعية بمقاطعة هيلونغجيانغ، في تصريحات لصحيفة غلوبال تايمز الصينية أن هذا الكشف المسبق لفحوى البيان من قبل الحكومة اليابانية عبر وسائل الإعلام يدخل ضمن حرب المعلومات ضد الصين لأخذ زمام المبادرة بشأن تدويل قضية  تايوان.
   وأوضح الخبير أن الصين لم تفعل شيئًا ولكن تم تعريفها مسبقًا من قبل الولايات المتحدة واليابان بأنها دولة "لديها نوايا عدوانية".
  وقال إن تضخيم نظرية التهديد الصيني بمثابة رادع وترهيب للدول الأخرى والمنظمات الصديقة للصين، مثل الآسيان. "المعنى الضمني هو أنه إذا تم التعامل مع جزيرة تايوان مثلما حدث مع أوكرانيا، فإن أي طرف يجرؤ على دعم البر الرئيسي الصيني سيواجه عقوبات".
 وأفادت صحيفة نيكي نقلا عن هيئة الدفاع اليابانية أن مسؤولا كبيرا في قوات الدفاع الذاتي اليابانية سيحضر اجتماع رؤساء دفاع الناتو للمرة الأولى يوم الخميس. وفي أبريل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن اليابان ستحضر اجتماع قمة الناتو في مدريد في أواخر يونيو.

  وقال خبير في الشؤون الدولية في بكين لصحيفة غلوبال تايمز شريطة عدم الكشف هويته إن قمة الرباعية واجتماع بايدن-كيشيدا سيعززان توجه الناتو نحو آسيا والمحيط الهادئ.
وقال "من خلال تضخيم قضية تايوان ومقارنتها بالأزمة الأوكرانية، تعتزم اليابان والولايات المتحدة تحريض الدول الأوروبية على التحول إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ واستخدام قضية تايوان لإثارة النفور في أوروبا ضد الصين. هذا مخطط ماكر وخبيث"، سحب قوله.