رئيس التحرير
خالد مهران

قصة محاكمة الطماطم في القرن الـ 17 بالولايات المتحدة

الطماطم
الطماطم

سيكون من الصعب تخيل الحياة دون الطماطم، أو إسباجيتي بالصلصة الحمراء أو بيتزا لذيذة أو بطاطس مقلية بالكاتشب، وجميع تلك الوجبات تدخل فيها الطماطم كمكون أساسي، لكن ذات مرة، كان للطماطم سمعة مختلفة تمامًا، حيث تم اعتبارها خطر جسدي ومعنوي!!

بداية القصة

بين عامي 1692 و1693 جرت محاكمات لساحرات ولاية ماساتشوستس الأمريكية، والتي تضمنت محاكمة 200 شخص بتهمة بالسحر، ومن بين المتهمين، واجه 20 شخصًا الإعدام، مما أدى إلى فترة من الهستيريا حول تاريخ أمريكا الاستعمارية، لكن من بين المحاكمات، محاكمة للطماطم!

ظهرت الطماطم في أوروبا، منقولة من الولايات المتحدة، عبر الأسبان الغزاة، على الرغم من معرفة أن الطماطم صالحة للأكل، إلا أن معظم الأوروبيين كانوا يزرعونها فقط كنباتات زينة، واستمر هذا الموقف ليس فقط في القارة ولكن أيضًا في الجزر البريطانية والمستعمرات الأمريكية.

في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، أخذت سمعة الطماطم منعطفًا نحو الأسوأ، مع الحماسة الدينية في أعلى مستوياتها على الإطلاق، أصبح كل شيء تحت المراقبة الدينية، حتى ما يسمى ب "الفاكهة المنتفخة"، حيث بدأ الناس يخافون من الطماطم، ويربطون لونها القرمزي بالخطر والموت والخطيئة، حتى أنهم طلقوا عليها لقب "التفاحة السامة"، وفقًا لمجلة سميثسونيان، في إشارة إلى الفاكهة التي أوقعت آدم وحواء في الكثير من المشاكل.

كما أن ظهور حالات حقيقية لأفراد مرضوا أو ماتوا بعد تناول الطماطم، أثار تلك الهيستريا، لكن الناس في ذلك الوقت فشلوا في التعرف على الجاني الحقيقي، وهو القصدير، حيث اعتمد الأمريكيون الأوروبيون على أطباق من القصدير لتقديم الطعام، بما في ذلك الطماطم، والذي يحتوي على كميات مخيفة من الرصاص، تتفاقم مع الطبيعة شديدة الحموضة للطماطم. بعبارة أخرى، يمثل مزيج القصدير البيوتر والطماطم وصفة مثالية لكارثة.

محاكمة الطماطم 

لم يتغير شيء يذكر فيما يتعلق بسمعة الطماطم، ودرس عدد لا يحصى من العلماء والأطباء هذه المسألة، وصنفوها على أنها كل شيء بداية من المنشطات الجنسية حتى فاكهة السموم التي لا يجب تناولها أبدًا. 

لكن يُزعم أن رجلًا واحدًا قاوم تلك الفكرة وهو الكولونيل روبرت جيبون جونسون، بعد أن شعر بالاشمئزاز من المعلومات التي لا أساس لها، قرر أن يثبت مرة واحدة وإلى الأبد صلاحية الطماطم، حيث وقف جونسون خارج محكمة في نيو جيرسي مع سلة من الطماطم. 

وبعد أن تجمع حشد من الناس لمشاهدته، تناول الطماطم، وظل جونسون واعيًا وصحيًا وخاليًا من أعراض التسمم، حيث غيرت تجربته بالطماطم العديد من الآراء، وسرعان ما أصبحت الطماطم عنصرًا أساسيًا في مطبخ ولاية نيو جيرسي.