متى ينسحب الاتحاد الأوروبي من إمدادات الغاز الروسي؟
أصبحت قضية انسحاب الاتحاد الأوروبي من إمدادات الغاز الروسي، محل اهتمام العالم ولا سيما بعد اشتغال الحرب الروسية الأوكرانية، وفرض عقولات صرامة على موسكو، وهو الأمر الذي أثر على جميع الدول.
تأخر الانسحاب
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذة اقتصاد، إن الأحداث المتوالية في الحرب الروسية الأوكرانية، ستؤخر انسحاب الاتحاد الأوروبي من إمدادات الغاز الروسي، متابعة: «لن يحدث في ليلة، ولكن نظريًا الأمر يحتاج إلى عدة سنوات».
وأضافت علي، أنه في حالة موافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي على انسحابها من استخدام الغاز الروسي، فإنها ستواجه مشكلات أكبر ألا وهي عوامل توريده حيث سيحتاج إلى عدة سنوات.
وتابعت: «الاتحاد الأوروبي في مأزق.. لأن أوروبا تستغنى عن الغاز إعلاميًا لكن على أرض الواقع فهي تحتاج إلى الإمدادات الروسية والبُعد الجغرافي الذي سيتسبب في زيادة التكاليف».
العقوبات على روسيا
وأشارت إلى أن العقوبات على روسيا أصبحت سلاحا ذا حدين، قائلة: «إذا كانت العقوبات تُصيب روسيا، فإن هناك انعكاسا لهذه العقوبات على من يقومون بتفعيل العقوبات، مثل التضخم الذي يحدث في العالم».
وعلقت على محاولة الاتحاد الأوروبي بلورة قرار موحد لفرض حظر تدريجي على النفط الروسي، قائلة «أوروبا لا يمكنها الاستغناء عن الغاز الروسي».
عام 2027
فيما قال الاتحاد الأوروبي، إن دول الاتحاد ستتخلص من واردات الغاز الروسي بحلول العام 2027.
تأتي تصريحات الاتحاد الأوروبي بعد ساعات من تأكيد شركة غازبروم الروسية، أنها ستوقف إمدادات الطاقة إلى فنلندا.
أعلنت فنلندا، أنها لا تقبل مطالب «غازبروم» بالتحول إلى التسويات بالروبل الروسي، وبالتالي لن تسدد مدفوعات بالروبل أو وفقا لآلية الدفع التي اقترحتها الشركة الروسية.
التخلي عن الطاقة الروسية
وتتوقع المفوضية الأوروبية الحاجة إلى 195 مليار يورو، أو ما يعادل قرابة 206 مليارات دولار، للتخلي عن الطاقة الروسية.
وتعتبر هذه الأرقام قريبة مما أعلنه مركز أبحاث المناخ Ember and Global، بأن تقديرات الاتحاد الأوروبي للتكاليف المتوقعة لوقف اعتماده على الغاز الطبيعي الروسي، هي دون التكلفة الحقيقية بمليارات اليورو، ما لم يتمكن من تسريع تحوله إلى الطاقة المتجددة.
وبحسب تقديرات المركز، فإن وقف الاعتماد على الغاز الروسي، سيكلف الاتحاد الأوروبي 203 مليارات يورو من الإنفاق الإضافي على الطاقة بحلول عام 2030 بالأسعار الحالية، متوقعا ارتفاع هذه التكلفة إلى 250 مليار يورو بغياب خطة لتنويع الإمدادات وتعزيز مصادر الطاقة المتجددة.
من جانبها، تعتزم الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي تعزيز مصادر الطاقة المتجددة وأهداف توفير الطاقة كجزء من خطة بقيمة 195 مليار يورو لإنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027.
كما من المتوقع أن تقترح المفوضية الأوروبية زيادة هدفها للطاقة النظيفة لعام 2030 إلى 45% من 40% حاليا عندما تطرح حزمة لتنفيذ استراتيجية RePowerEU الخاصة بها في 18 مايو، وفقا لوكالة بلومبرغ.