على الهواري يكتب: هل تحل تجربة «النبي يوسف»أزمة الغذاء في مصر؟
خلال افتتاحه لمشروع مستقبل مصر للانتاج الزراعي، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن خطة سيدنا يوسف عليه السلام من أجل حل أزمة الغذاء والمجاعة التي كادت تعاني منها بمصر آنذاك.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "سيدنا يوسف ساب القمح في سنابله لأنه لو كان عمله حصاد كان هيتلف بعد 3 أو 4 سنوات، والذرة لا تتحمل التخزين".
وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي: المجففات التي يتم إنشاؤها تتيح تخزين الذرة في الصوامع، ومن ثم تعزيز وإضافة قيمة استخدامها على مدار العام.
وتحدث الرئيس السيسي عن حصار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة، في مكة وثقتهم في انفراج الازمة، حيث قال إن النبي حُبس وحُوصر في شعاب مكة 3 سنوات وكان سيدنا جبريل بينزل عليه بالوحي، لا الصحابة ولا التابعين قالوله قولهم يجيبولنا ناكل ولا الميه تتفجر من تحتنا، ده ربنا بقى، اللي بيقول كن فيكون.
وتابع الرئيس السيسي: قعدوا 3 سنين لدرجة إنهم وصلوا ياكلوا ورق الشجر، إحنا مش كده، إحنا أصلب من كده بكتير.
وقد فسر البعض حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي على أنه دعوة للاستعانة بتجربة سيدنا يوسف عليه السلام من أجل حل مشكلة الغذاء في مصر، التي تستورد أكثر من 50% من غذائها من الخارج.
قبلها روجت بعض المواقع ووسائل الإعلام المعادية للدولة لفكرة «إفلاس الدولة المصرية»، كما تحدث بعض الخبراء عن أن مصر في طريقها لأن تصبح سلة الغذاء في العالم كما كان في الماضي.
قصة تخزين الحبوب في عهد سيدنا يوسف
قصة تخزين الحبوب في عهد سيدنا يوسف عليه السلام، خلّد ذكرها القرآن الكريم،فى سورة يوسف، حيث قال تعالى «َقالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ».
وقد اتفق وأكد عدد كبير من العلماء، فى العالمين العربى والإسلامى،على أن هذه الآيات، جاءت إلهامًا من الله سبحانه وتعالى، لنبيه يوسف عليه السلام، لكى ينصح بتخزين المحاصيل الزراعية، كالقمح والشعير والأرز فى سنابلها، وأكدت التجربة فعلًا أنه أفضل نظام لحفظ تلك المحاصيل، سواء طالت مدة ذلك الحفظ أم قصرت، وقد طبقها سيدنا يوسف عليه السلام، لمدة بلغت 15 عامًا، دون أن تفسد، وبقيت طوال هذه المدة محافظة على قيمتها الغذائية كاملة، وعلى حيويتها وقدرتها على الإنبات والنمو.
ويقول الباحث الأثري فرنسيس أمين، إنه من خلال الأساطير التي ظهرت في العصور الوسطي، كانوا يظنون أن أي مكان ضخم هو خزائن النبي يوسف - عليه السلام- لذا وجدت أماكن أطلقوا عليها خزائن يوسف، مثل السور الذي تم اكتشافه في مدينة الكاب بأسوان وغيرها، وهي ضمن الأساطير التي تحكمت في العقول في القرون الوسطى.
وأضاف «أمين»، أن صوامع الغلال التي وجدت في معبد الرمسيوم بالأقصر، والتي بنيت بقباب من الطين، هي من أشهر الصوامع في مصر والعالم القديم، وأن هذه الصوامع استمرت لمدة 1500 سنة حتى الغزو الروماني لمصر، حيث كانت الصومعة الشهيرة تكفي لإطعام مصر والإمبراطورية المصرية الممتدة في أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الرومان كانوا يطلقون على مصر لقب "صومعة العالم"؛ لأن قمحها وخيرها كان يطعم العالم أجمع آنذاك، مضيفًا، أن مصر «استمرت في بناء الشون والصوامع، حيث كان لكل مدينة شونة أو صومعة حتى عصر الاحتلال الإنجليزي الذي توسع في زراعة القطن ليكفي حاجات مصانعه في أوروبا».
ويضيف أمين، أنه كان في كل معبد كانت تتواجد به صومعة للغلال، لافتًا، إلى أن المصري القديم "اختار بناء الصومعة والشون من خلال أدوات الطين اللبن، حيث كان لا بد من التهوية للغلال، كما أنه قدس الثعبان الذي كان سببًا رئيسًا في القضاء على الفئران التي تهدد الصومعة، فيما قام العمال المحتجون في عصر رمسيس الثالث بتنظيم احتجاجات عنيفة أمام صوامع الغلال بالرمسيوم، حيث قامت المظاهرات والاحتجاجات حين صرخ العمال المحتجون "لا نجد ما نأكله.. إن عرش فرعون اهتز".
ويقول الباحث الأثري، حازم الكريتي، إن القمح "من أهم المحاصيل التي زرعها المصري القديم لسد حاجته من الغذاء، بل وقد غطى حاجته وصدر لدول العالم القديم أجمع، فكانت مصر تعد سلة غلال العالم القديم، وكان للقمح أهمية عظيمة؛ حيث كان الطعام اليومي الرئيس للمصري القديم هو خبز القمح أو الشعير مع الجعة"، لافتًا، إلى أنه "كان للقمح عدة أسماء منها "سوت"، التي تحولت في اللغة القبطية إلى "سوو" "بوتت"، كما ظهر في نقوش تعود الأسرة الخامسة "برت"، الذي اشتقت منه الكلمة العربية "بر" بمعنى قمح".
وأضاف، أن حصاد القمح كان يمر بعدة مراحل "كان أولها مرحلة تقطيع المحصول باستخدام المناجل، وكان المزارعون يقفون في شكل مجموعات متجاورة، بعد ذلك تأتي مرحلة الدرس، وهي المرحلة التي تستخدم فيها الثيران، والتي تقوم فيها الحيوانات بالسير على النبات لتفصل البذور عن السنابل، وقد وجد في مقبرة "با حري" أغنية تقول "ادرسي أيتها الثيران، فالتبن سيكون علفًا لك، والحب من نصيب أسيادك" ثم تأتي مرحلة "التذرية"، وهي المرحلة التي تجري لتخليص الحبوب من القش، وعادة ما كانت تؤديها النساء باستخدام بعض الأدوات الخشبية "المذراة"، وكانت عادة ما تتم في الهواء الطلق".
وأضاف الكريتي، أنه "كان يتم تخزين الغلال في صوامع مخصصة تتميز بشكلها المخروطي، الذي يزيد ارتفاعه قليلًا عن طول الشخص الواقف لسهولة رفع الغلال إليها، وكانت لها فتحة صغيرة في أعلاها، وكانت أرضية الصوامع تغطى بطبقة سميكة من فتات الحجر منعًا لتسرب الفئران إليها، وكان يصاحب عملية تخزين القمح في الصوامع عملية تسجيل الكتاب المختصين بتدوين الكميات المخزنة مرتبات أول بند غلال، حيث كان القمح ضمن المرتبات التي تصرف للموظفين".
قصة حضار النبي وأصحابه 3 سنوات في شعاب مكة
في افتتاح مشروع مستقبل مصر الزراعي، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حصار الرسول صلى الله عليه وسلم في شعاب مكة والذي استمر ثلاثة أعوام، قائلًا أن النبي وأصحابه حوصروا في شعاب مكة وكان سيدنا جبريل ينزل عليه بالوحي ولم يقل الصحابة أو التابعين له أن يطلب منهم أن يأتوهم بالطعام والشراب ولم يكونوا يأكلون سوى ورق الشجر.. فما هي قصة حصار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعاب مكة؟ وكيف تعامل الصحابة رضوان الله عليهم في تلك الظروف العصيبة؟
في حيف بني كنانة من وادي المخصب اجتمع كبراء بني قريش من الكفار، ليتفقوا على مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب لأنهم حموا رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم وأبو تسليمه لهم ليقتلوه..وقبل ذلك بقليل بدأت قصة شعب أبي طالب.
حاولت قريش بكل جهودها، بالترغيب والترهيب، لإثناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن دعوته، وكانت آخر مساوماتهم أن يصلوا إلى حل وسط، حل مشترك يجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يوقر آلهتهم ويقر دينهم مقابل أن يرتضوا بدينه، روى ابن إسحاق بسنده، قال: اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وهو يطوف بالكعبة ـ الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف والعاص بن وائل السهمى ـ وكانوا ذوى أسنان في قومهم ـ فقالوا: يا محمد، هلم فلنعبد ما تعبد، وتعبد ما نعبد، فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه، وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه، فأنزل الله تعالى فيهم: "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ"، ثم بعدها طلبوا منه ان يعدل بعض الآيات من القرآن الكريم ليوافق أهوائهم، فيروي تعالى قول الكفار للرسول صلى الله عليه وسلم: "ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ"، فرد عليهم قائلًا: "قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"..وهكذا قرر كفار قريش في النهاية الضغط على بني هاشم وبني عبد المطلب لتسليم الرسول إليهم ليقتلوه!
اجتمع ابو طالب مع قومه من بني هاشم وبني عبد المطلب ليتعاهدوا على حفظ النبي صلى الله عليه وسلم كلهم، مسلمهم وكافرهم، فتعاهد الجميع ولم يشرد عنهم سوى أبو لهب لينضم لحلف قريش، واجتمع كفار قريش في أول محرم فاجتمعوا في خيف بني كنانة من وادى المُحَصَّبِ فتحالفوا على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم، ولا يبايعوهم، ولا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للقـتل، وكتـبوا بذلك صحيـفـة فيها عهود ومواثيق، ويقول عنها ابن القيم: يقال: كتبها منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم، ويقال: نضر بن الحارث، والصحيح حسبما يرى المباركفوري في الرحيق المختوم أنه بَغِيض بن عامر بن هاشم، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فَشُلَّتْ يده.
وقد نقلت لنا كتب السير والأحاديث حال الصحابة رضوان الله عليهم في الشعب وما عانوا منه من ضيق، إذ قطع عنهم الطعام فلا بيع ولا شراء، وكانت قريش تشتري حتى البضائع التي تأتي من خارج قريش بأغلى الأسعار حتى لا يستطيع المسلمون شراءها، واضطر المسلمون في الشعب إلى أكل أوراق الشجر والجلود!
فيروي عتبة بن عزوان رضي الله عنه ما عاناه المسلمون في الشعب وكيف لم يكن لهم طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقهم، وكيف عانوا من ندرة ما يلبسون حتى قسموا بينهم الملابس، فيقول: "ولقد رأيتُني سابع سبعة مع رسول الله ﷺ وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قَرِحت أشداقنا، فالتقطتُ بُردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها، واتزر سعد بنصفها".
ويروي الصحابي سعد ابن أبي وقاص قصة أخرى من مآسي حصار شعب أبي طالب، أنه كان جالسًا يبول فسمع قعقعة تحت بوله، فاستخرجه فإذا هو جلد، فغسله وطبخه وأكله، فيقول: " كُنَّا قَوْمًا يُصِيبُنَا ظَلَفُ –شدة المعيشة - الْعَيْشِ بِمَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشِدَّتُهُ، فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبَلَاءُ اعْتَرَفْنَا لِذَلِكَ وَمَرَنَّا عَلَيْهِ وَصَبَرْنَا لَهُ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ خَرَجْتُ مِنَ اللَّيْلِ أَبُولُ، وَإِذَا أَنَا أَسْمَعُ بِقَعْقَعَةِ شَيْءٍ تَحْتَ بَوْلِي، فَإِذَا قِطْعَةُ جِلْدِ بَعِيرٍ، فَأَخَذْتُهَا فَغَسَلْتُهَا ثُمَّ أَحْرَقْتُهَا فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ اسْتَفَفْتُهَا – أي تناولها يابسة - وَشَرِبْتُ عَلَيْهَا مِنَ الْمَاءِ، فَقَوِيتُ عَلَيْهَا ثَلَاثًا".
انتهى الحصار بعد ثلاث سنوات تقريبًا ونقضت الصحيفة وفك الحصار، إذ أن كثير من قريش لم يرضوا عن هذا الميثاق وكان على رأسهم هشام بن عمرو من بني عامر، وكان ممن يحاولون إيصال الطعام للمحاصرين ليلًا، فذهب إلى زهير بن أمية المخزومي، والمطعم بن عدي، وذكرهم بالأرحام وكذلك إلى زمعة بن الأسود وكبار رجال قريش فنقضت الصحيفة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الشعب.
إفلاس مصر بين الحقيقة والوهم
وفي ظل هذه الحملة الممنهجة التي تمولها وتقودها بعض الدول، وتنفذها بعض الجماعات المشبوهة، بدأت بعض المواقع والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، نشر أخبار كاذبة عن الاقتصاد المصري، تتمثل في إفلاس الدولة وانسحاب بعض الشركات من البلاد.
وبدأت هذه الجهات المشبوهة في طرح العديد من الأسئلة واختلاق سيناريوهات غير واقعية أو حقيقية لانهيار اقتصاد مصر، في محاولة لهز ثقة المواطن بالحكومة، وتشويه صورة الإنجازات والمشروعات التي تنجزها الدولة.
وقد أكد الكثير من الخبراء أن هذه الشائعات تدخل في اطار ما يسمى بحروب الجيل الخامس، وهي امتداد لسلسلة الحروب التي تشن ضد مصر منذ 2011.
وقد علق الدكتور محمد معيط، وزير المالية، على الشائعات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الفترة الماضية، حول إفلاس مصر، قائلًا إنها صادرة عن أناس يتربصون باستقرار وازدهار مصر.
وقال خلال تصريحات تلفيزيونية، إن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعلن في مؤتمر صحفي، عن خروج 20 مليار دولار استثمار أجنبي من مصر، منذ بداية العام الجاري.
وأضاف أن مصر سددت خلال الـ3 أشهر الماضية، 4 مليارات دولار التزامات مالية على الدولة، في الوقت الذي توفر فيه كل احتياجات المواطنين، منوهًا إلى أن تلك الشائعات ظهرت بنفس شكلها خلال الفترة ما بين نوفمبر 2018 وحتى فبراير 2019.
وأشار وزير المالية، إلى تجدد ظهور تلك الشائعات مع بداية أزمة كورونا في الفترة ما بين مارس وحتى يونيو لعام 2020، معقبًا: «عاوزين يشوفوا مصر في وضع غير اللي بتتشاف فيه في المنطقة، ربنا يحفظ بلدنا، وحفاظ المسؤولين والشعب على الدولة قائم على التكاتف بينهما».
وكما يقول الخبراء، فإن إفلاس الدولة يعنى عدم قدرتها على الوفاء بديونها أو الحصول على أموال من جهات خارجية لدفع ثمن ما تستورده من البضائع والسلع.. بمعنى أن تعجز الدولة عن سداد أقساط وفوائد ما حصلت عليه من قروض وديون، فتضطر لإعلان إفلاسها.لتتمكن من الإفلات من قبضة الدائنين ثم تتحول لاتخاذ إجراءات غالبًا ما تكون عنيفة لإنقاذ اقتصادها، كالمصادرة والتأمين لبعض المؤسسات، ومنها البنوك والشركات الصناعية والإنتاجية الكبرى.
«النحاس»: المشروعات الزراعية التي تقوم بها الدولة في عهد الرئيس السيسي رائعة ومصر لن تفلس
الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، وصف المشروعات الزراعية التي تقوم بها الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرائعة، لا سيما مع دخول العالم في مشاكل اقتصادية كبيرة بسبب الحروب والتغيرات المناخية والسياسية، مستبعدا سيناريو إفلاس مصر الذي يتحدث عنه البعض، مشيرا إلى أن مستقبل مصر في الصناعات الحرفية واليدوية، والحاصلات الزراعية، لكنه أكد على ضرورة أن ينعكس هذا التوسع في انتاج الحاصلات الزراعية ايجابيا على حياة المواطن المصري، سواء من الناحية الصحية أو البيئية أو من ناحية الجودة والتكلفة، مشددا على ضرورة عدم اللعب في الجينات الوراثية للمنتجات المصرية، سواء الزراعية أو الحيوانية أو الداجنة.
«حماقي»: سياسة مبارك الزراعية كانت فاشلة ومصر الأن تمتلك طاقات وفرص هائلة ومطلوب رفع كفاءة الإدارة الاقتصادية
استاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، الدكتورة يمن الحماقي، استبعدت من جانبها سيناريو إفلاس مصر، مؤكدة على أن مصر تمتلك طاقات وثروات وفرص جبارة للانتاج، لكنها أكدت على ضرورة رفع كفاءة الإدارة الاقتصادية للموارد، مؤكدة على أن المشروعات القومية الكبرى التي تقوم بها الدولة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي عظمت من هذه الفرص، لافتة إلى أن مصر لديها القدرة على أن ترجع مرة أخرى سلة للغذاء في العالم، موضحة أن مصر لديها صناعة دواجن واعدة جدا تستطيع من خلالها توفير المزيد من فرص العمل والتصدير، مطالبة بضرورة زيادة المكون المحلي في المنتج المحلي من أجل تقليل التكلفة، مشير إلى أن التكلفة العالية تقلل القدرة على المنافسة، مؤكدة على أن السياسة الزراعية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كانت فاشلة، وأنه تم اهمال القطاع الزراعي بالكامل في عهد الرئيس الأسبق، موضحة أن دخول الدولة في مشروعات غذائية استراتيجية عالية التكلفة من أجل مواجهة الأزمات الغذائية العالمية التي تحدث بسبب الحروب أو التغيرات المناخية جائز ومشروع، لا سيما وأن هذه المشروعات تدخل تحت مسمى «الأمن القومي».
«شراقي»: لهذه الأسباب.. مصر لن تصبح سلة غذاء العالم كما كانت وأغلب الدول المصدرة للحبوب تعتمد على الأمطار في الزراعة
أما الدكتور عباس شراقي، استاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، فقد وصف الحديث عن عودة مصر لأن تصبح مرة أخرى سلة الغذاء في العالم بالخيالي، لا سيما وأن مصر الأولى في العالم في الجفاف وقلة الأمطار، بالإضافة إلى أنها تستورد أكثر من 50% من الغذاء، مشيرا إلى أن أغلب الدول في العالم لا سيما الدول المصدرة للغذاء تعتمد على الأمطار في الزراعة، ومصر مواردها المائية محدودة ولا يوجد بها أمطار، بالإضافة إلى أن عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، مشيرا إلى أن المشروعات التي تقوم بها الدولة تهدف إلى تقليل الفجوة الغذائية وليس إلى تحويل مصر لسلة غذاء العالم، وعن سر حالة الجمود في ملف سد النهضة، طالب «شراقي» الحكومة المصرية بالتحرك قبل دخول إثيوبيا في الملئ الثالث للسد في شهر يوليو القادم، مؤكدا على أن التدابير التي اتخذتها الدولة المصرية الفترة الماضية والتي تكلفت المليارات سوف تقلل من الأضرار التي ستلحق بمصر من الملئ الثالث لسد النهضة.
الدكتور إسماعيل عبد الجليل: مقولة مصر سلة غذاء العالم بها بعض المغالطات
قال الدكتور إسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، إن إنتاجية فدان القمح، تعتبر مرتفعة، لكن زيادة مساحة الأراضي مرتبطة بالمياه في حال الإنتاج بمياه الري يحتاج الفدان إلى 2 مليار متر مكعب.
وأضاف عبد الجليل، أن مقولة مصر سلة غذاء العالم تحتوى على بعض المغالطات لأن هذه المقولة تم إطلاقها في وقت كانت البلاد ممطرة، لكن كمية الأمطار التي تسقط في الأراضي المصرية الآن متواضعة مقارنة بالدول الأخرى، ولا يمكن التنبؤ بموعد سقوط الأمطار وتنسيقها مع إنتاج القمح.
وبين رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، أن المؤشرات الأولية للتغيرات المناخية توحي بزيادة في كميات الأمطار، مشيرا إلى أنه توجد محاصيل زراعية بديلة للقمح مثل الكينوا الذي يوفر 50% من المياه المستخدمة في زراعة القمح.
وأكد إسماعيل عبد الجليل، ضرورة تغيير النمط الاستهلاكي للمواطنين، والتوجه إلى المحاصيل البديلة، من أجل إحداث توافق مع التغيرات المناخية، والتقليل أيضا من استهلاك اللحوم، مشيرا إلى أن هناك مراكز بحوث مصرية تصنع بدائل جيدة من الأغذية.