بسبب الواتس آب ورسائل المحمول.. ارتفاع ظاهرة الطلاق في سن الـ 30
ظاهرة الطلاق.. ارتفعت ظاهرة الطلاق في مصر، مؤخرًا، بشكل كبير خاصة بين الفتيات في سن الثلاثين، وأرجع البعض إلى أن انتشار ظاهرة الطلاق بهذا الشكل يعود إلى الاعتماد بشكل كبير على وجود منصات التواصل الاجتماعي بأشكاله المختلفة واتس آب، وتويتر، وفيسبوك وكذلك الهاتف المحمول، حيث تقوم الكثير بعرض مشاكلهن لأخذ الرأي والمشورة فيما يتعلق باستمرار الحياة الزوجية أم لا وهل يقع طلاق من خلال هذه المنصات.
وأفتى بعض العلماء، مؤخرًا، بصحة وقوع الطلاق عن طريق الرسائل بالهاتف المحمول، أو الاتصال هاتفيا فى حال إذا ما تأكدت الزوجة أن هذا الشخص الذى طلقها هو زوجها، بنسبة 100%، وليس مكيدة، مشيرين ر إلى أن الزوجة من الممكن أن تتصل بزوجها هاتفيا، لكى يعترف لها بأنه هو الذى طلقها، وعند الاعتراف يقع هذا الطلاق لقول النبى صلى الله عليه وسلم: 'ثلاثة جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والعتاق.
وأكدوا على أن الطلاق يقع سواء كتابة أو إشارة ما توافر فيه عنصر التأكد، مضيف أن الزواج ميثاق غليظ بين اثنين قائم على نظام دقيق، ويجب ألا ننسى المسئولية التى يتحملها الزوج أو الزوجة أمام الله تعالى
تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر:
كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، عن عدد حالات عقود الطلاق والزواج التي تم تسجيلها مؤخرًا، مشيرا إلى أن عقود الزواج والطلاق، تراجعت مقارنة بالعام الماضي.
وكشفت إحصائيات الجهاز الرسمي في مصر عدد حالات الطلاق التي بلغت 19.1 ألف حالة في شهر سبتمبر الماضي، مقابل 22.1 ألف حالة طلاق في الشهر نفسه العام الماضي، لتسجل تراجعا بلغ 3 آلاف حالة.
وقال الجهاز إن متوسط عدد شهادات الطلاق وصلت إلى 586 في اليوم خلال عام 2020، لتصل إجمالي شهادات الطلاق 213950، منها 8086 عدد أحكام للطلاق بشكل نهائي.
وأشار الجهاز إلى أن إجمالي عدد حالات الطلاق وصل إلى 222036 حالة طلاق؛ صنّف أحكام الطلاق إلى 7065 حالة بسبب خلع، وتلك كانت السبب الأكبر لحالات الطلاق، وأكثر من 702 حالة طلاق لأسباب أخرى.
المركز القومي للبحوث الاجتماعية يكشف عن سبب ارتفاع معدلات الطلاق في مصر مؤخرًا
وكانت دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية العام الماضي، قد كشفت عن أسباب طلاق المبكر، وجاء في طليعتها تدخل الأهل في الزواج سواء بالإجبار على الزواج أو التدخل بين الزوجين بنسبة 60 في المئة، ويليه أسباب أخرى مثل اختلاف الطباع بين الزوجين أو الخلافات المالية وقضاء أوقات طويلة على الإنترنت، باعتبارها تفتح الباب أما الخيانة الزوجية والانفصال العاطفي بين الزوجين.
تجارب الآخرين
قال شاب 17 سنة: "لا يمكن لي أن أعلم السبب لكن حسب ما قرأت وبحثت عنه ورأيته من تجارب الكثير من الأزواج أنه أصبح الطلاق على أتفه الأسباب بين الزوجين، فلعل الصبر في العلاقة الزوجية بين الزوجين هو أعلى درجة في الزواج.
قد يكون إحدى الطرفين عصبي المزاج وقد يضر بالطرف الأخر، هنا يكمن السر فإن كان إحدى الطرفين صبورا فكل شيء سيكون سهل ويمكن تجاوزه بالنسبة للزوجين.
و هناك عدة أسباب أخرى أبرزها عدم اختيار الشريك المناسب لمن طرف الزوجة أو الزوج معا فهو قد يكون مشكل عويص فوجب على الطرفين إختيار الشريك المناسب.
وهناك أسباب أخرى مثل التوتر العلاقة بين الزوجة وأهل الزوج أو العكس وهذا قد يضر بالطرفين معا وقد يؤدي إلى أبغض الحلال ألا وهو الطلاق".
فيما قالت فتاة 25 عاما: “أعتقد أن السبب وراء انتشار ظاهرة الطلاق في سن مبكرة لا تزيد عن 30 عامًا يرجع إلى أن اعتبار مؤسسة الزواج مجرد مؤسسة قائمة علي الهاجس المادي الذي يقوم علي المناصفة والشئ الذي ترفضه الزوجة المطالبة بالحرية التامة مع الزامها لزوج بتحمل المسؤولية كاملة بالإظافة إلى عدم تذخله في حياتها الشخصية”
من جانبها تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الطلاق بهذا الشكل المخيف في سن الـ 30 عامًا إي في مرحلة مبكرة من العمر، فهي مشكلة جيل غير قادر على تحمل المسؤولية، والأنانية، وعدم الرغبة في بذل مجهود في بناء أسرة.
وترجع فايد هذا السبب إلى الأسرة نفسها فهي المسؤولة عن هذه الصفات وبالتالي عندما يقوم بإنشاء أسرة نجده يفشل لأنه يريد تطبيق الصفات التي نشأ عليها مثل الأنانية، وعدم القيام بإي مجهود، أما السبب الثاني هو بعض القيم التي أطلقت العناع للمرأة أن تكون مستقلة، وللأسف المرأة لم تتفهم المعنى الصحيح لتمكين المرأة، هو أن تحافظ على نفسها، وتعتد على نفسها أقتصاديًا، وإنكار وجود الرجل في حياتها، ما يدفعها لطلب الطلاق أمام أول مشكلة تواجهها. وذلك بسبب ترسيخ المفهوم الخاطىء لتمكين المرأة.
وتواصل فايد بأننا أمام حروب الجيل الرابع التي تهدف إلى تفكيك الأسرة داخل المجتمع، كما انتشرت به أيضًا المفاهيم الخاطئة، وانتشار معدلات الطلاق التي ترفعت فيها وصمة الطلاق التي كانت في الماضي أكثر العبارات المخجلة عند ذكر كلمة الطلاق، بل على العكس أصبح معنى كلمة الطلاق هي التحرر، وأن الزوجة أصبحت حرة لا قيود عليها.
وتعليقًا على قول البعض بأن البعد الاقتصادي هو السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة الطلاق، تقول فايد، إن البعد الاقتصادي موجود في مصر تاريحيًا ولا يعد هو السبب الرئيسي في انتشار هذه الظاهرة، مشبرة إلى أن هناك العديد من الأسباب الأخرى منها وجود الإنترنت في حياة الزوجين، ما ساهم هذا في عمل حاجز بين الزوجين بحيث أصبح كلًا منهما يمكنه العيش بمفرده من خلال هذا المجتمع الافتراضي، يساعد على استغناء كل طرف عن الآخر. ما يعمل على وقوع الطلاق بسبب علاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة على الأنترنت.
حلول تحد من انتشار ظاهرة الطلاق
تطالب فايد بأن يكون هناك مدخل ثقافي من خلال التربية والنشأة، من حيث كيفية استخدام الإنترنت، وكذلك ثقافة الاختيار الصحيح للعمل على هدم الأجندات الخاطئة مع بث قيم جديدة، ويجب أن يكون هناك التحام مجتمعي متمثل في وزارة الثقافة، والتعليم والدين والإعلام لنشر القيم والمفاهيم الصحيحة للحد من حدوث هذه الظاهرة.