الأمم المتحدة توافق على تغيير اسم تركيا.. ما علاقة الديك الرومي؟
اعتمدت الأمم المتحدة بناء على طلب من أنقرة، كتابة اسم تركيا بأحرف أبجديتها "Türkiye" بدلا من الصيغة السابقة "Turkey" في اللغات الأجنبية.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة تلقت "رسالة من وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، موجهة إلى الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، يطلب فيها استخدام صيغة Türkiye" عوضا عن الصيغة المعتادة "Turkey" في الساحة الدولية".
وأوضح المتحدث الأممي أن تغير اسم البلد من صيغة إلى أخرى، دخل حيز التنفيذ منذ لحظة استلام الرسالة.
وكانت تركيا تقدمت بطلب إلى الأمم المتحدة لتسجيل اسمها في اللغات الأخرى المعتمدة رسميا لدى المنظمة الدولية في شكل "Türkiye" كما تكتب بالتركية.
وكتب تشاووش أوغلو يوم الثلاثاء على حسابه في موقع "تويتر" مفيدا بأنه بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لتسجيل اسم تركيا في اللغات الأجنبية المعتمدة لدى المنظمة التي تستخدم الأحرف اللاتينية، بصيغة "Türkiye".
وأشارت الأناضول إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان سبق أن صرح بأن اسم "Türkiye" يعد أفضل ممثل ومعبر عن ثقافة وحضارة وقيم الشعب التركي، موصيا في هذا السياق الشركات باستخدام عبارة "Made in Türkiye" بدلا من "Made in Turkey" على سلعها المخصصة للتصدير.
لماذا تتخلى تركيا عن اسمها الذي تعرف به منذ 100 عام؟
وقد طرح الكثير من المحللين والخبراء سؤالا هو: لماذا تتخلى تركيا عن اسمها الذي تعرف به منذ 100 عام، أي منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية وإعلان الجمهورية التركية عام 1923؟
اعتبر كثيرون في تركيا أن اسم البلاد "تركي" يربطها باسم طائر "التركي" المعروف الذي يعتبر الوجبة الرئيسية على موائد عيد الميلاد والشكر المسيحيين.
من ناحية أخرى، تعني كلمة "تركي" باللغة الإنكليزية، وبحسب قاموس كامبريدج "الشيء الذي يسقط بسهولة"، الأمر الذي يؤثر بالنسبة للبعض على صورة البلاد وسمعتها.
وبحسب الباحث في معهد دراسات السياسة الخارجية الأميركي سليم كورو، فإن اسم ارتباط اسم تركيا باسم الطائر "يزعج إردوغان ومحيطه"، لأن الأمر يتعلق بالنظرة الخارجية إلى البلاد.
ويضيف كورو: "يعتقد إردوغان أن كلمة Türkiye تعبر أفضل من الكلمة الإنكليزية عن روح تركيا".
وناقش بول ليفين الباحث في الدراسات التركية بجامعة ستوكهولم استعداد تركيا لتغيير اسمها من (Turkey) إلى ( Türkiye) في الأسابيع القليلة المقبلة، إذ سيتم تسجيل الاسم الجديد لدى الأمم المتحدة.
وحسبما يقول الباحث بول ليفين في مقال له، فالعالم مليء بالدول التي غيرت اسمها بنجاح مثل ميانمار وكمبوديا وسريلانكا وغيرها من الدول. وغالبًا ما يتعلق تغيير اسم الدولة بالدول التي لها ماض استعماري، حيث بعدما ينتهي الاستعمار تريد الدولة التخلص من الأسم الاستعماري الذي أطلقته عليها القوى الأجنبية، ويكمل بول ليفين حديثه معلقا على موقف تركيا بقوله: إن الأمر مختلف بعض الشيء في حالة تركيا، حيث أن الرئيس التركي أردوغان يعتقد أن الاسم الجديد يتماشى أكثر مع ثقافة البلاد وحضارتها وقيمها، قد يكون تغيير الاسم محاولة لتحسين واجهته الدولية، أو بمعنى أصح هو أقرب ما يكون بتعيير شركة للعلامة التجارية الخاصة بها.
فخلال السنوات الأخيرة يتم تناول تركيا دوليا بصورة سلبية، لا سيما خلال الفترة الأخيرة حيث كثر الحديث مؤخرًا عن الأزمة الاقتصادية والزعامة الاستبدادية لأردوغان ولذلك فإنها ستكون فرصة لتغيير العلامة التجارية.
إن نجاح بعض الدول فى تغيير اسمها لا يعني بالضرورة أن نجاح الأمر مضمون فهناك عبر التاريخ العديد من الأمثلة لبلدان حاولت تغيير أسمائها ولكنها لم تنجح فعلى سبيل المثال: لا تزال هولندا تُدعى في كثير من الأحيان هولاند.
بالتأكيد فإن اسم الدولة له دلالة عاطفية لدى المواطنين، وبالطبع فإنه لأمر محزن عندما تبحث في جوجل عن اسم بلدك باللغة الإنجليزية فتجد أول ما يظهر لك هو صورة ديك رومي.
ومن الدول الأخرى التي فشلت في تغيير اسمها هي جمهورية التشيك والتي تريد أن يطلق عليها اسم (التشيك) في السياقات الدولية، ولكن بدلًا من ذلك يطلق عليها غالبًا (جمهورية التشيك).
ويشك بول ليفين في أن العالم الخارجي سيتكيف مع اسم تركيا الجديد، فتركيا دولة كبيرة يتم الحديث عنها كثيرًا والاسم الحالي مقبول دوليا لذا سيستغرق تغييره بعض الوقت، بالإضافة إلى ذلك فإنه ليس من السهل على غير الأتراك نطق (Türkiye).
وتشير مريم إليدا أطلس الصحفية وعضو مجلس الإدارة في TRT إلى وجود سبب آخر لتغيير الاسم، وهو أن تركيا تعني الديك الرومي بالإنكليزية، مضيفة أن "الهجمات المعادية للأجانب والمعادية للإسلام،غالبًا ما تجعل تركيا تبدو وكأنها طائر ديك رومي، لذلك من المهم أيضًا حماية سمعة الدولة".
وأوضحت أن "تغيير الاسم على التهجئة الإنكليزية لاسم البلد الذي تتم تهجئته باللغة التركية سيساعد على تجنب الخلط الذي يسببه الطائر الذي يحمل نفس الاسم".
وتابعت "إذ عندما تكتب (Turkey) في Google، ستحصل على مجموعة مشوشة من الصور والمقالات وتعريفات القاموس التي تدمج البلد مع طائر الديك الرومي Meleagris".
ويؤكد مؤيدو تغيير الاسم بأن الأمر كله يتعلق بسيادة تركيا، وأنه بفضل الرقمنة يمكن بسهولة استخدام كلمة “Türkiye” باللغة الإنكليزية، الأمر الذي لم يكن متوفرًا سابقًا في أجهزة الكمبيوتر.
وكانت تركيا قد قررت بالفعل في نهاية العام الماضي استخدام عبارة "صنع في تركيا" "Made in Turkiye، بدلا من "Made in Turkey" لتصدير المنتجات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن كلمة "Turkiye" (التسمية الجديدة بالإنجليزية) "تعبر بشكل أفضل عن ثقافة وحضارة وقيم الأمة التركية".