أوكرانيا تتهم روسيا بنهب وإتلاف محطة تشيرنوبل النووية
اتهمت أوكرانيا الجيش الروسي بنهب أو إتلاف أكثر من 1000 جهاز كمبيوتر في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، وسرقة شاحنات وأجهزة قياس جرعات الإشعاع.
وقال فيتالي ميدفيد، مدير المعلومات في تشير نوبل، إن المعدات النووية لم تتضرر و"فيما يتعلق بالسلامة الإشعاعية، كل شيء على ما يرام".
وتقدر الخسائر الناجمة عن الاحتلال الروسي للمحطة - الذي انتهى الآن - بأكثر من 1.6 مليار هريفنيا (54 مليون دولار).
وأدى انفجار مفاعل في تشيرنوبل إلى انتشار الإشعاع في جميع أنحاء أوروبا، في عام 1986.
ويقع المفاعل الذي تم إيقاف تشغيله، شمال كييف، بالقرب من حدود بيلاروسيا وسرعان ما احتلته القوات الروسية بعد غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير.
وسيطرت القوات الروسية على محطة تشيرنوبل لمدة خمسة أسابيع، قبل أن تنسحب في 31 مارس.
وأنهى فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة للتو زيارة إلى تشير نوبل والمنطقة المحظورة المحيطة به، التي تبلغ مساحتها 2700 كيلومتر مربع.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: قدمنا الدعم لأوكرانيا في مجال الحماية من الإشعاع
وجاء في بيان للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنهم "قدموا الدعم لنظرائهم الأوكرانيين في مجال الحماية من الإشعاع، وإدارة سلامة النفايات، والأمن النووي".
وأكدت هيئة التفتيش النووية الأوكرانية، لبي بي سي، أن مستوى الإشعاع في الموقع آمن حاليًا.
إلا أن هناك في منطقة الحظر، بعض النقاط الإشعاعية الساخنة التي يلقي مديرو تشرنوبل باللوم فيها على النشاط العسكري الروسي، حيث حفرت القوات الخنادق وأثارت مركباتهم الغبار.
وقال يفهين كرامارينكو، رئيس وكالة منطقة الحظر، إن آلاف المركبات الروسية بما في ذلك الدبابات قد مرت عبر المنطقة. وقال إن روسيا أدخلت أكثر من ألف جندي إلى تشيرنوبل.
وأكدت الوكالة في أبريل أن الروس نهبوا معملين في تشير نوبل، وسرقوا مصادر الإشعاع المؤين.
وأضاف ميدفيد لـ “بي بي سي”، أن الجنود الروس سرقوا "شاشات الكمبيوتر والأقراص الصلبة والبرامج. ما زلنا نتحقق من الخسائر... (إنها) أكثر من 1000 وحدة، وكل ما لم يسرقوه دمروه".
وقال إن بعض الجنود الروس أزالوا العجلات الاحتياطية من ناقلات الجند المدرعة، حتى يتمكنوا من حمل ونقل المزيد من المعدات المنهوبة، وقال إن سيارات البناء ومكافحة الحرائق سرقت دون أن يعطي أرقامًا.
كما اتُهم الجيش الروسي بالنهب في أماكن أخرى من أوكرانيا، لكنه لم يعلق على التقارير، وينفي الاستهداف العشوائي للمناطق المدنية.
ويقول فاليري سيدا، القائم بأعمال المدير العام في تشير نوبل، إن خسائر المحطة تصل إلى أكثر من 1.6 مليار هريفنيا. ويقول إن العمليات استؤنفت هناك بأمان.
ويتعين على الموظفين هناك، بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مراقبة المفاعلات الخاملة عن كثب وإجراء اختبارات علمية.
وقال السيد سيدا إن القوات الروسية حطمت ونهبت ورش تشيرنوبل، ومختبراتها ومكاتبها.
وقال إن إهمالهم لقواعد السلامة "تسبب في بعض التدهور [في] الوضع الإشعاعي" الذي أضاف أنه تم التخفيف من حدته.
وقال سيدا إن أوكرانيا قامت الآن بإزالة الألغام من المنطقة، والتخلص من الذخيرة التي خلفتها القوات الروسية. وإن إصلاح المنشآت المتضررة قد بدأ، لكن من الضروري الآن ضمان عمليات آمنة للنفايات المشعة والوقود النووي المستهلك.
وقال ميدفيد، إن العاملين بمحطة تشيرنوبل الذين يعيشون في سلافوتيتش، وهي بلدة قريبة من الموقع، كانوا يذهبون إلى عملهم بسهولة بالقطار، "لكن الجسور الآن محطمة، لا يوجد طريق مباشر، عليهم الذهاب بالحافلة عبر كييف".
وقال إن مكان 196 جنديًا أوكرانيًا أسرهم الروس في تشرنوبيل لا يزال مجهولًا.
ولدى أوكرانيا الآن ثمانية مفاعلات متصلة بالشبكة - اثنان في محطة توليد الطاقة بمدينة "زابوروجييه"، التي تخضع للاحتلال الروسي، وثلاثة في مدينة ريفنا، واثنان في محطة كهرباء جنوب أوكرانيا وواحد في مدينة كميلنيتسكايي. تم إغلاق مفاعلاتها السبعة الأخرى للصيانة الدورية أو الاحتفاظ بها في الاحتياط.