رئيس التحرير
خالد مهران

تفاصيل الثورة في العالم الإسلامي  ضد التصريحات الهندية المسيئة للنبي محمد

النبأ

عبرت عدة دول عربية عن غضبها من التصريحات الصادرة من أحد أعضاء الحزب الهندي الحاكم عن النبي محمد، بعد إساءة المتحدث الإعلامي في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، نافين كومار جيندال، في تغريدات اُعتبرت «مُسيئة» عن زواج النبي محمد من السيدة عائشة.

وأعرب الأزهر الشريف عن إدانته واستنكاره الشديد لما نشره المتحدث الرسمي باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند على صفحته على «تويتر» من تطاول وسوء أدب في الحديث عن رسول الله محمد وزوجته أم المؤمنين الطاهرة المطهرة السيدة عائشة، وما كشفه كلامه من جهل فاضح بتاريخ الأنبياء والمرسلين وسيرتهم، وكيف أنهم كانوا يمثلون القمم العليا للآداب والفضائل والأخلاق، وأن الله عصمهم من الوقوع في الرذائل وما تكرهه النفوس الطاهرة المستقيمة.

وقال الأزهر في بيان: إذ يعد ما قاله هذا الجاهل المستهتر بعظماء الإنسانية سخفًا من القول الذي يُردِّدُه بين الحين والآخر كل حاقد على الإسلام والمسلمين، فإنه يؤكد في الوقت نفسه أن مثل هذا التصرف هو «الإرهاب» الحقيقي بعينه، الذي يمكن أن يُدخل العالم بأسره في أزمات قاتلة وحروب طاحنة، ومن هنا فإن على المجتمع الدولي أن يتصدَّى بكل حزمٍ وبأس وقوَّة لوقف مخاطر هؤلاء العابثين.

وأكد الأزهر أن ما يلجأ إليه بعض المسؤولين السياسيين مؤخرًا من إساءة للإسلام وإلى نبيه الكريم، نبيِّ العفة والأدب والطهارة، لكسب تأييدِ أصوات في انتخابات الأحزاب، وتهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين- هو دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية والفتنة بين أتباع الأديان والعقائد المختلفة، وهو أمر لا يصدر إلا من دعاة التطرف وأنصار الكراهية والفتنة؛ وأعداء سياسة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات والثقافات المختلفة.

وعبّرت وزارة الخارجية السعودية عن شجب واستنكار المملكة تصريحات المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند عن النبي محمد وزوجته السيدة عائشة.

وقالت الخارجية السعودية في بيان، الأحد، إنها تعرب عن شجبها واستنكارها للتصريحات الصادرة عن المتحدث باسم حزب بهاراتيا جانات الهندي، من إساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام«. وأكد البيان رفض المملكة «المساس برموز الدين الإسلامي، كما ترفض المساس بالشخصيات والرموز الدينية كافة».

وفي وقت سابق، أعلنت وزارتا خارجية قطر والكويت بشكل منفصل استدعاء سفيري الهند في البلدين، في احتجاج رسمي على تصريحات المسؤولة في الحزب الحاكم. وطالبت قطر والكويت باعتذار علني وإدانة فورية لهذه التصريحات من قبل حكومة الهند.

ووجه أحمد الخليلي، مفتي سلطنة عُمان، السبت، انتقادات لاذعة للمتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند والذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي، وذلك بعد تصريحات «إساءة» للنبي محمد.

جاء ذلك في بيان للخليلي نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قال فيه: «إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام صل الله عليه وسلم وعلى زوجه الطاهرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة».

وفي البحرين، استنكرت وزارة الخارجية التصريحات المسيئة، ورحبت بقرار حزب بهاراتيا جاناتا إيقاف المتحدثة باسمه عن العمل، مشددة على "ضرورة شجب أي إساءات بحق النبي محمد، باعتبارها استفزازًا لمشاعر المسلمين وتحريضًا على الكراهية الدينية".

وقالت باكستان في بيان إنها "تدين بأشد العبارات الممكنة"، التصريحات "المسيئة للغاية"، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لتلافي ما وصفته بالوضع المتفاقم للإسلاموفوبيا في الهند.

وفي طهران، أبلغت الخارجية السفير الهندي "احتجاج الجمهورية الإسلامية الإيرانية حكومة وشعبا على الاساءة للنبي محمد، في برنامج تلفزيوني بالهند".

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية إن السفير الهندي "أعرب عن أسفه ورفضه لأي إساءة للنبي محمد، وأعلن أن هذا لا يمثل موقف حكومة الهند التي تولي أكبر الاحترام للأديان". ونقل عن السفير قوله أيضا إن "الشخص المسيء للنبي لا يتولى أي منصب حكومي، وإنما فقط لديه منصب حزبي، وقد تم طرده من هذا المنصب".

"واستنكرت منظمة التعاون الإسلامي بشدة التصريحات المسيئة للنبي محمد.

وطالبت الأمانة العامة للمنظمة، في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، السلطات الهندية بـ "التصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على الرسول الكريم وعلى الدين الإسلامي، وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة، ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها".

ودعا البيان المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان، لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للممارسات التي تستهدف المسلمين في الهند.

وأثارت التصريحات موجة استياء عبر الشبكات الاجتماعية، وسط دعوات لمقاطعة المنتجات الهندية. وتركزت أغلب التعليقات عبر وسم «#إلا_رسول_الله_يا_مودي»، في إشارة إلى ناريندا مودي رئيس وزراء الهند.

الحزب الحاكم في الهند يعلن وقف المتحدث باسمه

أعلن حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند، وقف المتحدثة باسمه، نوبور شارما، بعد تعليقات لها اعتبرت مسيئة للإسلام، وقوبلت بشجب واستنكار من عدد من الدول العربية والإسلامية.

ورحبت كل من وزارتي الخارجية القطرية والكويتية بقرار الحزب، لكن كل منهما أضافت في بيان مستقل أنها تتوقع اعتذارا علنيا، ورفضا رسميا من الحكومة الهندية، لهذه التعليقات.

وقال الحزب، في بيان رسمي، نشره على موقعه على شبكة الإنترنت، إنه "يشجب بكل قوة، أي إهانة لدين، أو شخصيات دينية".