حذر خبراء الصحة العامة من خطورة عدم تطوير مضادات حيوية جديدة بسبب عزوف غالبية شركات الأدوية الكبرى عن ضخ الاستثمارات للعمل على تطوير مضادات حيوية جديدة، ما يهدد بوأد الكثير من الأبحاث في هذا المجال.
تنبؤات بمستقبل مظلم للوضع الصحي العالمي وفقًا لرويترز بأن خبراء الصحة العامة يتنبئون بمستقبل مظلمٍ يخّيم على الوضع الصحّي العالمي إن لم تظهر مضادات حيوية جديدة، فقد أدّى الاستخدام المفرط وغير الصحيح للمضادات الحيوية المستخدمة حاليا إلى ظهور أنواع من البكتيريا تملك آليات دفاعية تُحصّنها أمام العلاجات التي كانت في السابق ناجعة للاستشفاء من أمراض مثل السل والسيلان
بسبب عدم تطوير مضادات حيوية جديدة: يتوقع خبراء الصحة العامة أن مقاومة المضادات الحيوية ستودي بحياة 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2050. وتبرز خطورة التوقعات هذه عند مقارنتها بعدد الوفيات التي سببتها جائحة كوفيد-19، إذ توفي نحو 6.2 مليون شخص على مدى العامين اللذين أعقبا انتشار الوباء. وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقدر بنحو 260 ألف شخص في أوكرانيا مصابون بفيروس نقص المناعة المكتسب، بينما سجلت أوكرانيا في عام 2022 أعلى معدلات الإصابة بمرض السل في أوروبا، وفقا للوكالة الألمانية للسيطرة على الأمراض "معهد روبرت كوخ". وتعد أوكرانيا أيضًا من بين الدول التي بها أعلى مستويات من مرض السل المقاوم للأدوية المتعددة وهو نوع من المرض لم يعد الدواء الشديد فعال ضده.
من جانبه يقول الدكتور على عوف رئيس شعبة الدواء باتحاد الغرف التجارية بأن هناك اتجاه عالمي خلال المرحلة القادمة من الأمراض التي تحقق عوائد مالية أكبر، ومجهود أقل، وذلك لأن هذه الشركات التي تعمل على تطوير مضادات حيوية جديدة، لا ترغب في ضخ استثماراتها في تطوير مضادات حيوية جديدة لا يتعدى ثمنها في مصر 150 جنيهًا، ولكن في مجال الفيروسات وأدوية السرطان ثبت أن لها مكاسب مالية كبيرة، ولذلك تتجه العديد من شركات الأدوية للاستثمار في هذا المجال، وظهر هذا واضحًا في مواجهة فيروس كورونا المستجد، ومؤخرًا فيروس جدري القرود حيث سارعت العديد من الشركات الكبرى إلى تطويرعلاجات جديدة للسيطرة وعلاج هذه الفيروسات.
ويواصل رئيس شعبة الدواء بأن جميع دول العالم يعمل على المضادات الحيوية من خلال مزرعة وروشتة، إلا أن الاستخدام العشوائي والمفرط للمضادات الحيوية أدى إلى ظهور بعض الميكروبات المقاومة لها.، مشيرًا إلى أن الشركات الكبيرة في الدول الأوروبية تعمل على إدخار أدوية معينة، لطرحها في توقيتات معينة وأن الأبحاث لديهم لا تتوقف. ويشير رئيس شعبة الدواء إلى أن الاتجاه العالمي لشركات الأدوية سيكون في مواجهة الفيروسات، لأنه الأكثر ربحية، وهذا هو المجال القادم، وأن المستقبل سيكون للفيروسات.