«أشترى ولا أستنى».. هل ترتفع أسعار الأجهزة والسيارات والعقارات والأثاث؟
أصبحت أزمة ارتفاع الأسعار محل اهتمام الرأي العام في مصر، خاصة مع استمرار الزيادات بشكل متتالي في جميع الأسواق، بجانب ظهور نقص في بعض السلع الضرورية اليومية للمواطنين.
وجاءت أزمات ارتفاع الأسعار ونقص السلع؛ بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وقبلها جائحة كورونا التي أدت إلى نقص سلاسل الإمداد وانخفاض خطوط الإنتاج، وارتفاع تكلفة الشحن بنسبة 600%.
وعلى خليفة الحرب الروسية الأوكرانية، انخفضت قيمة الجنيه المصري أمام الدولار في 21 مارس الماضي، ليصل سعر العملة الخضراء إلى 18.63 جنيه للبيع، و18.69 جنيه للشراء، حسب البنك الأهلي المصري.
فيما قررت وزارة المالية، بداية شهر يونيو الجاري، رفع سعر الدولار الجمركي، إلى 18.64 جنيه بدلًا من 17 جنيهًا الذي تم التعامل بها خلال شهر مايو الماضي.
«الدولار الجمركي» هو مصطلح اقتصادي، يعبر عن سعر الدولار أمام الجنيه الذي تستخدمه الجهات الجمركية لتحديد قيمة البضائع المستوردة من أجل حساب الرسوم الجمركية بناءً عليه.
وبحسب إحصائيات رسمية، فإن فاتورة الاستيراد المصرية تتجاوز سنويا نحو 70 مليار دولار وتقترب حاليًا من 80 مليار دولار، ويتمثل 60 إلى 70% من قيمة تلك الفاتورة يتمثل في سلع وسيطة ومواد خام وتعبئة.
ومع ارتفاع سعر الدولار الجمركي والدولار في البنوك، يتوقع التجار في السوق المحلي، والمستوردين، استمرار ارتفاع أسعار السلع خلال الفترة المقبلة.
وتسببت أزمتى ارتفاع الأسعار ونقص السلع، في طرح تساؤلات وعلامات استفهام لدي المواطنين حول الشراء الآن أو الانتظار حتى تستقر الأوضاع في الأسواق.
ومن جانبها، تواصلت جريدة «النبأ» مع تجار ومستوردين في الأسواق؛ لرصد الوضع الحالي للسلع التي تهم أكبر شريحة من المواطنين وهم: «الأجهزة الكهربائية – الأدوات المنزلية – المحمول – السيارات – العقارات – الأثاث والأخشاب».
الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية
وفي هذا السياق، قال أشرف هلال، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية بغرفة القاهرة، إن السوق يشهد حالة من الركود الشديد؛ بسبب ارتفاع الأسعار.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ارتفاع الأسعار أدى إلى غضب بين التجار والمستوردين لما يشكله من عبء على المستهلك، لافتًا إلى أن ارتفاع الدولار الجمركي ييزيد من موجة ارتفاع الأسعار والتضخم.
وأشار «هلال»، إلى أن أسعار الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية لن تنخفض الفترة المقبلة؛ ولا سيما مع ارتفاع سعر الدولار والخامات المستوردة من الخارج وتكاليف الشحن بالإضافة إلى أسعار البترول والجمارك، قائلًا: «جميع الأزمات قائمة».
ونصح رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلة، المواطنين، بالشراء خلال الفترة الحالية ولا سيما مع استمرار ارتفاع الأسعار، متابعًا: «ينزلوا يشتروا منعرفش أيه اللي هيحصل في الأسعار الفترة المقبلة».
وأوضح أن هناك بعض المواطنين ينتظرون الشتاء لشراء أجهزة الصيف، والصيف لشراء أجهزة الشتاء متوقعين بأنها تنخفض في مواسم غير موسمها، ولكن هذا اعتقاد خطأ.
المحمول
من ناحيته، قال وليد رمضان، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، ونائب رئيس شعبة المحمول والاتصالات بالغرفة، إن السوق في تجارة حرة ويحكمه العرض والطلب، والكميات المتاحة المعروضه قليلة ولكن الطلب أكثر؛ لذلك السعر يرتفع.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أنه عندما تزيد الكميات المعروضة السعر سينخفض، لافتًا إلى أنه ليس هناك أوفر بريس كما ذكرت بعض المواقع الإلكترونية، وهي مجرد شائعات وليس لها أساس من الصحة.
وأشار «رمضان»، إلى أن هناك بعض الأصناف في الهواتف المحمول يوجد نقص منها؛ بسبب مشكلات الاستيراد وهو الأمر الذي يرفع من ثمنها.
ونصح نائب رئيس شعبة المحمول والاتصالات، المستهلكين «المحتاجين لمحمول جديد»، بالشراء خلال الفترة الحالية، وعدم الانتظار، أما بالنسبة للمواطنين الذين يمكنهم الاستغاء عن الهاتف التأجيل، والتعايش مع النسخ القديمة.
وأكد وليد رمضان، أنه من أهم محددات تسعير الهاتف المحمول، الدولار؛ لأنه استيراد من الخارج وليس مصنعا في مصر، بالتالي فالهاتف سلعة أساسية بالنسبة للمواطن.
وأوضح أنه مع انتهاء الدراسة ودخول شهر الصيف وبدء شراء الهدايا يحدث نشاط في السوق، مؤكدًا أن فتح الاعتمادات المستندية وانتظام العمليات الاستيرادية يزيد العرض، ويخفض الأسعار.
السيارات
فيما، قال المهندس خالد سعد، أمين عام رابطة مصنعي السيارات، إن سوق السيارات يشهد حالة من عدم الاستقرار ووقف في حركة البيع والشراء، ونقص في بعض الموديلات.
ونصح «خالد» العملاء في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، بالحفاظ على السيارات القديمة حتى تنتهي الأزمة، قائلًا: «على المواطن التعاون أيضًا مع الشركات والمصانع والحكومة حتى يتم انتظام دورة العمل وتحسين الاقتصاد».
وأشار إلى أن هناك أزمة في توفير السيارات الزيرو خلال الفترة الحالية؛ لذلك يلجأ العملاء إلى شراء كسر الزيرو والسيارات المستعملة.
وتوقع أمين عام رابطة مصنعي السيارات، استقرار السوق وانخفاض الأسعار مع عودة انتظام العمليات الاستيراد وتطبيق قرار الرئيس السيسي بالعودة إلى التحصيل المستندي.
الأخشاب والأثاث المنزلي
بدوره، قال منير راغب، رئيس شعبة الأخشاب باتحاد الغرف التجارية بالقاهرة، إن أسعار الخشب والآثاث المنزلي ارتفعت بنسبة 30%، خلال الشهرين الماضيين.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن السوق يشهد حالة من الركود؛ نتيجة ارتفاع الأسعار وقلة المعروض من السلع والخامات اللازمة للأثاث المنزلي.
ونصح «راغب»، المواطنين بالانتظار عدم شراء الأخشاب أو الآثاث المنزلي خلال الفترة الحالية، متوقعًا انخفاض الأسعار قريبًا ومع انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية ستنخفض الأسعار كما كانت في السابق.
وأشار رئيس شعبة الأخشاب، إلى أن مصر تعتمد بشكل أساسي على الخشب الأوكراني والروسي، وعن بدء عمليات الاستيراد أو توفير البديل تنخفض الأسعار.
العقارات
بينما قال أحمد لطفي، الخبير العقاري، إن أسعار الوحدات السكنية دائمًا في ارتفاع مستمر، لافتًا إلى أن أسعار العقارات لن تنخفض خلال الفترة المقبلة.
ونصح «لطفي» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، المواطنين بالشراء خلال الفترة الحالية، متوقعًا ارتفاع الأسعار حتى بداية عام 2023.
وأشار الخبير العقاري، إلى أن المقتدر يستطيع الشراء سواء عن طريق «الكاش»، أو بالتقسيط، مؤكدًا أنه ليس على المواطنين انتظار انخفاض أسعار الوحدات السكنية؛ لأنه أمر غير متوقع.