بعد اتهام نجل وزيرة الهجرة.. تفاصيل أبشع جرائم أبناء الأثرياء العرب بأوروبا
أثارت جريمة القتل المزدوجة المتهم فيها رامي هاني منير فهيم، نجل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، بالولايات المتحدة الأمريكية حالة من الجدل في مصر والوطن العربي، خاصة بعد إعلان الوزيرة ما وصفته بـ«محنة الأسرة باتهام الابن بجريمة القتل بأمريكا».
وفي هذا الصدد، تعيد جريمة القتل المتهم فيها نجل الوزيرة إلى الأذهان جرائم أبناء الأثرياء العرب في الغرب، حيث كان أبرزها جريمة القتل المتورط فيها فاروق عبد الحق نجل الملياردير اليمني الشهير شاهر عبد الحق؛ في بريطانيا، فيما يرى والد المجني عليها أن القانون هو الذي سمح للمتهم بالهرب.. فما هي القصة؟!.
في عام 2008، اتُهم فاروق عبد الحق نجل الملياردير اليمني الشهير شاهر عبد الحق، باغتصاب وقتل فتاة نرويجية الجنسية، تدعى «مارتينا فيك ماغنوسين»، طالبة إدارة أعمال في عمر الـ23 سنة، والتي عُثر على جثتها شبه عارية تحت ركام من الأوراق في الطابق السفلي من عمارة في منطقة قريبة لـ«شارع بورتلاند الكبير» في لندن، ووفقًا لتقرير الشرطة فإنها ماتت «من ضغط في الرقبة بسبب الخنق».
ليس هناك معاهدة لتسليم المجرمين بين بريطانيا واليمن
وهرب فاروق عبد الحق، 27 عاما، إلى اليمن بعد ارتكاب الجريمة، وليس هناك معاهدة لتسليم المجرمين بين بريطانيا واليمن، وأصبح نجل الملياردير اليمني الشهير مطلوبًا من قبل الشرطة البريطانية لاستجوابه بشأن اغتصاب وقتل الطالبة النرويجية.
واحتلت قضية مقتل الطالبة النرويجية، وأخبار النجل الأكبر للملياردير اليمني الشهير شاهر عبد الحق أحد أثرياء اليمن، عناوين الصحف والمجلات، كونه المتهم الأول والوحيد في قضية اغتصاب وقتل الطالبة النرويجية (مارتين فيك ماغنوسين).
وتم وضع فاروق عبدالحق على لائحة المطلوبين لدى شرطة سكوتلاند يارد البريطانية في عام 2009، وهو الآن موضع نقاش لإصدار مذكرة توقيف دولية، وتقول الشرطة البريطانية إن فاروق هو «المطلوب الوحيد في هذه الجريمة».
ونقلت صحيفة «ستاندر» البريطانية عن أقارب الطالبة النرويجية قولهم: إن الملياردير شاهر عبد الحق اليمني، والد المشتبه به الرئيسي في مقتل الطالبة النرويجية، يحاول تقديم أموال لهم كي يكفُّوا عن محاولة تقديم نجله إلى العدالة، وذكرت الصحيفة أن والد مارتين، «أود بيتر ماغنوسين» قال: إنه تلقى اتصالا من رجل الأعمال اليمني الملياردير شاهر عبدالحق، والد فاروق، عبر محاميه بغرض عرض تقديم أموال له في مقابل وقف تعقُّب نجله.
ولا يزال والد الطالبة النرويجية «مارتينا» يسعى جاهدًا حتى يومنا هذا لتغيير القانون الذي على حد قوله سمح للمشتبه به الوحيد في حادثة مقتل ابنته مارتينا، فاروق عبد الحق نجل الملياردير اليمني الشهير بالهرب.
لكن شتان ما بين الجريمتان المتورط فيهما نجل الملياردير اليمني الشهير فاروق عبد الحق، باغتصاب وقتل الطالبة النرويجية في لندن؛ ونجل وزير الهجرة السفيرة نبيلة مكرم المتهم بقتل مزدوج بالولايات المتحدة الأمريكية، لكون الأول هاربًا منذ ارتكابه الجريمة فضلًا عن أنه المتهم الوحيد المشتبه به في القضية، بينما الثاني مضبوطًا على ذمة القضية، والقضية ما زالت تتداول داخل المحاكم الأمريكية ولم يصدر بها حكمًا قاطعًا حتى الآن.. فمتى بدأت قصة نجل الوزيرة وما هي تفاصيلها، وإلى أين وصلت القضية حتى الآن؟!.
بدأية اتهام نجل وزيرة الهجرة في جريمة قتل بولاية كاليفورنيا
في البداية، تعود أحداث القضية إلى 19 أبريل الماضي، حينما اتهم رامي هاني منير فهيم، نجل وزيرة الهجرة، 27 سنة، بطعن زميله بالعمل بسكين عدة طعنات حتى الموت في شقتهما التي يقيمان فيها بمنطقة أناهيم بمقاطعة أورانج في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكشف أحد حراس المبنى عن أنه شاهد نجل الوزيرة على سطح المجمع السكني للضحية قبل ساعات فقط من اكتشاف جريمة القتل، كما شوهد في نفس الطابق من شقة الضحية صباح يوم ارتكاب الجريمة.
وقالت إدارة شرطة أنهايم في بيان صحفي إن رامي نجل الوزيرة كان لا يزال داخل شقة الضحية ويعاني من إصابة طفيفة عندما داهمت المكان وعثرت على الضحية، وتم تداول فيديو منسوب للشرطة الأمريكية يدعى ظهور رامي فيه قبل ارتكاب الجريمة المتهم فيها.
وبعد أيام من تأكيد وسائل إعلام غربية اتهام نجل الوزيرة في جريمة القتل بأمريكا، وكشفت أنه تم توجيه اتهام قتل زميله في العمل، وزميل آخر له في السكن، أمريكان الجنسية، مضيفة أن المحكمة العليا الأمريكية حددت جلسة 17 يونيو الجاري لمحاكمته.
وذكرت وسائل الإعلام الغربية أن المحكمة العليا في مقاطعة أورانج كاونتي، بولاية كاليفورنيا ستبحث الاتهامات الموجهة ضد رامي هاني فهيم نجل الوزيرة، ويقيم بمدينة إيرفين، ويعمل في شركة كبرى لإدارة الثروات تملكها سيدة أعمال من أصل مصري.
أول تعليق لوزيرة الهجرة
«لتكن إرادة الله... أنا وأسرتي نتعرض لمحنة شديدة ونمر بوقت عصيب على أثر اتهام ابني بارتكاب جريمة قتل بالولايات المتحدة الأمريكية ولم يصدر به حكمًا قاطعًا حتى الآن.. قيامي بواجباتي كوزيرة في الحكومة المصرية لا يتعارض اطلاقا مع كوني أم مؤمنة تواجه بشجاعة محنة ابنها».. بهذه الكلمات الصادمة للرأي العام فاجأت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة المصرية ملايين المصريين على صفحتها الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي بالمبادرة وبكل شجاعة بالإعلان عن «محنة الأسرة باتهام الابن بجريمة قتل في الولايات المتحدة الأمريكية».
شفافية ومسؤولية وشجاعة امرأة
وأعلنت الوزيرة نبيلة مكرم- التي تولت حقيبة وزارة الهجرة بعد 20 عاما من الغائها- بكل شفافية ومسؤولية وشجاعة امرأة؛ تحملها المسؤولية كاملة تجاه منصبها ومقتضيات العمل به والتفرقة بين ما هو شخصي وما هو عام بشكل واضح.
وأثارت الوزيرة تعاطفا عارما من قطاعات عريضة داخل المجتمع المصري في محنتها بعد أن طلبت الدعاء لها كأم ولأسرتها ودعت لابنها، وبعد ذلك انتشرت تلك الأخبار كالنار في الهشيم بين الصفحات والحسابات الشخصية على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر وفيسبوك»، وأظهر العديد من المسئولين والإعلامين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ تضامنهم وتعاطفهم مع الوزيرة في هذه المحنة، وذلك على عكس ما أظهره الكثيرون لجماعة الإخوان من «شماتة» بالغة فيما حدث لنجلها، متهمين أياها- أي الوزيرة - بتهديدها للمعارضين في الخارج جهارًا وتداولوا فيديو للوزيرة أثناء حديثها خلال زيارتها لكندا.
ورغم الشماتة فالمعلومات التي تتردد في الأوساط السياسية تشير إلى أن الوزيرة قد تقدمت باستقالتها للقيادة السياسية، وتم رفضها في الوقت الحالي في صورة قد يبدو فيها الدعم للوزيرة في محنتها إلى حين الفصل التام في القضية.
من ناحيتها، علقت النائبة مها عبد الناصر عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، على واقعة اتهام نجل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم بارتكاب جريمة قتل بالولايات المتحدة، قائلة: إذا تم محاسبة أي وزير أو مسئول فيجب أن تكون المحاسبة على أفعاله السياسية التي تخص أعمال البرلماني بدوره رقيبًا على السلطة، أو على جريمة ارتكبها هو بشخصه.
وأشارت عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي، في تصريحات خاصة لـ«النبأ الوطني» إلى تصريح وزيرة الهجرة خلال زيارتها منذ فترة إلى إحدى الدول الأجنبية؛ «بأن اللي هيتكلم عن البلد هيتقطع» والذي اعتبرته النائبة بمثابة تهديد للمعارضين بالخارج بـ«التقطيع»، ووصفته النائبة بأنه تصريحًا سيئًا وغير موفق من الوزيرة.
وذكرت «عبد الناصر» أن اتهام نجل وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم فى جريمة قتل؛ هذا أمر ليس لها يد فيه، وشيئ لا يخصها على الإطلاق، وترى أن الوزيرة يجب أن تأخذ إجازة لأنها في محنة صعبة وفي وقت صعب، ونجلها في ظروف لأ يعلم أحد ملابسات القضية، لكن المطالبة بإقالة مسئول أو أن يقدم استقالته نتيجة فعل لا يخصه هو أمر عليه كلام كتير، أما بالخارج فإذا ثبت عليه حكم؛ فيكون في هذه الحالة موقف الوزير أو المسئول هو أنه يوجد قريبًا له متهم في جريمة قوية، فبالتالي يبتعد عن الأضواء، وأيضًا يبتعد عن أي منصب سياسي.
ولفتت النائبة إلى ما يتردد من أقاويل كثيرة حول ما إذا كان هناك شبهة فساد من عدمه في تعيين نجل وزيرة الهجرة بوظيفة في شركة بنس لإدارة الثروات التي تمتلكها سيدة من أصول مصرية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُعد واحدة من أكبر الشركات في مجال إدارة الأصول والممتلكات، مؤكدة أنه يجب أن تتدخل الدولة والجهات الرقابية لاستبيان ما إذا كان هناك شبهة فساد من عدمه حول ما إذا كانت الوزيرة استغلت نفوذها في تشغل نجلها بالشركة المذكورة من عدمه.
وتكمل: «نحن لا نتأكد من هذا الأمر إلا عندما جهة رقابية تتدخل، وتتابع هذا الموضوع، فهذا هو الشيئ السياسي الذي يؤخذ على وزير أو زيرة أو أي مسئول في حالة استغلال نفوذه لتعيين أحد أقاربه، لكن مسألة أن نجل وزيرة الهجرة اتُهم بجريمة قتل، فهي لا دخل لها في هذا الأمر، وفي النهاية هو ما زال متهم ولم يثبت تورطه في الجريمة حتى الآن، فأذا تم محاسبة مسئول في مصر يتم محاسبته على جرائمه هو الشخصية فقط وأي جرائم سياسية مثل أخطاء أو خطايا أو تجاوزات.
ووصفت عضو مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، جريمة نجل وزيرة الصحة بأنها جريمة مكتملة الأركان، مؤكدة أنها واقعة تستدعي أن الوزيرة تترك منصبها خاصة أن جريمة نجلها في الوزارة المسئولة عنها، أما موضوع نجل وزيرة الهجرة فيختلف تماما عن نجل وزيرة الصحة.
وتابعت: لكن عادة في حال ثبوت الجريمة على نجل وزيرة الهجرة يجب أن تبتعد عن المنصب السياسي لأن في النهاية الشكل العام يكون ليس على ما يرام أي - «يكون مش مظبوط» - مضيفة أنه إذا ثبت تورطه في الجريمة فيكون مسألة ترك منصبها بشكل ودي، وبعيدًا عن الإطار القانوني، لأنه لا يوجد ما ينص على ذلك في القانون، غير أن كل القوانين الوضعية في العالم لا تجرم شخصًا بناء على جريمة ارتكبها شخص آخر من أقاربه سواء كان نجله أو شقيقه أو والده أو والدته، لكن إذا ثبتت الجريمة عليه فيضل ترك المنصب مراعاة للشكل العام.
وتواجه وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم الآن المحنة في موقف لا يتكرر كثيرا لمسؤول حكومي، وهو ما يكشف عن مواقف متناقضة، لكن تبقى شجاعة الوزيرة في الإعلان عما وصفته «بالمحنة» بينما يبقى مصيرها في الوزارة معلقًا على صدور الحكم النهائي من المحكمة العليا في مقاطعة أورانج كاونتي بولاية كاليفورنيا، في اتهام نجلها بارتكاب جريمة القتل سواء بالإدانة أو البراءة.