كيف يمكنك استخدام التقويم الاقتصادي في تداول العملات؟
يستمر سوق العملات في عالم تداول العملات في التقلب حسب عاملين أساسيين، هما الجانب الفني والجانب الأساسي. ولذلك يبدأ معظم المتداولين يومهم بإلقاء نظرة على التقويم الاقتصادي وأهم التحديثات في الأجندة الاقتصادية للجلسات القادمة، حتى يتمكنوا من تطبيق الاستراتيجيات الخاصة بهم بأفضل طريقة ممكنة.
يتيح لك التقويم الاقتصادي الفرصة لمتابعة أهم الأحداث القادمة والتغيرات المحتملة في السوق بشكل آني، وبالتالي يساعدك على مراعاة العوامل الأساسية التي تعمل على تغيير اتجاه السوق أو التأثير عليه. كما سيساهم أيضًا في منحك فرص رائعة في الاستثمار وتداول العملات، خاصة مع ازدياد التقلبات أثناء هذه الأحداث المعينة.
ما هو التقويم الاقتصادي
هو التقويم الذي يعتمد عليه المتداولون في تتبع الأحداث المهمة التي تؤثر في تحريك السوق. ويحرص متداولو العملات على إيلاء اهتمام كبير للأحداث والتطورات الاقتصادية العالمية التي قد تترك تأثيرًا آنيًا على أسعار العملات وتحركات السوق، ليكون لديهم جدول يحتوي على كافة المؤشرات الاقتصادية ذات الأهمية، وبالتالي تمكنهم من توقع التحركات الكبيرة التي قد يشهدها السوق.
ما هي أهمية التقويم الاقتصادي؟
توجد ثلاثة عوامل رئيسية تجعل من الأحداث الاقتصادية أوقاتًا رائعة لتداول العملات، وهي كالتالي:
1. تحديد مصادر التقلبات في الأسواق
تقود الأحداث الاقتصادية إلى حدوث التقلبات المتوقعة. ويحب المتداولون تقلبات السوق لأنها تقدم لهم فرصة لتحقيق الأرباح الكبيرة في حال قاموا بتداول العملات بالشكل الصحيح.
وعلى الرغم من أن السوق المستقر يتسم بصعوبة تحقيق الأرباح منه، إلا أنه في نفس الوقت، يمكن للتقلبات غير المتوقعة أن تساهم في إضعاف حتى الاستراتيجيات الخاصة بالمتداولين الأعلى خبرة.
2. الجدولة المسبقة للأحداث الاقتصادية
يتم من خلال التقويم الاقتصادي التخطيط المسبق للأحداث، مثل تقارير الأرباح ربع السنوية أو اجتماعات بنك الاحتياطي الفيدرالي. وقد تجعل بعض أنواع التقلبات الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمتداولين بشكل يومي، وخاصة أولئك الذين يتميزون بالنشاط ويستخدمون الرافعة المالية. ولكن من أين يمكننا الحصول على التقلبات المتوقعة؟ يصدر هذا النوع من التقلبات الذي يكون بإمكاننا الاستعداد له من خلال الأخبار التي يتم جدولتها بشكل مسبق، والتي تشمل أحداث الاقتصاد الكلي مثل معدلات البطالة، وصادرات الناتج المحلي الإجمالي، وما شابه.
3. التكرار
تستمر الأحداث الاقتصادية في الحدوث بشكل متكرر، ويعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية لأنه يساعدنا على قياس الكيفية التي يقوم بها السوق بالتفاعل مع كل حدث وتوقع تحركات السوق في حالة حدوث أحداث مشابهة. يمكننا من خلال هذه العوامل الثلاثة البدء في إنشاء نظام يمكّننا من تداول الأحداث الاقتصادية. عند تداولك الأحداث الاقتصادية المجدولة، ستتمكن من معرفة الكيفية إلى كان عليها رد فعل السوق بالضبط لأحداث مشابهة وقعت في الماضي، بالإضافة إلى الحصول على تحليلات إحصائية لتحركات السوق وفقًا للنتائج.
كيف يمكنك دمج التقويم الاقتصادي في استراتيجية التداول الخاصة بك
يمكنك استخدام التقويم الاقتصادي بطرق مختلفة، ومن أهمها:
- إدارة المخاطر تزامنًا مع الإحصائيات الاقتصادية
سوف ينصب تركيز المتداول المتأرجح الذي يقوم بتداول العملات بمقاييس زمنية يومية مثلًا على تقويم الفوركس لمعرفة ما إذا كانت مراكزه الحالية المفتوحة عرضة لمخاطر الإعلان الاقتصادي، أو إن كان التقويم الاقتصادي سيسمح له هذا الأسبوع بالاستمرار في إدارة مواقعه على مدى فترة زمنية طويلة. تعرف على أفضل الأوقات والأسوأ لتداول العملات.
- تحديد التوقيت المناسب للدخول في الصفقات
يمكن للتقويم الاقتصادي أن يساعدك كمتداول يومي في تحديد التوقيت المناسب، خاصة وأنك ستبحث عن أوقات محددة في السوق، أو في بعض المؤشرات، مثل مؤشر DAX 30، أو حتى السلع، لتحقق الاستفادة من التقلبات القوية الناجمة عن الأخبار. سيشكّل التقويم الاقتصادي في هذه الحالة جزءًا لا يتجزأ من جلساتك اليومية.
- هيكلة استراتيجيتك الاستثمارية: السكالبينغ أو التداول البديل
سيكون من المرجح أن يقوم المتداول اليومي الذي يفضل التحليل الفني استخدام جدول التقويم الاقتصادي من أجل إدارة تعرضه للمخاطر، الأمر الذي يعني خروجه من صفقاته قبل الإعلان عنها أو عدم الدخول في أي صفقات جديدة في ذلك الوقت. وبنفس المبدأ، سيقوم المتداول المتأرجح الأساسي بأخذ هذه المعلومات في اعتباره لإدارة المحفظة الخاصة به، مع احتمالية دخوله في صفقات جديدة تبعًا لتحليلات النتائج الاقتصادية وخطة التداول.
من الناحية الأخرى، يقوم المتداول اليومي باستخدام الإعلانات للبحث عن تحركات سريعة تدر له الربح، حتى في حال بقيت مستويات المخاطرة مختلفة بين أسلوبي التداول، وبالتالي ستخدمك تقارير التقويم الاقتصادي مهما كان أسلوبك في تداول العملات.
إذا كنت تريد أن تصبح متداولًا ناجحًا تحقق أرباحًا دائمة من خلال تداول العملات، فإن التقويم الاقتصادي سيكون بالتأكيد أحد الأدوات التي ستساعدك على ذلك عندما تقوم بتتبعه بشكل يومي. يمكنك أن تقضي دقيقتين من وقتك فقط يوميًا في استخدامه، وذلك حسب أزواج العملات التي تهمك، لتحصل على معلومات اقتصادية وسياسية شاملة يمكنك تفسيرها لوضع التنبؤات واقتناص الفرص التي ستتيح لك تحقيق أرباحًا ممتازة من تداول العملات.