"تسونامي" الشذوذ.. والصمت العربي!
عقبْ عرض فيلم " أصحاب ولا أعز" الصادم، كتبتُ مقالا بعنوان " أصحاب ولا أعز.. والقادم أسوأ" عبرتُ فيه كغيري عن اعتراضي علي ذلك الفيلم، بوصفه فيلما يروج للإباحية والعري، والشذوذ الجنسي، والانحطاط الأخلاقي، ويذبحُ الذوق العام بسكين بارد، ولمتُ في هذا المقال أبطالَ ذلك الفيلم، خاصة الفنانة مني زكي، التي ظلتْ لسنوات تُجسد السينما النظيفة، الخالية من العبارات الخادشة، والقُبلات الحارة، والأحضان الدافئة، التي سقطتْ في غياباتها فناناتٌ كثيرات بدعوى حرية الفن، فقدَّمن فنا هابطا، يهوي بالذوق وينحط بالأخلاق، وهنَّ يحسبن أنهن يُحسنَّ صنعا، وبعضهن أفقن وحاولن سحب تلك الأفلام الإباحية من الأسواق بأي ثمن، ولكن هيهات هيهات أن يُحققن ذلك أمام سُعار المنتجين، ودُور العرض، وركضهم وراء المال.
لم يكنْ توقعي انتشار موجة تلك الأفلام، والذي عبرتُ عنه بعبارة (القادم أسوأ) رجما بالغيب، أو ضربا للودع، لكنه رؤية استشرافية لما حيك لنا بليل، ورُسمت من أجله خطط (طويلة ومتوسطة، وقصيرة) الأجل، وللأسف (بلعنا) الطعم إما جهلا، وهذا ظنٌ كاذب، أما اليقينُ، فهو سعيُ بعض المأجورين من الأفراد والشركات للتربح علي حساب القيم والأخلاق، إذ حملَ منتجو تلك الأفلام الرخيصة شعار(الغاية تُبرر الوسيلة)، وجسدوا مبدأ النفعية في أبشع صورها.
لم تمض سوي شهور قليلة علي إنتاج فيلم " أصحاب ولا أعز" حتي أنتجتْ شركة (والت ديزني) للأفلام الكارتونية فيلم "لايتيير"، الذي تتزوج بطلته من سيدة أخري، ويمارسان "السُحاق" علي مرأي ومسمع المشاهدين، وقبل ذلك الفيلم، أنتجت فيلم "دكتور سترينج" الحافل بلقطات الشذوذ الجنسي والعري والإسفاف؛ وهو ما دفع العديد من الدول إلي مقاطعة ذلك الفيلم.
المدهش رفض بعض الدول الغربية مثل الصين عرض ذلك الفيلم، وهو ما يؤكد أننا أما كارثة حقيقية، يستنفر اللادينيون قواهم لمواجهتها، بينما يتعامي كثيرٌ من الدول العربية عن تللك الكارثة، ويجعلون آذانهم ( إحداها من طين، والأخري من عجين )، أو يغرسون رؤوسهم في الرمال كالنعام، ظنًا أن هذا هو الحل !
المشكلة خطيرة، وتستهدف النشء، وهو ما يتطلب يقظة المنظمات الحقوقية، وانتباه الآباء والأمهات عن طريق تحصين الأطفال من الجنسين ضد هذه الحملات المُخططة، بفرض الرقابة اللصيقة عليهم، وفلترة ما يشاهدونه، وعدم السماح لهم بمشاهدة تلك الأفلام الهدَّامة، بالإضافة إلي ضرورة عمل لوبي من الدول العربية، يتبني مقاطعة تلك الأفلام، ويفضح أهدافها من الآن، أما أن نتحرك بعد خراب (مالطة)، فساعتها سنندم في وقت لا ينفع فيه ندم.