علي جمعة: 3 تكليفات لا ينبغي أن يغفلها المسلم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله سبحانه وتعالى وهو يمن علينا بأن أرسل إلى هذه الأمة رجاء إبراهيم: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، أشار إلى ثلاث تكليفات.
ثلاث تكليفات لا ينبغي أن يغفلها المسلم
وتابع من خلال منشور عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يقول ربنا: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ} - يعني لدعوة إبراهيم وإسماعيل إذ يرفع القواعد من البيت- {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}فماذا يا ربي؟.
وبين أن هناك ثلاث تكليفات:
التكليف الأول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}، (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله عزَّ وجلَّ)..، وها نحن كلما قرأنا القرآن يؤول أمرنا إلى الذكر، فهلا انخلعت من نسيانك وغفلتك ودخلت في دائرة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات؛ حتى يخفف الله عنك- أو عن الأمة بك- هذا البلاء.
التكليف الثاني: {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} ألا تستعمل النـِعم التي قد أنعم الله عليك بها في أن تبارزه بالمعصية وأن تواجهه بالذنوب؛ فانخلع من ذنوبك قدر المستطاع وتب إلى الله واستغفره في اليوم مرات؛ فإن سيد الخلق ﷺ يُعـلـّمنا- وهو من غُـفـر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر- (واللّهِ إني لأستغفرُ اللّهَ وأتوبُ إليه في اليوم أكثرَ من سبعينَ مرَّة)، ولا تكفر بربك واثبت على إيمانك، وتأكـد من يقينك لا تهتز ولا تيأس، واعلم أن {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وأنه { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} عرف ذلك من عرف وجهل ذلك من جهـل.
التكليف الثالث: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} و(كان رسول الله ﷺ إذا حزبه- ضايقه وأهمه- أمرٌ صَلَّى)، ويقول: (خَيْرٌ مَوْضُوع، اسْتَكْثِرْ أَو اسْتَقِلَّ)،) ويقول: (يا بِلاَلُ أَقِمِ الصَّلاَةَ أَرِحْنَا بِهَا).. كان يجد راحته في مناجاة ربه.. في حالة نصره وفي حالة هزيمته.. في حالة تقدم جيوشه وفي حالة إخفاقهم.. في كل حالة هو يرضى عن الله ويلجأ إلى الله ويزدادُ يقينا بالله؛ ففي كل هذا البلاء الذي نراه ونحيا فيه هُـبَّ إلى ربـّك.. إلى الصلاة وتعوّد عليها، لا أقول لك: صلاة الفرض، بل الصلاة النافلة لله رب العالمين.. إذا ضاق صدرك مما تشاهد ومما تسمع ومما تعلم فافزع إلى الصلاة..ادخل فيها.. ناجِ ربـّك.
وأكد علي جمعة أنه لا يبقى لك إلا أن تلتجئ إلى الله، فمن الناس من غرتهم المادة والحياة الدنيا فيئســوا من روح الله و{لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} اثبت على إيمانك.. هـُب إلى الصلاة واستعن بالله {وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} واعتقد العقيدة الصحيحة في هذه الحياة الدنيا، وأنها فانية، وأنها إلى زوال، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
وأوضح علي جمعة أن برنامج عمل لا يحجبنا عنه إلا أننا قد تعـوّدنا أن تتحرك ألسنتنا بالذكر دون القلوب، وأن نُـصـلي في غير خشوع، وأن نسعى قبل الوعي، وأن نسكت ونعتقد أن هذا السكوت هو الصبر.. أو أن نتكلم بغير الحكمة والموعظة الحسنة ونعد أنفسنا قد أدينا واجبنا دعوة وتبليغا..!!
وشدد علي جمعة: عودوا إلى ذكر ربكم كما ينبغي لوجهه الكريم، وعودوا إلى الصلاة في خشوعها، وعودوا إلى الصبر الذي تنكرون فيه المنكر بقلوبكم وألسنتكم وأفعالكم.. حتى نخرج من هذه الورطة فإننا في محنة وفي فتنة أخبر عنها رسول الله ﷺ فقال: (فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حيْرَانًا)".