الإفتاء توضح حكم ارتداء الحجاب السوري
ما حكم الحجاب على الطريقة السورية؟ سؤال تم توجيهه إلى دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لا يهم المسميات الأهم أن يكون الحجاب ساترا، للشعر كله.
وأضاف أمين الفتوى في رده على منكري فرضية الحجاب، أن قول الله تعالى: «وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ»، يفسره بعض الناس على أن الخُمر مجرد الغطاء ولايقصد به غطاء الرأس، لافتًا إلى أن منكرى فرضية الحجاب لا يقتنعون بالآيات الواردة فى القرآن عن الحجاب والنقاش معهم غير مجدٍ.
وأكد أن اتفاق العلماء هو الذى جعل أمر الحجاب للمرأة فرضا وواجبا، فالآيات والأحاديث اتفق علماء الأمة على دلالتها فلم يقل عالم واحد أن الحجاب ليس فرضًا، ولم يقل بعدم فرضية إلا هواة أو أقل من الهواة، ومع ذلك يتأثر بهم كثير من النساء، منوهًا بأن الحجاب من الواجبات وليس من أركان الإسلام وخلعه ليس من الكبائر وإنما يندرج تحت المعاصى.
وبعث أمين الفتوى، رسالة للمرأة التي ترغب في خلع الحجاب بعد ارتدائه قائلًا: «إذا لم تقدرى على ارتداء الحجاب وقررت خلعه فادعى الله لكِ بالهداية ولا تحاولى أن تجدى مبررا زائفا لعدم فرضية الحجاب لتسكتى به ضميرك».
حذرت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، من الشك فى القرآن الكريم والجدال فى الدين.
وقالت دار الإفتاء: "احذر يا أخى الشك فى القرآن، والجدال فى الدين، وكن من الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾.
فرضية الحجاب على المرأة المسلمة
وفى سياق متصل أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، فرضية الحجاب على المرأة المسلمة فى بوست لها تحت عنوان: "الرد على من أنكر فريضة الحجاب"، وقالت دار الإفتاء المصرية: "السؤال: ما حكم الحجاب فى الإسلام؟.. الجواب: الحجاب شعيرة من شعائر الإسلام، وطاعة لله تعالى، وفرضٌ على المرأة المسلمة التى بلغت سن التكليف؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين... والله سبحانه وتعالى أعلم".
وقالت دار الإفتاء المصرية، فى وقت سابق عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، إن من واجب العلماء اختيار الأسلوب المناسب فى الحدث المناسب وليس من طريقة أهل العلم الراسخين لوم الناس على أى تقصير فى وقت المصائب والبلايا.
وتابعت دار الإفتاء المصرية: "بل الواجب تسليتهم ومواستهم وما اعتاده بعض المدعين عند حدوث حالات اعتداء على الفتيات من تحرش أو قتل من ربط ذلك بترك الحجاب هو حديث فتنة وليس له علاقة بالمنهج الصحيح".
وكان قد ردًا على أزمة الجدل المثار حاليا بشأن فتاو حجاب المرأة،أكد الدكتور محمد سالم أبو عاصي، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر، أن بعض المتحدثين في الإعلام عن الإسلام، لا يفقهون ثقافة العصر، ولا يفقهون حضارة العصر، والجميع يحرص على التأثير على العوام، فهناك شيوخ يفعلوا ما يطلبه المستمعون.
ونصح الدكتور محمد سالم أبو عاصي، في لقائه على فضائية "النهار"، النساء بألا يستمعن إلى 80% من الخطاب الديني المتعلق بالمرأة، فأكثره إسرائيليات وبه أخطاء وأكثره أحكام غير مدروسة.
وقال أبو عاصي، إنه لا توجد علاقة بين أخلاق المرأة العفة، وبين ارتداء الحجاب، فقد تكون متبرجة وعفيفة وطاهرة وملتزمة بحدود الإسلام، والعكس في بعض الأحيان.
وأضاف أبو عاصي، أن الحجاب مظهر يستر البدن الذي أمر الله بستره، والأصل الذي يقود حياة المرأة هو التربية والأخلاق، وليس الحجاب، فالأصل هو الجوهر وليس الشكل، منوها أن المرأة لو ارتدت الحجاب خوفا من القتل لا تثاب عليه.
المعاصي لا تحجب الإنسان
وأشار إلى أن المعاصي لا تحجب الإنسان عن الله، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض لا يقع في الخطيئة، فنحن جميعا نعلم أن امرأة بغي سقت كلبا فشكرها النبي على صنيعها، ومن رحمة الله أن دخول الجنة والحساب بيده فقط وليس بيد أحد من العباد.
واستشهد أبو عاصي، بالحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة "أَذنَب عبْدٌ ذَنْبًا فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِم أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ ربِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عبدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغفِرُ الذَّنبَ، وَيَأخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَي رَبِّ اغفِرْ لِي ذَنبي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبدِي ذَنبًا، فعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنبِ، قد غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَفْعَلْ مَا شَاءَ متفقٌ عَلَيهِ.
وأكد أن قضية تجديد الخطاب الديني لم تتقدم ولم يحدث فيها شئ، بل هناك إسلام سياسي في الجماعات المتطرفة وجماعة الإخوان يتلاعبون بالدين ويمسكون العصا من المنتصف، ولا يهمه الشريعة بل ما يهمه هو الشهرة وتجمع الناس حوله وتحقيق المكاسب.
وشدد أبو عاصي، على أن الشريعة نزلت لمراعاة مصلحة الإنسان، والفتوى تتغير باختلاف الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
ا