قبل ذكرى فض رابعة.. سر دعوة معركة باتمان الحقيقي يوم 13 أغسطس بحلوان
أثارت الدعوة لحسم «معركة باتمان الحقيقي» والمقرر لها يوم 13 أغسطس الساعة 11 ليلًا أمام محطة حلوان، جدلًا واسعًا خلال الأيام الماضية، والتي بدأت بمنشور ساخر لشاب وصف نفسه بأنه «باتمان»، وفوجئ الشاب بعد المنشور بتفاعل عدد كبير من أصدقائه ومعارفه، ليؤكد كل واحد منهم أنه «الراجل الوطواط».
وتحوّل المنشور الساخر إلى هشتاج كبير يشارك فيه عدد كبير من المصريين بينهم فنانين ومشاهير وسط غموض تام لسر هذه الدعوة لتجمع الشباب في حلوان، خاصة أن هذا الموعد المحدد، قبل ذكرى فض اعتصام رابعة، وهو أمر يثير تساؤلًا مهما حول هل تم استغلال هذه الدعوة للتجمع لتكون بداية من شأنها الإخلال بالأمن العام، فى ارتكاب جرائم جنائية، أو سياسية؟!.. بذلك تكون هذه الدعوة ضاربة بالقانون المصري عرض الحائط؛ لأن القانون نظّم عملية التجمعات والتظاهر في مصر، وحدد لها عدة شروط، ولم يمنعها إلا دون تصريح.
وكشف خبير أمني لـ«النبأ الوطني» أن لوزير الداخلية أو من ينيبه أن يصدر قرارًا مسببًا برفض الطلب أو الدعوة، ومنع ذلك إذا كان هناك معلومات تؤكد بتعريض حياة الأخرين للخطر، أو سيكون هناك إخلال بالأمن العام أو سيندس داخل المتجمعين عناصر خارجة عن القانون لاستغلال التجمع فى ارتكاب جرائم جنائية، أو سياسية، وهنا يجوز التظلم إلى قاضى الأمور الوقتية بالمحكمة المختصة.
وبدورها، تحركت وزارة الداخلية لكشف غموض وملابسات هذه الدعوة لـ«معركة باتمان الحقيقي في حلوان، وبدأ قطاع تكنولوجيا المعلومات بالوزارة في فحص الصفحات التي دعت إلى المعركة باتمان حلوان، عقب رصدها ورصد التفاعل عليها، للتوصل إلى هوية الاشخاص القائمين على هذه الدعوة وهويتهم، وما إذا كان هذا التصرف من خلال «الهزار والتهريج» أما هناك أسباب أخرى خفية وراء هذه الدعوات، خاصة أن هذه الدعوة للتجمع في معركة باتمان حلوان شهدت تفاعلا كبيرا في الفترة الأخيرة؛ فما هي قصة معركة باتمان حلوان؟! وكيف بدأت؟!.
بداية قصة معركة باتمان حلوان
بدأت قصة معركة باتمان حلوان بتداول رواد «السوشيال ميديا» في القاهرة أنباء عن معركة حامية ستحدث في مدينة حلوان لحسم من هو باتمان الحقيقي (شخصية سينمائية خيالية)، وبدأت بمنشور ساخر لشاب قال فيه إنه «باتمان»، وتفاعل معه العديد من أصدقائه، ليؤكد كل واحد منهم أنه هو «الراجل الوطواط»، واقترح أحد الأصدقاء تحديد موعدا يوم 13 أغسطس الساعة 11 مساء لمقابلة كل من يدعي أنه هو «باتمان»، في معركة فاصلة بمدينة حلوان.
وتفاعل الآلاف من المصريين مع القصة المزعومة، ودشنوا وسمًا تحت عنوان «معركة باتمان الحقيقي»، كما تم تدشين مجموعة على «فيسبوك» ضمت أكثر من 20 ألف عضو، كما تم تدشين دعوة حصدت ما يقرب من 40 ألف متابع مهتم، شارك في «الهشتاج» عدد من المشاهير أبرزهم الفنان محمد هنيدي، والذي نشر صورة له عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» يرتدي قناع «باتمان»، وشارك أ]ضًا الفنان سيد رجب في «الهشتاج» بصورة له عبر صفحته على «فيسبوك» علق عليها قائلًا: «المعلم صقر بيقولكم باتمان الحقيقي وصل».
وتصدرت عدد من الهشتاجات الخاصة بمعركة باتمان حلوان الحقيقي الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منها #باتمان_الحقيقي، و#إلى_حلوان، و#باتمان_أورجانيك، وسط غموض تام لهذه الدعوة وتخوف من استغلالها من قبل الكارهين لهذه البلد لأهداف مغرضة.
معركة باتمان الحقيقي
وعلّق الكاتب والباحث والمؤرخ محمد أمير على معركة باتمان حلوان الحقيق عبر حسابه على موقع «فيسبوك» قائلًا: «القصة ابتدت ببوست بين 2 صحاب عادي في فضاء الفيسبوك، واحد بيقول على نفسه إنه باتمان على الله كده، قام واحد صاحبه رد عليه قاله إنه كداب وإنه هو باتمان الحقيقي، قام واحد تالت داخل في الزيطة وقال إنه هو باتمان الحقيقي».
ويضيف: «بدأت خناقة في الكومنتات، فواحد قرر إنه ينهي الخلاف ده بتعليق ذكي جدا، إن الموضوع ده مش هيتحل غير بطريقة واحدة، إن كل اللي شايف نفسه باتمان ينزل حلوان يوم 13 أغسطس الساعة ١١ بالليل، واللي يفضل عايش يبقا هو باتمان الحقيقي».
ويتابع: «واحد عمل إيفينت سماه معركة باتمان حلوان الحقيقي عشان اللي رايح يوم ١٣ أغسطس يعمل going وييجي لابس بدلة باتمان وتبدأ المعركة المنتظرة، الموضوع كبر، الناس بدأت تكتر، جروب اتعمل بقا عليه الآلاف، المشاهير بدأوا يتكلموا، ومحمد هنيدي نزّل صورته بقناع باتمان وقال إنه هو باتمان الحقيقي، والقصة بتوسع».
ويكمل: «الموضوع بقى تريند، وكله عمال يقول إنه باتمان الحقيقي، والناس عمالة تشير في بدل باتمان، والبنات عاملين إيفينت مسميينه الباتوومان الحقيقية وعايزين يشاركوا، وفيه ناس عايزة تلبس الجوكر وتنزل على باتمان الحقيقي، وداخلين على عركة غريبة وأجواء محدش فاهم منها حاجة.. أشياء لا تحدث إلا في مصر».
تعليقات ساخرة
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات الساخرة على تريند باتمان «حلوان الحقيقي»، وكتب أحد الحسابات: «مبسوطة أوي إني عيشت لليوم اللي شوفت فيه باتمان راكب توكتوك»، فيما علق آخر: «لسه عارفة حوار باتمان.. خليني أنصف الرجالة وأقول إن العالم من غيرهم كان هيبقى ممل أوي، وجود عبطهم ده في الحياة بيبسطني أوي بحس الدنيا لسه خفيفة ودمها خفيف كده».
ويقول صاحب حساب آخر: «محتاج أعيش ليوم 13 أغسطس علشان أعرف مين باتمان الحقيقي»، فيما كتب آخر: «يا جدعان والله أنا خلاص هتجنن من اللي بشوفه على السوشيال ميديا.. إيه حكاية الشباب اللي بيتخانقوا مع بعض على صفحاتهم إن كل واحد فيهم هو باتمان الحقيقي وإنه هيطلع لايف للناس يوم ١٣ والباقيين مزيفين.. ويطلع باقي الشباب يقول كل واحد فيهم إن هو باتمان.. هو فيه إيه بالظبط؟».
من هو بات مان؟
باتمان أو الرجل الوطواط، شخصية خيالية لبطل كتب مصورة خارق من دي سي كومكس (DC Comics)، ابتكر الشخصية الفنان بوب كين والكاتب بيل فينجر، وكان أول ظهور للشخصية في شهر مايو عام 1939، حين ظهر في العدد رقم 27 من مجلة القصص المصورة ديتكتيف كومكس عام 1939 ومنذ ذلك الوقت أصبح هو وسوبرمان وسبايدرمان، أشهر الأبطال الخارقين الخياليين، وقد ظهر كل منهم في أفلام سينمائية ناجحة.
دعوة باتمان قبل ذكرى فض رابعة
من ناحيته، علق اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام الأسبق، على دعوة باتمان الحقيقي في حلوان، مؤكدًا أن هذه الدعوة من شأنها الإخلال بالأمن العام، حيث حدد قانون المواكب والاجتماعات والتظاهر رقم 107 لسنة 2013 قواعد قانونية لمن يرغب فى تنظيم إحداها بشروط تتمثل في الأتي: «التقدم بطلب لقسم الشرطة، تحديد المكان، تحديد موضوع الاجتماع، تحديد اعداد المشاركين واسمائهم، يحظر عليهم ارتداء اقنعه أو غطاء وجه، يحظر عليهم احراز اسلحة نارية، يحظر عليهم احراز العاب نارية).
وأضاف «الشرقاوي»، في تصريحات خاصة لـ«النبأ الوطني» أن لوزير الداخلية أو من ينيبه أن يصدر قرارًا مسببًا برفض الطلب، ومنع ذلك إذا كان هناك معلومات تؤكد بتعريض حياة الأخرين للخطر، أو سيكون هناك إخلال بالأمن العام أو سيندس داخل المتجمعين عناصر خارجة عن القانون لاستغلال التجمع فى ارتكاب جرائم جنائية، أو سياسية، وهنا يجوز التظلم إلى قاضى الأمور الوقتية بالمحكمة المختصة.
وأشار مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام الأسبق، إلى أنه إذا كان بحوزة المتظاهرين أسلحة نارية أو مفرقعات أو ذخيرة أو مواد حارقة أو مواد نارية؛ فتصل العقوبة إلى السجن المشدد حتى 15 سنة، والغرامة التى قد تصل إلى 300 الف جنيه، وأيضًا السجن والغرامة التى قد تصل إلى مائتى ألف جنيه لكل من عرض أو حصل على مبالغ مالية، أو منفعة من أجل الإخلال بالأمن والنظام العام.
ويكمل: والحبس مدة لا تقل عن 5 سنوات والغرامة التى قد تصل إلى مائة ألف جنيه لمن أخل بالأمن والنظام العام، وأيضًا الحبس مدة لا تقل عن سنة، والغرامة التى قد تصل إلى خمسون ألف جنيه لكل من ارتدى أقنعة أو غطاء للوجه لارتكاب جريمة، مع الوضع فى الاعتبار القوانين الأشد التى جرمت تلك الموضوعات كقانون الإرهاب رقم 94 لسنة 2015».
وذكر «الشرقاوي» أنه لا يستبعد أن وراء هذه الدعوة الجماعة المحظورة والمارقة والضالة، والمضلة، وقال: أليس من بين الجماعة رجل رشيد يعود إلى صوابه بعد أن فشلت كل الشائعات التى روجوها من خلال كتائبهم الإلكترونية لوأد فرحة المصريين بثورة 30 يونيو، وخروج الشعب على بكرة أبيه باعداد فاقت 35 مليون مواطن مصري للخلاص من هذه الجماعة، فضلًا عن قيامهم بترويج الشائعات خلال الفترة الماضية منها: «التخدير بشكة الدبوس، وخطف الفتيات، وتهريب المستشار زوج الإعلامية شيماء جمال... الخ».
وناشد مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام الأسبق، المصريين وقال: لا تنجذبوا وراء الشائعات بوسائل التواصل الاجتماعى، مؤكدًا أن هناك مقصد من وراء دعوة باتمان الحقيقي المقرر لها يوم 13 أغسطس بحلوان، وذلك أولها: وأد فرحة المصريين بثورة 30 يونيو، وثانيها: لماذا اختيار هذا اليوم بالتحديد وذلك قبل ذكرى فض رابعة، حيث أن مصر يشار إليها بالبنان الآن فى الأوساط الدولية والإقليمية والعالمية.
تحذير من خبير تكنولوجيا المعلومات
وعلق المهندس مصطفى أبوجمرة، خبير تكنولوجيا المعلومات، على هشتاج «باتمان حلوان»، قائلًا: «الفكرة بدأت فعلًا بمزحة بين شباب بشكل لطيف، ولكن في الفكر التسويقي الإلكتروني يتم استخدام هاشتاج رائج في الأوقات العادية، ويتم وضعه تحت تسويق أمر، وهذا ما فعلته اللجان الإلكترونية للإخوان حتى استغلت رواج هاشتاج #باتمان_حلوان، والذي بدأ بقصة جميلة تعكس شخصية باتمان الخرافية الجميلة، وكانت دمها خفيف في الواقع الافتراضي لكن الدمج بين الافتراضي والواقعي هذا هو الخطر».
وتابع «أبوجمرة»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج «كلمة أخيرة»، المذاع على فضائية «ON»، مساء الاثنين، أن المشكلة تتمثل في أن السواد الأعظم من الشباب المتفاعل مع الهشتاج في أعمار ما بين 13-14 سنة، وهم صغار في السن ولا يعرفون ماذا يحدث، وبالإمكان أن يجذبهم الهشتاج ويتفاعلوا معه بشكل عفوي، وقد يعرضون أنفسهم للخطر، وفي بداية ظهور السوشيال ميديا عندما يحدث تعارف بين الناس في عام 2007، كان يتم الاتفاق بين الناس على نقل التعارف من على الواقع الافتراضي للواقعي عبر لقاء حقيقي، لكن مع الوقت انتهت هذه الفكرة لخطورتها.
وأضاف: «مع توسع السوشيال ميديا أصبحت لدينا لجان إلكترونية، وأخشى في فعاليات باتمان حلوان من شباب صغير في السن يروح يتفرج ويشارك، ولازم ننبه الناس، ماتخلوش حد من عيالكم يروح في الوقت ده حلوان حتى لا يتم استغلاله، خدوا بالكم من أولادكم وحافظوا عليهم، وأنا شفت في الأكونتات اللي شغالة على الهاشتاج إن الاكونتات المتفاعلة وهمية خلال الساعات الماضية، حيث استطاعت اللجان الركوب عليها».