عاشَ المَلِك مات الملك!
تراه في أكثر من مُؤسسة، وتتعثر قدماك به في أكثر من مصلحة، فيغيظك جهلُه ورعونة طباعه، ورغما عن هذا يظُن نفسه (أبو العُريف، الذي لم تأتِ به ولادة)، إنه المُدير غير المؤهل، الذي جاء اختياره استجابة لهوي رئيس المؤسسة أو المصلحة، ذلك الاختيار الذي يُرسخ لمفهوم أهل الثقة لا أهل الكفاءة، والذي قيل إنه جريمة فصيل سياسي سابق لم يَقْوَ على إدارة الحياة السياسية في مصر، وهذا بلا شك سيجعلُ تطلعنا لمصاف الدول المتقدمة شيئا من رابع المُستحيلات!
إن إدارة المؤسسات والمصالح الحكومية بالدولة لا تكون خبط عشواء، بل لا بد أن يخضع اختيار هؤلاء المديرين لقواعد صارمة، تعتمدُ علي المؤهلات والخبرات، ولا تلتفت للمجاملة والمحاباة، التي لاشك أنها تأتي بالفاسد الجاهل بفن الإدارة، وتسيير شئون العاملين، فضلا عن مصالح الجمهور.
إن إدارة المؤسسات لا بد وأن تخضع لِلَوائح وقوانين، يجب ألا يحيد عنها مسئولو أي مؤسسة أو مصلحة قيد أنملة، إلا فيما يتعلق بالمصلحة العامة، أو إعمال روح القانون فيما لا يضر، أما المُجاملة (ع الفاضي والمليان)، فإنها كفيلةٌ بتدمير أي دولة، وتحطيم آمالها.
إن جهود مصرنا الجديدة في شتى المناحي، الاقتصادية، والصحية، حيث بذلت الدولة جهودا جبارة في محاربة الأمراض المتوطنة، واستطاعت بفضل رعاية الرئيس السيسي أن تتغلب على فيروس سي، الذي عانت مصرُ من ويلاته زمنا طويلا، فضلا عن الجهود الجبارة في اكتشاف أمراض السكر، وضغط الدم، والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض التي وقفت الدولة لمواجهتها بكل طاقاتها، ولم تبخل علي ذلك بجهد أو مال.
هذا بالإضافة إلى جهود الدولة العملاقة في إنشاء الطرق، والمدن الجديدة، والتي حققت في مصر طفرة عمرانية ملموسة، أقول كل هذه الجهود كفيلة بأن نفرحَ بما تحقق في مصر من إنجازات.
وحيث إن يدا واحدة لا تُصفق، فإنه مطلوبٌ مع الإدارة السياسية، إرادةٌ شعبية راغبة في التغيير الحقيقي، وتحقيق النهضة على كل الأصعدة، وجميع المستويات، وهذا لن يكون إلا باختيار الأكفأ لأي منصب، وقتل المحاباة في مهدها، التي رفضها من بعثه الله رحمة للعالمين نبيُنا محمد أشدَ رفض، حينما ردَّ شفاعة حِبه أسامة بن زيد في المخزومية التي سرقت، فقال: (أتشفعُ في حدٍ من حدود الله يا أسامة، والله لو أن فاطمة بنتُ محمدٍ سرقت لقطع محمدٌ يدها) !
وبجانب هذا لا بد من وجود رقابة لصيقة تجعل أي مسئول هو مُخبر نفسه، دون أن يستند إلي تقارير غيره من (العصافير) أبواق النفاق، الذين يشدون لكل رئيس، دون مراعاة لضمير أو أخلاق، ودائما ما يكون لسانُ حالهم: (عاش الملك.. مات الملك).
إن نهضة مصرنا لن تكون أبدا بالإنصات إلى الواشين والمُغرضين، أو بتمكين نموذج محفوظ عجب، ذلك النفعي الذي بدأ من الصفر، وانطلق خلف طموحه الشره دون اعتبار لدين ولا أخلاق، بل تكون بالعمل الجاد، والرقابة اللصيقة، ونبذ المحاباة، وتنمية وازع الدين، الذي يجعل المرء رقيبَ نفسه، وإلا سنظل نقولُ في فراغ، ولن يكون لما نقوله أثرٌ ولا فائدة !
ولله درُ رب السيف والقلم:
أهَبْتُ فَعَادَ الصَّوْتُ لَمْ يَقْضِ حَاجَةً إِلَيَّ وَلَبَّانِي الصَّدَى وَهْوَ طَائِعُ.