بالتفاصيل..بايدن يكتب مقالا عن زيارته للمملكة وأمير سعودي يرد عليه
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، مقالا للرئيس الأمريكي، جو بايدن، تحت عنوان عنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟" وذلك قبل الزيارة المتوقع إجراؤها للشرق الأوسط منتصف الشهر يوليو الجاري.
وقال بايدن في المقال: "أعلم أن هناك الكثير ممن لا يتفقون مع قراري بالسفر إلى المملكة العربية السعودية. آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائمًا ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة، تمامًا كما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية".
وأضاف: "في المملكة العربية السعودية، عكسنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها. أصدرت تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وأصدرت عقوبات جديدة، بما في ذلك على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتله، وأصدرت 76 حظر منح تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة متورط في مضايقة المعارضين في الخارج. لقد أوضحت إدارتي أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة كما دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلمًا في المملكة العربية السعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي. تم الإفراج عنهم منذ ذلك الحين، وسأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم".
وتابع: "منذ البداية، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات - ولكن ليس قطعها - مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا. اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين".
واعتبر بايدن أنّ الشرق الأوسط بات "أكثر استقرارًا وأمانًا" ممّا كان عليه عندما تولّى الرئاسة الأمريكيّة في يناير 2021.
وأشار إلى تحسّن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربيّة والذي كان قد بدأ برعاية ترامب، قائلًا إنّ إدارته "تعمل على تعميق" هذه العمليّة و"توسيعها".
وذكر بايدن أنّه يريد "تحقيق تقدّم" في منطقة ما زالت "مليئة بالتحديات"، بينها البرنامج النووي الإيراني والوضع غير المستقرّ في سوريا وليبيا والعراق ولبنان "
وقال إنّه لاحظ "اتّجاهات واعدة" في المنطقة، معتبرًا أنّ "الولايات المتحدة يُمكن أن تقوّيها مثلما لا تستطيع أيّ دولة أخرى أن تفعله".
وكتب بايدن "ستُواصل إدارتي زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتّى تصبح إيران مستعدّة للعودة إلى الامتثال للاتّفاق النووي لعام 2015".
الأمير عبد الرحمن بن مساعد يرد على مقال بايدن
وقد رد الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد على مقال الرأي الذي كتبه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية بعنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟".
وقال الأمير عبد الرحمن في تغريدة نشرها على صفحته بتويتر: "لم يراودني شك للحطة أن ما سينتهي إليه موقف الإدارة الأمريكية تجاه السعودية هو ما تضمنه هذا التصريح وقلت هذا قبل عام مع الإعلامي طارق الحميد في برنامجه (الموقف) فأمريكا بلد عظيم ودولة مؤسسات يديرها غالبا عقلاء ولا يحكمه قصيروا نظر وأن قصر نظرهم لفترة وأخطأوا في حساباتهم يعيدون النظر فيها بما يحقق مصالح أمريكا في النهاية بعيدا عن شعارات ووعود تم التنصل منها لعدم واقعيتها وإعادة النظر فيها تمت بالتدريج وهذا ممكن تفهمه فتحول موقف معلن وحاد تجاه السعودية -حُسب بشكل خاطئ وكارثي ويضر بمصالح أمريكا- تحوا هذا الموقف إلى موقف معاكس تماما طبيعي أن يصاحبه الارتباك والضبابية والحرج الشديد المفهوم لحفظ ماء وجه رئيس دولة هي الأقوى في العالم وأن يكون هذا بالتدريج إلى أن يظهر بهذا الوضوح الوارد في التصريح الملغي لكل ما قيل سابقا بهذا الصدد ويعاكسه تماما".
وتابع الأمير: "السعودية بلد كبير وعظيم بموقعه ومكانته الإسلامية والعربية وباقتصاد قوي يؤثر في العالم وهذا أمر لا ينكره إلا أحمق والأهم أن الشعب متناغم ومتلاحم مع قادته ويدعمها في كل الأوقات في يسر وشدة وأثبتت الأحداث بفضل الله أن هذه العلاقة لا يمكن اللعب بها أو التأثير عليها رغم المحاولات التي لم تكل ولا تمل لعقود لإفساد هذه اللحمة الحقيقية، وأمريكا بلد عظيم وكبير وعلاقته بالسعودية تاريخية تعود على ثمانية عقود منذ لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس روزفلت ومن يومها إلى الآن مرت العلاقات بصعود وهبوط ولكن الثابت فيها أن العلاقة بينهما استراتيجية ومفيدة لمصالح كليهما ولا غنى عنها للبلدين والحقيقة أن البلدين يحتاجان بعضهما البعض وبكن حاجة أمريكا (حاليا) للسعودية أكبر بكثير من حاجة السعودية لها (حاليا) كمواطن سعودي أرحب أجمل ترحيب برئيس أمريكا البلد الصديق والشريك التاريخي".
وأضاف: "وأقول للسيد بايدن نرحب بوصولك لنا ووصولك إلى قناعتك الحالية الصحيحة بوجوب تعزيز العلاقات مع السعودية هذه القناعة وإن تأخرت قليلا لأسباب ذكرتها آنفا فالمهم أنها أتت ورسخت وكما قيل أن تصل متأخرا أفضل -لمصالحك- كم أن لا تأتي أبدا.. وأقول للسيد بايدن وغيره من قادة العالم السعودية بلد كبير يستحيل تجاهله أو نبذه وتكلفة هذا من كل النواحي لا يمكن لأحد تحملها والسعودية تقدر صداقة أمريكا وحجمها وتأثيرها حق التقدير ولا تقبل إلا أن تكون العلاقة بين الأصدقاء ندية وقد جرب آخرون أن لا يتعاملوا كذلك وكانت النتيجة ليست في صالح بلادهم أبدا والأمثلة موجودة ولا تحتاج لسرد.. إن أتى بايدن للسعودية سيجتمع مع ملكنا وسيجتمع مع ولي العهد حفظهما الله وآمل أن ينتج عن هذا ما صرح به بايدن وهو تعزيز الشراكة الأمريكية السعودية".
وخلص الأمير قائلا: "ما أنا متأكد منه أن السعودية ستقدم للصديق الأمريكي ما يعزز الشراكة بين البلدين إذا أرادت قيادتنا ذلك ووفق ما يخدم المصالح السعودية والمصالح الأمريكية وان رأت فيما يطلبه الأصدقاء الأمريكيين أمر يتعارض مع مصلحة السعودية فسيسمع السيد بايدن كلمة (لا) وأسبابها بوضوح شديد وباحترام وندية كما يحدث بين الأصدقاء.. الخلاصة: الزيارة المرحب بها هي لصالح أمريكا بالقطع لإصلاح ما أفسده تقدير خاطئ ولأن العالم لا يستطيع تجاهل ثقل السعودية وتأثيره فهو في أشد الحاجة إليه دائما وابدا وتحديدا الآن.. ختاما للسعوديين: بلدكم بلد عظيم وكريم وقوي بالله أولا ثم بكم مع حكامكم وأنتم شعب عظيم يغبط عليه حكامه ولكم حكام عظام يغبط عليهم شعبهم، فالحمد لله على نعمة السعودية وعلى الشعب السعودي الكريم وعلى سلمان ومحمد والاسمان لعمري لا يضاف لها لقب.."