ضربة جديدة لتنظيم داعش في سوريا.. من هو ماهر العقال الذي قتل في غارة أمريكية؟
ضربة وصفعة جديدة تلقها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، والتي ستربك حساباته، بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم مقتل ماهر العقال زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا، بغارة أمريكية.
وأوضح المتحدث باسم القيادة المركزية في البنتاجون، ديف إيستبرن -وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية- أن غارة أمريكية بطائرة مسيرة، استهدفت زعيم تنظيم "داعش" في سوريا أثناء ركوبه دراجة نارية في بلدة جندريس بسوريا؛ ما أدى لمقتله وإصابة أحد كبار مساعديه بجروح خطيرة.
من هو ماهر العقال زعيم تنظيم داعش في سوريا؟
يعد ماهر العقال أحد كبار قادة داعش الأربعة وزعيم الحركة في سوريا؛ ومسؤولا أيضًا عن جهود توسيع شبكات داعش خارج العراق وسوريا.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ماهر العقال كان يحمل هوية مزورة تحمل اسم شخص آخر صادرة عن المجلس المحلي في عفرين، حيث يعمل ضمن فصيل "أحرار الشرقية".
وبتسهيل من قادة في فصيل "أحرار الشرقية" انتقل ماهر العقال من منطقة شرق الفرات شمالي سوريا عام 2020 إلى منطقة عفرين، حيث كان قياديًا بارزًا بـ "داعش" إبان سيطرة التنظيم على مدينة الرقة، حسب المرصد السوري.
وأكد المرصد السوري، أن القيادي الإرهابي القتيل، هو شقيق "فايز العقال" الذي شغل منصب أمير اللجنة المفوضة (إدارات الولايات) قبل مقتله في مشهد شبه متطابق بمدينة الباب في يونيو عام 2020.
من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في تصريحات صحفية، إن العقال الذي قتل هو "والي الشام" في تنظيم "داعش" ويعتبر الشخصية الأولى في التنظيم ببلاد "الشام".
وأشار إلى أن ماهر العقال هو مخطط لعمليات تنظيم "داعش" في سوريا ومسؤول عن التمويل الذي يأتي للتنظيم من الخارج لدعم عملياته داخل التراب السوري، سواء داخل مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أو سيطرة القوات النظامية.
وأكد أن مقتل "العقال" سيربك عمليات تمويل التنظيم التي تصاعدت بشكل كبير من الحدود السورية – العراقية في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وصولًا لمنطقة منبج أو مناطق سيطرة النظام في البادية السورية.
وشدد على أن مقتله ضربة لتنظيم داعش بشكل قطعي، لأنه بات من الواضح أن قادة التنظيم ليسوا بمنأى عن الاستهداف الأمريكي داخل التراب السوري، ما سيجعل قادة التنظيم يشعرون بالخوف من أي استهدافات أمريكية مستقبلية.
بدوره قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن هذه العملية مثل العملية الأمريكية في فبراير التي قضت على زعيم داعش، تبعث برسالة قوية إلى جميع الإرهابيين الذين يهددون وطننا ومصالحنا في جميع أنحاء العالم".
وأكد أن "هذه الضربة الجوية دليلا على شجاعة ومهارة قواتنا المسلحة، كما توضح أن الولايات المتحدة لا تطلب الآلاف من القوات في مهام قتالية لتحديد التهديدات التي تواجه بلدنا والقضاء عليها".
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فإن المنطقة التي قتل فيها العقال أصبحت ملاذًا لمئات من إرهابيي وقادة داعش في السنوات الأخيرة، الذين استفادوا من مناطق سلاسل الجبال والحقول المترامية الأطراف لإقامة قواعد عمليات وسط الحرب المستمرة.
وأكدت الصحيفة، أن الهجوم يعتبر بمثابة تذكير بتعهد الولايات المتحدة بمساعدة الحكومة السورية في كفاحها ضد العناصر المسلحة.
عمليات سابقة
وفي فبراير الماضي، قتل زعيم تنظيم "داعش"، أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، نفسه وعائلته بتفجير انتحاري خلال غارة للقوات الخاصة الأمريكية في بلدة حليمة، وهي بلدة تقع أيضًا بالقرب من الحدود التركية في شمال سوريا.
ويقول المسؤولون إن القرشي، الذي تم تعقبه بعد أن رصدته طائرة دون طيار وهو يستحم على سطح المبنى العام الماضي، فجر العبوات الناسفة في منزله في قرية أطمة النائمة، بالقرب من الحدود التركية، في 2 فبراير الماضي.
وتتناسب ضربة الثلاثاء مع النمط السابق للمسؤولين العسكريين الأمريكيين، حيث يتم اغتيال كبار قادة داعش بضربات الطائرات دون طيار أو العمليات العسكرية الأمريكية في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية - بما في ذلك عفرين.
وكثفت الولايات المتحدة - التي لديها ما يقرب من 900 جندي في سوريا هذا العام - من جهودها ضد التنظيم، الذي ضعف بعد أن شهد ذروته في عام 2017، عندما أعلن مسؤوليته عن هجمات في جميع أنحاء العالم.
وفي يونيو الماضي، ألقت القوات الأمريكية القبض على هاني أحمد الكردي، القيادي البارز في داعش في سوريا، فيما لا يزال المئات من مقاتلي داعش مختبئين في جميع أنحاء البلاد.