زيارة بايدن للشرق الأوسط.. تبرئة إسرائيل وشيطنة إيران
حظي الملف الإيراني بالنصيب الأكبر من الاهتمام أثناء زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى منطقة الشرق الأوسط.
هذا الملف كان على رأس الملفات التي ناقشها، الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، أثناء زيارة بايدن لإسرائيل.
حيث تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد والرئيس الأمريكي جو بايدن، وقف البرنامج النووي الإيراني وبناء تحالف من الدول المعتدلة بالشرق الأوسط، متعهدا بأنه لن تكون هناك إيران نووية.
وقال لابيد خلال اللقاء: "تحدثنا أيضا عن المملكة العربية السعودية ورحلة بايدن إلى هناك، وهو أمر بالغ الأهمية لإسرائيل، في محاولة بناء تحالف أكثر اعتدالا هنا في الشرق الأوسط، وهو أمر مطلوب منذ وقت طويل".
وأضاف: "لقد ناقشنا التهديد الإيراني، وما نعتقد أنه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به للتأكد، وهو شيء نتشاركه، وهو أنه لن تكون هناك إيران نووية. هذا ليس فقط تهديد لإسرائيل ولكن للعالم كله. وناقشنا بعض القضايا الأخرى التي لن نكشف عنها".
من جهته، قال لابيد "تحدثنا عن التهديد الإيراني، نعتقد أنها ليست مسألة تتعلق بإسرائيل فحسب، بل مسألة عالمية"، مشددًا على أنه "لن تكون هناك إيران نووية"، حسب تعبيره.
وتابع لابيد: "تحدثنا حول السعودية، وضرورة تشكيل تحالف من الدول المعتدلة في المنطقة لمواجهة إيران".
وأكد لابيد لبايدن معارضته عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وضرورة تشديد الضغط على إيران لكي تعود إلى طاولة المفاوضات لمناقشة "اتفاق بديل"، وفق تعبيره.
وقبل وصول بايدن إلى إسرائيل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إن تعزيز التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران سيكون في صلب زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، داعيا إلى فرض عقوبات على طهران بسبب التقدم الذي تحرزه في القطاع النووي.
وقال لابيد في افتتاح الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء "جو بايدن أحد أكبرأصدقاء إسرائيل في الطبقة السياسية الأميركية، سيصل إلى هنا الأربعاء (...) وستتركز المحادثات أولًا وقبل كل شيء على إيران".
وأضاف أنه "تم الكشف قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بأجهزة حديثة للطرد المركزي في انتهاك كامل لالتزاماتها، ويجب أن يكون رد المجتمع الدولي واضحا: العودة إلى مجلس الأمن وتنفيذ أقصى العقوبات".
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لاستخدام القوة العسكرية «كملاذ أخير» لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. كما تعهد إبقاء «الحرس الثوري» على قائمة العقوبات ضد المنظمات الإرهابية.
وقال بايدن في المقابلة، إن «الشيء الوحيد الأسوأ من وجود إيران بما هي عليه الآن، هو وجود إيران بأسلحة نووية». وعند سؤاله عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد إيران، قال: «إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم».
وشدد على أن الولايات المتحدة ستنسحب من المحادثات النووية المتوقفة إذا كانت العودة إلى الاتفاقية مشروطة بإزالة «الحرس الثوري» الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية. وأضاف أن أي اتفاق بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق «متروك لإيران الآن».
وقبل زيارة بايدن للمنطقة تحدثت تقارير صحفية كثيرة عن تأسيس تحالف عسكري جوي يضم إسرائيل وبعض الدول العربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكي لمواجهة ما يسمى بالتهديد الإيراني، وهو ما يسميبـ«الناتو العربي».
إعلان القدس.. واشنطن تتعهد بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي
أكدت الولايات المتحدة، يوم الخميس، عبر بيان مشترك مع إسرائيل حمل اسم "إعلان القدس"، دعم واشنطن المستمر لتل أبيب، فيما تعهدت بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
وشدد البيان الذي صدر عقب لقاء بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، على التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن إسرائيل.
وأشار البيان إلى ما وصفها بروابط غير قابلة للكسر بين واشنطن وتل أبيب، في ثاني يوم من زيارة بايدن إلى إسرائيل، وهي أول محطة في جولته بالشرق الأوسط.
وأشارت الولايات المتحدة إلى أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة.
وأبدت الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة ما وصفه البيان بالعدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية.
كيف ترى طهران زيارة بايدن للمنطقة؟
موقف إيران من زيارة الرئيس الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، عبر عنه الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، مؤكدا أن هذه الزيارة لن تجلب الأمن لإسرائيل.
ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، قال رئيسي، خلال اجتماع مجلس الوزراء، إن "من انتهك الاتفاق النووي عليه أن يتعظ وألا يفكر بتكرار التجارب الخاطئة السابقة"، مشيرًا إلى أن بلاده لم تقدم في المفاوضات أي مطالب خارج إطار الاتفاق النووي ومارست نهجا عقلانيا.
وأكد رئيسي أن "مواقفنا محقة ومنطقية ولن نتراجع عنها ولا يحق لأي طرف مخاطبتنا بلغة القوة، قائلا: نوصي واشنطن بالتحلي بنظرة واقعية بدلا من تكرار التجربة الفاشلة لسياسة الضغوط القصوى".
وشدد الرئيس الإيراني على أن "مساعي واشنطن في المنطقة لن تحقق الأمن للكيان الصهيوني.
وتابع: "نرصد تطورات المنطقة بدقة ولن نغفل عن أي تحرك فيها"، مضيفا: "أبلغنا الأمريكيين مرارا أننا سنرد بحزم على أدنى تحرك يطال وحدة الأراضي الإيرانية".
كما ردت الخارجية الإيرانية على مقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في صحيفة "واشنطن بوست"، الذي تحدث فيه حول أهداف زيارته المرتقبة للشرق الأوسط، تحت عنوان: "لماذا سأذهب إلى السعودية؟".
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "إن تأكيد بايدن على اتباع وممارسة سياسة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي ضد إيران يتعارض مع تعبيره عن رغبة بلاده في إحياء الاتفاق النووي".
واعتبر كنعاني أن هذه التصريحات "استمرار لسياسة الضغط الأقصى الفاشلة التي بدأت في إدارة ترامب ضد إيران"، حيث أن بايدن قد رأى في مقاله أن "إيران أصبحت معزولة، وأن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015".
وأردف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: "إن الحكومة الأمريكية السابقة، بانسحابها أحادي الجانب من الاتفاق النووي، تسببت بالفعل في إلحاق أضرار جسيمة باستراتيجية الدبلوماسية متعددة الأطراف لحل الخلافات، والحكومة الأمريكية الحالية تتبع نفس النهج مع استمرار ممارسة الضغوط الاقتصادية وسياسة فرض الحظر علی إيران"، مشددا على أن "منطقة الشرق الأوسط لن تكون أكثر أمنا واستقرارا إلا من خلال قيام أمريكا بإنهاء سياستها في خلق الانقسام بين دول المنطقة، ووقف تدفق الأسلحة إلى بعض دول المنطقة، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتخلي عن سياسة الدعم غير المشروط لإسرائيل، وإنهاء سياستها في خلق موجة الترهيب من إيران..إيرانوفوبيا".
وأكمل ناصر كنعاني: "ما دام لم تصحح الولايات المتحدة سياساتها الخاطئة والمسببة للأزمات، فإنها المسؤولة الرئيسية عن عدم الاستقرار في منطقة غرب آسيا"، لافتا إلى "الادعاءات المضحكة لبايدن حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في القضاء على منظمة داعش الإرهابية وكبح جماح الإرهاب في المنطقة".
واستطرد كنعاني: "إن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بشأن دور هذا البلد في إنشاء داعش تتناقض مع مزاعم بايدن في هذا المجال"، لافتا إلى أن "قيام الحكومة الأمريكية السابقة باغتيال بطل القتال ضد داعش والإرهاب التكفيري، الشهيد قاسم سليماني، قائد فيلق "القدس" السابق بالحرس الثوري الإيراني، يعد أكبر مساعدة أمريكية لإرهابيي داعش".
وأضاف: "إن السياسة العملية للحكومة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية تتعارض مع مزاعم بايدن حول محاولته إرساء الاستقرار والأمن في منطقة غرب آسيا،..والكيان الصهيوني أكبر مصدر لعدم الاستقرار وانتشار الإرهاب في منطقة غرب آسيا"، مشيرا إلى أن "الدعم الأمريكي الكامل لهذا الكیان يؤشر على زيف مزاعمه بشأن السلام".
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "ما ورد في المقال الأخير للرئيس الأمريكي جو بايدن هو رواية أحادي الجانب وغير واقعية لسياسات الحكومة الأمريكية في منطقة غرب آسيا، فإذا كان المسؤولون الأمريكيون يرغبون في إرساء السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، فمن الأفضل لهم أن يتفهموا الحقائق الجديدة للعالم وأن يتجنبوا محاولة فرض القيم الأمريكية والنزعة الأحادية وأن يسمحوا لدول المنطقة بالعمل على أساس قيمها ومصالحها وواقعها لضمان أمنها ومصالحها الجماعية في إطار التعاون الإقليمي".
وقال مسؤول إيراني رفيع لقناة "الجزيرة" القطرية، إلى أن "أحد أهداف زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة تبرئة إسرائيل وشيطنة إيران وتقديمها كعدو"، لافتًا إلى أن "مشاريع بايدن السياسية والعسكرية والأمنية لن تحصن إسرائيل وتمنحها الأمن".
وأكد المسؤول الإيراني، أن "أي تهديد لأمننا القومي سيقابل برد غير تقليدي وأميريكا على علم بذلك، قبول بعض الدول بدمج إسرائيل عسكريا بعد التطبيع سيعرض أمنها للخطر"، مضيفًا أن "بعض دول المنطقة أكدت لنا رسميا أنها ليست معنية بأي تحالفات ضدنا".
وأوضح أن "علاقتنا مع عدد مهم من جيراننا بما فيهم الدول العربية الخليجية جيدة"، مؤكدًا أننا نؤمن بالحوار ويدنا ممدودة لجيراننا لتحقيق الأمن الجماعي".
وراى المسؤول الإيراني، أن "تجاهل إدارة بايدن للقضية الفلسطينية وتهميشها لن يجلب الأمن الإقليمي، ودعمنا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مستمر ولن يتوقف"، مشددًا أنه "على بايدن وإدارته التعامل مع الحقائق في الشرق الأوسط لا مع الرغبات والأحلام".