الصحة العالمية تدعو البلدان المصنعة للقاح الجدري وجدري القردة إلى زيادة الإنتاج
دعت المسئولة التقنية عن مرض جدري القردة بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة روزاموند لويس، البلدان التي لديها القدرة على تصنيع تشخيصات أو لقاحات أو علاجات للجدري وجدري القرود أن تزيد من إنتاج وتوفير التدابير الطبية المضادة.
وأكدت لويس - خلال مؤتمر صحفي بجنيف، اليوم الثلاثاء، أنه يجب على البلدان والشركات المصنعة العمل مع المنظمة لضمان توفير التشخيصات واللقاحات والعلاجات، وغيرها من الإمدادات الضرورية بناء على احتياجات الصحة العامة والتضامن، وبتكلفة معقولة للبلدان التي هي في أمس الحاجة إليها لدعم الجهود المبذولة لوقف انتشار جدري القردة.
وقالت "إن إعلان مدير عام المنظمة مرض جدري القردة حالة طوارئ صحية، تمثل قلقا دوليا يعتبر أعلى مستوى من التنبيه، وبما يستدعى تعزيز التنسيق والتعاون والتضامن الدولي"، مشددة على أن هذا التفشى للمرض يمكن إيقافه بالاستراتيجيات الصحيحة في المجموعات المناسبة.
وأوضحت، أن جدري القردة يمكن أن يسبب مجموعة من العلامات والأعراض، بما في ذلك القروح المؤلمة، كما يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بأعراض خطيرة تحتاج إلى رعاية في منشأة صحية، محذرة من أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأمراض أو مضاعفات حادة هم الأشخاص الحوامل والأطفال والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
ولفتت إلى أنه تم تقييم المخاطر في المنطقة الأوروبية باعتبارها "مرتفعة"، بينما تعتبر "معتدلة" على المستوى العالمي، مبينة أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن العديد من حالات ومجموعات جدري القردة بشكل متزامن في العديد من البلدان بالمناطق الجغرافية المتباينة على نطاق واسع للمنظمة، منوهة بأن معدل الوفيات من المرض لا يزال منخفضا.
استخدام لقاح دانمركي لعلاج جدري القرود
إلى ذلك، كانت وافقت المفوضية الأوروبية على توسيع استخدام لقاح مجموعة الأدوية الدنمركية بافاريان نورديك Bavarian Nordic لمكافحة جدري القردة، وفق ما أعلنت الشركة الاثنين.
صدر الضوء الأخضر من بروكسل بعدما منحت الهيئة الأوروبية للأدوية (EMA) موافقتها الجمعة على استخدام لقاح إمفانكس Imvanex ضد جدري القردة، علمًا أنه معتمد منذ عام 2013 في الاتحاد الأوروبي ضد الجدري البشري.
يأتي كذلك بعدما أطلقت منظّمة الصحّة العالميّة أعلى مستوى من التأهّب السبت في محاولة لاحتواء تفشّي جدري القردة الذي أصاب حتّى الآن نحو 17 ألف شخص في 74 بلدا، معظمها في أوروبا. وقالت الشركة الدنماركية في بيان إن "الموافقة على لقاح جدري القردة مثال على التعاون الجيد بين شركة بافاريان نورديك والمنظمين الأوروبيين، في حين أن مثل هذا القرار يستغرق عادة من ستة إلى تسعة أشهر".
يسري الضوء الأخضر من المفوضية في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكذلك في أيسلندا وليشتنشتاين والنرويج.
يتم تسويق لقاح Imvanex باسم جينيوس Jynneos في الولايات المتحدة، حيث اعتُمد لمكافحة جدري القردة منذ عام 2019. وهذا يجعله اللقاح الوحيد المرخص للوقاية من المرض.
أعلنت الشركة عن تلقيها طلبًا أميركيًا جديدًا في منتصف تموز/يوليو يرفع عدد الجرعات المطلوبة في الولايات المتحدة إلى 7 ملايين. كذلك أعلنت عن طلب للحصول على 1،5 مليون جرعة من دولة أوروبية لم تسمها الأسبوع الماضي.
اكتُشفت أولى الإصابات بجدري القردة لدى البشر في عام 1970، وهو أقل خطورة وعدوى من الجدري البشري الذي تم القضاء عليه في عام 1980.
ينتقل المرض عن طريق الاتصال الوثيق، وعادة ما يُشفى المريض من دون تدخل بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
يظهر المرض، الذي كان حتى الآن متوطنًا في عدد قليل من البلدان الإفريقية، على شكل طفح جلدي على الأعضاء التناسلية أو في الفم ويمكن أن يكون مصحوبًا بنوبات من الحمى والتهاب في الحلق أو ألم في الغدد الليمفوية.
في معظم الحالات، المرضى رجال يمارسون الجنس مع رجال وهم صغار السن نسبيًا. وحذر مدير منظمة الصحة العالمية من أنّ "هناك قلقًا حقيقيًا من أنّ الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال قد يتعرّضون للوَصم أو اللوم على خلفيّة الارتفاع المفاجئ في الحالات، ما يزيد من صعوبة" تعقّب المرض ووقفه.