السفير رخا أحمد حسن يكشف في حوار لـ«النبأ»: مكاسب العرب وإسرائيل من زيارة «بايدن» للسعودية
الدعم الذي حصلت عليه مصر في ملف سد النهضة «معنوي»
أمريكا فشلت في تشكيل تحالف عسكري ضد إيران بمشاركة إسرائيل
تطبيع السعودية مع إسرائيل لن يتم قبل تطبيق اتفاقية السلام العربية
إسرائيل تستخدم «إيرانوفوبيا» للهروب من السلام مع الفلسطينيين
عدم شطب منظمة التحرير الفلسطينية من قوائم الإرهاب كان بضغط من تل أبيب
المطالبة بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي «مغالطة كبرى» من أمريكا
موقف بايدن من ملف حقوق الإنسان كان «محرج»
ترامب كان يتعامل مع القضايا العربية بـ«تبجح»
مخطط دمج إسرائيل في المنطقة يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني
قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هناك الكثير من المكاسب التي حققتها الدول العربية من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن أهم هذه المكاسب هو أن العرب لم يعودوا تابعين لأمريكا وإسرائيل.
وأضاف «حسن»، في حواره لـ«النبأ»، أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في تشكيل تحالف عسكري ضد إيران بمشاركة تل أبيب، مشيرًا إلى أن الدعم الذي حصلت عليه مصر في ملف سد النهضة «معنوي»، مؤكدا على أن المملكة العربية السعودية لن تطبع مع إسرائيل قبل حل الدولتين وتطبيق اتفاقية السلام العربية.. وإلى تفاصيل الحوار
في البداية كيف راقبتم زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط؟
هدف الزيارة هو دعم إسرائيل وعدم السماح لإيران بإنتاج سلاح نووي، ودعم عسكري للقبة الحديدية الإسرائيلية، وكذلك دعم سياسي، كل ذلك تم ذكره في البيان الختامي لما يعرف بـ«إعلان القدس»، زيارة بايدن للسلطة الفلسطينية ولقاء محمود عباس كانت مليئة بالتناقضات، هو قال إنه يدعم حل الدولتين، ثم عاد وقال إن ذلك بعيد المنال، ثانيًا أمريكا تضع منظمة التحرير الفلسطينية على قوائم الإرهاب، وفي نفس الوقت الرئيس الأمريكي التقى بالرئيس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وهي منظمة إرهابية من وجهة النظر الأمريكية، وهذا تناقض أمريكي غريب.
تعني أن الفلسطينيين لم يستفيدوا شيئًا من هذه الزيارة؟
لم يتم نقل القنصلية الأمريكية إلى القدس الشرقية كما كان يريد الفلسطينيون، ولم يتم إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن كما طالبت السلطة الفلسطينية، ولم يتم رفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من قوائم الإرهاب الأمريكية، بايدن أعلن عن دعمه لحل الدولتين، ولكنه قال إن ذلك بعيد المنال، زيارة بايدن لرام الله كانت تطييب خواطر للفلسطينيين، وشوية كلام حلوين، ووعود غير قابلة للتحقيق باستثناء بعض المساعدات المالية.
كيف ترى الجدل الذي دار حول موضوع «النيتو العربي» بعد أن نسف وزير الخارجية السعودي كل التقارير التي كانت تتحدث عن ذلك؟
قبل زيارة بايدن للشرق الأوسط، وصلت لأمريكا رسائل من بعض الدول العربية ومنها مصر، بأن ذلك غير مطروح، كل الدول العربية تتصالح الآن مع إيران، أغلب دول الخليج لها علاقات خاصة متميزة مع إيران، وخاصة الإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان، وهناك مفاوضات بين إيران والسعودية، ووزير الخارجية السعودي قال في ختام قمة جدة إن هذا الموضوع لم يتم بحثه في قمة جدة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية التفتت حول هذا الموضوع وطرحت فكرة تشكيل تحالف عسكري لحماية الممرات المائية في البحر الأحمر تشارك فيه كل الدول المطلة على البحر الأحمر، وإسرائيل من الدول المطلة على البحر الأحمر.
هل تعتقد أن سماح المملكة للطيران الإسرائيلي بالتحليق في الأجواء السعودية خطوة في اتجاه التطبيع مع إسرائيل؟
المملكة العربية السعودية موقفها واضح وثابت بالنسبة لموضوع التطبيع مع إسرائيل، المملكة تشترط تنفيذ اتفاقية السلام العربية التي طرحتها المملكة في القمة العربية في بيروت 2002، والتي تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، قبل التطبيع مع إسرائيل، السماح للطيران المدني الإسرائيلي بالمرور في الأجواء السعودية كان مجاملة من جانب المملكة للرئيس الأمريكي، بايدن كان يريد المزيد من إدماج إسرائيل في المنطقة، من خلال التوسع في الاتفاقيات الإبراهيمية.
كيف ترى النصوص التي وردت في البيانات المختلفة عن أزمات الشرق الأوسط لا سيما فيما يتعلق بالأزمة السورية والأزمة الليبية؟
كلها بيانات عامة فيها تجميل للموقف، لم تتحدث عن أي إجراءات على الأرض، هذا الكلام يُقال منذ أكثر من خمسة سنوات ولم يتغير شيء.
ملف إيران استحوذ على النصيب الأكبر من بيانات القمة.. كل البيانات أكدت على منع إيران من امتلاك السلاح النووي.. كيف ترى ذلك؟
إيران موقعة على الاتفاق النووي، وعلى اتفاقية منع الانتشار النووي، وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا تمتلك سلاحا نوويا حتى الآن، وبالتالي الذي يجب أن يتم منعه هي إسرائيل، إسرائيل لديها أسلحة نووية، ولم تنضم لاتفاقية الانتشار النووي، وترفض رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبالتالي الذي يمثل خطرا نوويا على المنطقة هي إسرائيل وليست إيران، وهذه هي المغالطة الكبرى من جانب الولايات المتحدة، لذلك بيان قمة جدة طالب بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وهو إشارة غير مباشرة إلى إسرائيل.
هل تعتقد أن هذه الزيارة سوف تؤدي إلى تغيير جيوسياسي في الشرق الأوسط؟
هي إعادة تأكيد على ما سبق وذكره وزير الدفاع الأمريكي في منتدى المنامة من أن الولايات المتحدة موجودة ولم تنسحب من المنطقة، لأن أمريكا شعرت أن هناك بديلا لها هو روسيا والصين، وزيارة الملك سلمان لروسيا كانت إشارة في هذا الاتجاه، لذلك بايدن جاء ليؤكد أن الولايات المتحدة ما زالت موجودة في المنطقة وتدافع عن شركائها.
كيف ترى تعدد البيانات التي صدرت عن هذه الزيارة والتي بلغت حوالي خمسة بيانات؟
أمريكا تريد أن تأكد لكل الدول من خلال هذه البيانات على أنها موجودة وبقوة وليس صحيحا أنها ابتعدت عن المنطقة، وتأكيد على ما قاله الرئيس بايدن خلال حملته الانتخابية أو خلال السنة الأولى من حكمه، من أن المصالح تتصالح وأن مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية فوق أي اعتبار.
لكن كيف ترى الطريقة التي تم بها استقبال الرئيس الأمريكي في مطار جدة؟
استقبال بايدن في مطار جدة تم طبقًا لمبدأ «المعاملة بالمثل»، لأن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية لا يستقبلون رؤساء أو زعماء الدول في المطار، ولكن يتم استقبالهم في المطار من خلال بعض المسئولين، ثم يستقبلهم الرئيس على باب البيت الأبيض، وهذا ما فعلته المملكة العربية السعودية، حيث قام أمير مكة وهو شخصية كبيرة في الأسرة المالكة باستقبال الرئيس الأمريكي في المطار، ثم استقبله الأمير محمد بن سلمان على باب قصر السلام في جدة، ورغم ما أثاره هذا الموضوع من لغط إلا أن الأمريكان تقبلوه، لأنهم هم يفعلون ذلك في أمريكا.
هل هذه الزيارة تؤكد أن العرب لم يعودوا تابعين للولايات المتحدة الأمريكية كما كان في السابق؟
العرب لم يعودوا تابعين للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهم أصبحوا شركاء للولايات المتحدة الأمريكية، يوافقون ويرفضون، السعودية وافقت على زيادة إنتاج النفط في حدود ضيقة جدًا، كما رفض الزعماء العرب الذين حضروا القمة فكرة التطبيع ودمج إسرائيل في المنطقة، قبل تنفيذ المبادرة العربية التي طرحتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت 2002، وقبل تنفيذ حل الدولتين، وبالتالي نستطيع أن نقول أن القرار العربي أصبح يتمتع بنوع من الاستقلالية والندية النسبية، بداية من مراسم استقبال الرئيس الأمريكي في مطار جدة، ورفض التحالف العسكري ضد إيران، إلى توسيع التطبيع مع إسرائيل وربطه بحل الدوليتن، وهذا دليل على أن هناك موقفا عربيا لا يوافق على كل ما تطلبه أمريكا، وأصبحت الدول العربية ترفض ما لا يتناسب مع مصالحها، لا سيما وأن الرئيس الأمريكي لم يحقق شيئًا للدول العربية، ولكن كلها مصالح متبادلة، بايدن لم يفعل شيئًا للسلام في الشرق الأوسط، ولم يفعل شيئًا للفلسطينيين، من هنا كانت ردود الزعماء العرب الذين شاركوا في قمة جدة على بايدن واضحة وقوية، وكان هناك حوار صريح.
كان هناك جدل كبير في ملف حقوق الإنسان بدأ حتى قبل زيارة بايدن للمنطقة والحديث عن تقديم تنازلات في هذا الملف من أجل مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وأنه تراجع عن موقفه من الأمير محمد بن سلمان.. كيف ترى هذا الجدل؟
موضوع حقوق الإنسان يستخدمه رؤساء الولايات المتحدة للاستهلاك المحلي، بايدن الذي يتحدث عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي لم يتحدث عن مقتل الصحفية الفلسطينية التي تحمل الجنسية الأمريكية شيرين أبو عاقلة على يد قوات الأمن الإسرائيلية، وماذا عن مقتل مواطن أمريكي بستين رصاصة حسبما قال الإعلام الأمريكي؟، أين حقوق الإنسان الفلسطيني؟، هنا يوجد إزدواجية معايير أمريكية، بايدن وجد نفسه في موقف محرج في هذا الملف، وفي النهاية المصالح تتصالح.
لكن كيف الفرق بين طريقة ترامب وطريقة بايدن في التعامل مع العرب ومع القضايا العربية؟
السياسة الأمريكية واحدة لم تتغير من رئيس لأخر، بايدن يتبع نفس الإسلوب الذي كان يتعامل به ترامب مع القضايا العربية، مثلا بايدن يواصل ما بدأه ترامب ويتوسع في اتفاقيات السلام الإبراهيمية مع العرب، وعدم القدرة على تنفيذ حل الدولتين، لكن ترامب كان صريحا وواضحا لدرجة تصل لحد «التبجح»، هم يتفقون في الهدف ولكنهم يختلفون في الوسيلة، بايدن قدم مسكنات بلا حلول.
ما المكاسب التي حققتها إسرائيل من زيارة بايدن؟
إسرائيل حققت الكثير من المكاسب مثل، دعمها عسكريا واقتصاديا وعدم إرغامها على أي إجراء سياسي، ونجحت في منع بايدن من أخذ أي قرار لصالح الفلسطينيين مثل، رفع منظمة التحرير الفلسطينية من قوائم الإرهاب أو فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.
ما المكاسب التي حققها العرب من هذه الزيارة؟
رفضهم الدخول في تحالف عسكري مع إسرائيل ضد إيران، ورفضهم توسيع دائرة التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية وتنفيذ مبادرة السلام العربية، كلها مكاسب حققها الزعماء العرب من هذه القمة، كذلك نجاحهم في استمرار العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبار أن أمريكا دولة عظمى ولا بد من إقامة علاقات قوية معها.
بيان قمة جدة عبر عن دعم القادة للأمن المائى المصرى، ولحل دبلوماسى يحقق مصالح جميع الأطراف فيما يخص سد النهضة.. كيف ترى ذلك؟ وهل يمثل مكسبا لمصر من هذه القمة؟
هذا مجرد مكسب معنوي، أمريكا لم تفعل شيئًا لمصر عندما قامت بالوساطة في هذا الملف سوى أنها أعطت الفرصة لإثيوبيا لبناء السد، القرار ما زال في يد إثيوبيا، لكن هل سيكون لهذا الدعم أي مردود عملي؟، وهل ستمنع أمريكا إثيوبيا من الملء الثالث للسد قبل التوصل لاتفاق؟، أنا شخصيًا أشك كثيرا في ذلك.
بايدن أكد أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشرق الأوسط ولن تترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران.. كيف ترون هذا التصريح؟
كان واضحًا أن الرئيس الأمريكي جاء للمنطقة من أجل حشد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية ضد روسيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، ولكن الرسالة التي تلقاها من الدول العربية هي أنهم لا يتحالفون مع أحد ضد أحد وأنهم يتعاملون مع الجميع، وهو رد قوي في صيغة مهذبة.
لكن كيف ترى القمة الثلاثية التي عقدت في إيران بين أردوغان وبوتين ورئيسي والتي أتت بعد أيام من زيارة بايدن للمنطقة وهل هي رد على زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة؟
هي من ناحية رد على زيارة بايدن للمنطقة، ومن ناحية ثانية رسالة أن هذه الدول لها مصالح في المنطقة ولها أصدقاء وحلفاء مثل الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما وأن تركيا عضو في حلف النيتو، وهذا يكشف أن هناك منافسة في المنطقة، فروسيا موجودة في سوريا وفي إيران وفي ليبيا وفي مصر ولديها علاقات قوية مع دول الخليج، وهذه العلاقات ليست حكرا على الولايات المتحدة.
لكن لماذا كل هذا التنافس وهذا الصراع على هذه المنطقة من القوى العظمى؟
منطقة الشرق الأوسط هي قلب العالم، وبالتالي كل الدول تسعى إليها، لكن للأسف موقف الدول العربية غير موحد، لو توحد العرب سيتحولون إلى قوة فاعلة في السياسة العالمية، ولكن هناك أزمات ومشاكل يعاني منها العالم العربي، والرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته في القمة دعا إلى حل المشكلات المزمنة في العالم العربي، منها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية.
هناك الكثير من العناوين الكبرى التي تم الحديث عنها في زيارة بايدن للمنطقة مثل مصطلح «دمج إسرائيل في المنطقة».. كيف ترى هذا المصطلح؟
دمج إسرائيل في المنطقة، خطة يتم تنفيذها، حتى الآن هناك 7 دول عربية طبعت بالكامل مع إسرائيل، بعد أن كان الأمر مقتصرا على دولتين، وهذا إنجاز بالنسبة لإسرائيل، واختراق لعملية الحصار والمقاطعة التي يفرضها العالم العربي على تل أبيب، وهذا من وجهة نظري يتعارض مع حق الشعب الفلسطيني، لأنه يؤدي إلى تمادي إسرائيل وعدم توقيع عقوبات عليها.
هل تعتقد أن هذه الزيارة سيكون لها تأثير على الأرض الفترة القادمة؟
تأكيد الالتزام الأمريكي بأمن المنطقة، جزء منها كان دعاية انتخابية للحزب الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ومحاولة من بايدن لتخفيف أزمة الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، بايدن حقق خلال هذه الزيارة بعض مصالح الولايات المتحدة، وعلى رأسها عودة أمريكا للمنطقة، كما خدم إسرائيل بدرجة كبيرة.
بعد زيارة بايدن اتهمت إيران أمريكا باستغلال ما اسمته «إيرانوفوبيا» أو الخوف من إيران لإثارة الفتن وخلق التوترات في المنطقة.. ما هو تعليقكم على ذلك؟
هذا صحيح لسببين، هو أن إيران موقعة على الاتفاق النووي، وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في المقابل إسرائيل لم توقع على اتفاق منع الانتشار النووي، ولم تقبل أي رقابة على سلاحها النووي، ولديها سلاح نووي، وبالتالي عندما يتحدث بايدن عن منع إيران من امتلاك سلاح نووي ويترك إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي فهذا بالفعل يمثل فوبيا، لكن دول الخليج ردت على بايدن بأن إيران دولة جارة ولنا علاقات معها، لذلك الدول العربية لم تستجيب لطلب بايدن بتشكيل تحالف عسكري ضد إيران.
كان هناك تباين في رد فعل إسرائيل على هذه الزيارة.. ففي الوقت الذي ذكرت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية الشعور بخيبة الأمل من موقف الدول العربية من إيران في قمة جدة نجد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يثمن الخطوات الأخيرة مع السعودية.. تعليقكم؟
نرجو أن تصاب إسرائيل دائمًا بخيبة الأمل، لأنها مخيبة لآمال الجميع، وهي دائمًا تتهرب من عملية السلام، بالنسبة للسماح للطيران الإسرائيلي بعبور الأجواء السعودية فهذا مطلب قديم من إسرائيل والسعودية استجابت لطلب بايدن في هذا الموضوع مجاملة للرئيس الأمريكي، إسرائيل تستخدم «إيرانوفوبيا» من أجل الهروب من عملية السلام مع الفلسطينيين، لكن إسرائيل تتجاهل أن جميع دول الخليج أصبحت تربطها الآن علاقات ممتازة جدًا بإيران، وهناك مباحثات متقدمة بين السعودية وإيران ربما تسفر عن عودة السفراء بين الدولتين، وبالتالي إسرائيل تدعي كذبًا أن إيران تمثل خطرًا على دول الخليج، وزير الخارجية السعودي أكد في ختام قمة جدة للأمن والتنمية أن فتح الأجواء أمام الطيران الإسرائيلي لا علاقة له بالتطبيع مع إسرائيل، وأن السعودية لن تطبع مع إسرائيل قبل تطبيق المبادرة العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002.
هناك تباين أيضا في ردود الأفعال الأمريكية على هذه الزيارة.. ففي الوقت الذي رأت فيه الإدارة الأمريكية أن هذه الزيارة عززت سمعة الرئيس الأمريكي كرجل دولة حقق مكاسب إستراتيجية، يتحدث المراقبون والخبراء عن فشل الزيارة في تأمين التزامات من السعودية تجاه محور أمني إقليمي يشمل إسرائيل، وكذلك فشل في الحصول على تعهدات فورية بزيادة إنتاج النفط، ولم ينجح في تحقيق أي إنجاز ملموس لتحريك الجمود الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. تعليقكم؟
عملا بمقولة «إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع»، التحالف العسكري تم رفضه قبل مجيء بايدن للمنطقة، بايدن نفسه اعترف في مقال له قبل مجيئه للشرق الأوسط أن الولايات المتحدة في عهده أخطأت في تعاملها مع المنطقة العربية، وأن هناك قوى أخرى سوف تحل محل أمريكا مثل روسيا، وبالتالي زيارة بايدن للشرق الأوسط كانت تصحيحًا لخطأ.
بعض المواقع الإخبارية وصفت الزيارة بأنها «كثير من الكلام.. قليل من الإنجازات».. تعليقكم؟
البيانات احتوت على كلام كثير تقليدي ونظري، مثل الالتزام بحل الدولتين، هذا الكلام يقال منذ أكثر من 25 سنة، والحديث عن تشكيل قوة عسكرية لحماية الممرات المائية في البحر الأحمر، رغم أن هناك تنسيقا عسكريا أمريكيا مع كل الدول العربية المطلة على البحر الأحمر في هذا الموضوع، لكن الولايات المتحدة تريد الالتفاف حول هذا الموضوع من أجل مشاركة إسرائيل في هذا التحالف، كذلك الحديث عن حل الأزمات العربية، مجرد كلام نظري تقليدي يقال في كل المناسبات.
كيف ترى التطورات التي تحدث في الأزمة الليبية الآن؟
دون توحيد الجيش الوطني الليبي والحكومة الليبية والبرلمان الليبي لن يكون هناك حل في ليبيا، والأهم هو توحيد الجيش الوطني الليبي من أجل دمج الميليشيات الليبية، وخروج الميليشيات الأجنبية، ورحيل القوات الأجنبية، دون ذلك سيبقى الوضع على ما هو عليه إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.