رئيس التحرير
خالد مهران

القومي للبحوث يتوصل إلى مكمل غذائي واعد لعلاج الشلل الرعاش

القومي للبحوث يتوصل
القومي للبحوث يتوصل إلى مكمل غذائي واعد لعلاج مرض الشلل الر

 يعتبر مرض الشلل الرعاش (مرض باركنسون) اضطراب تنكسي عصبي مزمن يصيب كبار السن، وقد يؤدى مرض الشلل الرعاش إلى تدمير الخلايا العصبية الدوبامينية والتى تسبب اضطرابًا في مسار الإشارات العصبية، كما أن مرض الشلل الرعاش مرض يرتبط بالعمر، حيث يتم التشخيص السريري له ببطء الحركة، ورعشة الأطراف، والصلابة وعدم الاستقرار الوضعى.

مركب طبيعي يستخرج من النباتات
 

ويعتبر الروتينون مركبا طبيعيا يستخرج من بعض النباتات ويستخدم لقتل الحشرات والآفات وله دور واضح فى سُمية الأعضاء المختلفة فى الجسم ويرتبط أيضًا بفقدان الخلايا العصبية الدوبامينية وترجع سميته إلى إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية، ونضوب الجلوتاثيون، وزيادة الإجهاد التأكسدي. 

وقد تم تقييم فعالية علاج الهسبريدين والنارينجين والليفودوبا (L-dopa) ومضاد مستقبلات الأدينوزين A2A (A2AR)، (ZM241385) باستخدام قياسات المؤشرات الكيميائية الحيوية والوراثية وكذلك التحليل النسيجي للدماغ. 

ويعتبر دواء الليفودوبا هو العامل القياسي في علاج مرض الباركينسون " الشلل الرعاش"، ولكن العلاج طويل الأمد يؤدي إلى فقدان فعاليته والعديد من الآثار الجانبية بما في ذلك الإجهاد التأكسدي، وموت الخلايا المبرمج. في الآونة الأخيرة، تم اقتراح أحد الأدوية غير الدوبامينية وهو مضادات مستقبلات الأدينوزين ((A2ARs التي تعزز النشاط الحركي في مرض الشلل الرعاش.

وتجرى حاليًا دراسات كثيرة على أنواع مختلفة من مضادات مستقبلات الأدينوزين A2A لتعديل استجابة الدوبامين.

ويعتبر الهسيبردين أحد أنواع الفلافونويد التي تحدث بشكل طبيعي في ثمار الحمضيات. 

ووجد أن الهيسبيريدين يمنع تلف الحمض النووي والكروموسومات الناجم عن السيكلوفوسفاميد. أما النارجين هو مركب طبيعي موجود في الحمضيات وفواكه العنب، وقد ثبت فعاليته  كمضاد للأكسدة ومضاد لموت الخلايا المبرمج ومضاد لتصلب الشرايين والمعادن. 

بالإضافة إلى ذلك، يتمتع النارنيجن باختراق جيد عبر الحاجز الدموي الدماغي  ، وبالتالي فإن له تأثيرًا وقائيًا للأعصاب في مرض الزهايمر ومرض باركنسون. 

وقام مجموعة من الباحثين بالمركز القومي للبحوث بقسم الكيمياء العلاجية بمعهد الصناعات الصيدلية والدوائية، وكذلك قسم النباتات الطبية والعطرية، وقسم بيولوجيا الخلية بإجراء معايير التقييم من خلال فحص سلوك الحيوانات وتحديد علامات الإجهاد التأكسدي مثل انزيم سوبر أكسيد ديسموتاز (SOD)، الجليوتاثيون المختزل وأكسيد النيترك وتم تقييم مستويات الناقلات العصبية مثل الدوبامين، السيروتونين، النورأبينفرين والدوبامين وتم أيضا تقدير معاملات الوسائط الإلتهابية مثل الأنترلوكين-6 تم تمديد العمل لتقدير علامات موت الخلايا المبرمج مثل الكاسباس-3 ونمط تجزئة الحمض النووي الديؤكسى ريبوزى. بالإضافة إلى ذلك تم تقدير مؤشرات الطاقة مثل  السكسينات دهيدروجيناز واللاكتات ديهدروجيناز وبالاضافة ﺇلي التعبير الجيني لمستقبلات الأدينوزين A2A والتحليل النسيجي المرضي في الدماغ. 

وأفاد المشاركون في البحث بأن الدراسة الحالية، تم فيها استخدام ذكور جرذان بيضاء بالغة وزنها 200-250 جم وتم تقسيم الحيوانات إلى 8 مجموعات (10 جرذان لكل مجموعة).  أعتبرت المجموعة الأولى كمجموعة ضابطة وتلقت جرعة 20 ميكرولتر/ ميللى من ال DMSO وزيت زهرة عباد الشمس تحت الجلد. تم حقن مجموعات الجرذان الثانية والثالثة من مادتي العلاج من الهسبردين والنارجين علي التوالي.  

وتم حقن مجموعات الجرذان من الرابعة إلى الثامنة بمادة الروتينون تحت الجلد لاستحداث مرض الشلل الرعاش بجرعة 1.5 مجم / كجم / 48 ساعة ليصبح أجمالى الحقن 6 مرات. مثلت المجموعة 4 الجرذان غير المعالجة والمصابة بمادة  الروتينون فقط لاستحداث المرض. المجموعتان  5 و6 تم حقنهم بمركبات النارينجن والهسبردين يوميا لمدة 12 يوما على التوالي عن طريق الفم بجرعة 50 مجم / كجم من وزن الجسم. 

تم علاج المجموعة 7 بـ ZM241385 والمجموعة 8 باستخدام L-dopa كدواء يستخدم كعلاج لمرض الشلل الرعاش يوميًا  لمدة 12 يومًا. بعد ثمانية وأربعين ساعة من الإعطاء الأخير، تم تخدير الحيوانات عن طريق استنشاق ثنائي إيثيل الإيثر ثم الذبح. تم سحب عينات الدم من جانب العين وتم فصل السيرم وتخزينه عند -80 درجة مئوية. 

وقد تم فصل المخ كله بعد الذبح، وغسله بمحلول ملحي مثلج ثم وزنه  وعمل مستحلب فى محلول الفوسفات المتجانس بتركيز50 ملي مولار (درجة الحموضة 7.4) وتم عمل طرد مركزى للمحلول ثم تم فصل الطبقة العليا الرائقة وتخزينها عند -80 درجة مئوية لقياس المعاييرسالف الذكر. 

وأوضحت النتائج في أختبار تعليق الاسلاك انخفاضًا كبيرًا في الوقت الذي تقضيه الجرذان معلقة بالسلك في المجموعة المًستحثة بالروتينون مقارنةً بمجموعة التحكم.

وأظهرت مستويات نور إبينيفرين - الدوبامين- السيروتونين، الجليوتاثيون والسوبر أوكسيد ديهيدروجينازكذلك مستويات مؤشرات الطاقة بالنسبة إلى كل من - السكسينات ديهدروجيناز- اللكتات ديهيدروجيناز - في الجرذان المُستحثة بالروتينون انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بجرذان التحكم   وفي المقابل، أظهرمستوى اوكسيد النيترك، مؤشرات الوسائط الالتهابية مثل الأنترلوكين-6 كذلك مؤشرات موت الخلايا المبرمج مثل مستويات الكسباس-3 وتكسير الحمض النووى الديؤكس ريبوزى، بالاضافة ﺇلي التعبير الجيني للأدينوزين زيادة معنوية في الجرذان المًستحثة بالروتينون مقارنة بمجموعة التحكم. 

كما أظهر تقييم أنسجة المخ  للجرذان المعالجة بالروتينون فى منطقة القشرة السوداء الدماغية تغيرات غير طبيعية بالإضافة إلى فجوة خفيفة ووذمة في الخلايا العصبية.

وأظهر العلاج بالنارينجن  والهيسبردين ومضاد مستقبل الأدينوزين A2A  والدواء المرجعى((L Dopa  تحسن ملحوظ فى جميع القياسات البيولوجية المختارة وأظهرت تراكيب خلايا المخ بنية نسيجية طبيعية تقريبًا. 

كان العلاج باستخدام الليفودوبا ومضاد الأدينوزين A2AR الجديد (ZM) له نفس مستويات التحسين تقريبًا بينما سجل النارينجن أكثرتأثير قوي مقارنة بالهسبريدين.

ونستنتج من الدراسة  ﺇن النارينجن يعتبر  مكمل غذائي واعد لعلاج مرض باركنسون. وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات والتجارب علي النارينجن مع دراسة فعاليته مع الانسان  كذلك استخدام ZM كدواء جديد غير دوباميني دون أي آثار جانبية مثل تلك التي يمارسها ليفودوبا.