دراسة جديدة تهدم نظريات راسخة عن الاكتئاب
تسببت مراجعة شاملة جديدة تتحدى المعتقدات العامة الراسخة حول سبب الاكتئاب في إثارة ضجة في مجتمع الطب النفسي، لكنها لم تنصح الناس بالتخلي عن علاجاتهم المضادة للاكتئاب.
وجدت المراجعة العلمية أنه بفحص مجموعة من الدراسات المنشورة سابقًا لفحص العلاقة بين مستويات السيروتونين والاكتئاب، كان هناك القليل من الأدلة لدعم الفكرة الراسخة بأن الاختلالات الكيميائية هي السبب في الاكتئاب.
وتبحث الأسئلة الأساسية للدراسة في سبب بقاء نظرية عدم التوازن الكيميائي للاكتئاب هي الوضع الافتراضي في كل من المجتمع الطبي والجمهور الأوسع على الرغم من الافتقار المزعوم للأدلة، وكيف أصبحت هذه النظرية مهيمنة في المقام الأول.
ماذا تقول الدراسة؟
وجدت الدراسة أنه لا توجد أدلة كافية لدعم الاعتقاد السائد لدى الجمهور وبعض المؤسسات الطبية بأن اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ يسبب الاكتئاب. ونتيجة لذلك، تتساءل الدراسة عن حكمة الأطباء الذين يصفون المرضى بأدوية مضادة للاكتئاب دون فهم أقوى للآثار الصحية طويلة المدى للأدوية.
وخلصت الدراسة إلى أن "نظرية اختلال التوازن الكيميائي للاكتئاب لا تزال مطروحة من قبل المتخصصين، وقد شكلت نظرية السيروتونين، على وجه الخصوص، أساس جهد بحثي كبير على مدى العقود القليلة الماضية.
ولقد ثبت بشكل مقنع أنه نتيجة السيروتونين أو تشوهات كيميائية أخرى، وهذا الاعتقاد يشكل كيفية فهم الناس لحالاتهم المزاجية، مما يؤدي إلى نظرة متشائمة بشأن نتيجة الاكتئاب والتوقعات السلبية حول إمكانية التنظيم الذاتي للمزاج.
والفكرة أن الاكتئاب ناتج عن اختلال التوازن الكيميائي يؤثر أيضًا على القرارات المتعلقة بتناول أو الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب وقد يثني الأشخاص عن التوقف عن العلاج، مما قد يؤدي إلى الاعتماد على هذه الأدوية مدى الحياة.
وشددت الدكتورة مونكريف في منشور بالمدونة على ألا يتفاعل الأشخاص مع هذه الدراسة من خلال تعليق علاجاتهم المضادة للاكتئاب، ولكن يجب أن يستمروا في العمل مع أطبائهم لمعالجة صحتهم العقلية وأي أسباب كامنة يمكن أن تسهم في اكتئابهم.
على الرغم من هذه التحذيرات، قوبلت الدراسة ببعض المقاومة داخل المجتمع الطبي، حيث قام عدد كبير من الأطباء بالدفاع عن استخدام العقاقير المضادة للاكتئاب، بحجة أنه من المفهوم جيدًا في المجتمع الطبي أن الاكتئاب ناتج عن مجموعة من العوامل، وليس فقط اختلال التوازن الكيميائي، وأن هذه العلاجات لا تزال فعالة في إدارة تلك الأعراض.