متى يجوز للمرأة استحقاق الكد والسعاية؟.. علي جمعة يجيب
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن مفهوم الكد والسعاية ليس مفهوما يقابل مفهوم الفراق بين الرجل والمرأة، فالفراق يتم بالطلاق والموت لأحد الطرفين.
وأضاف علي جمعة، في الندوة الشهرية الأولى لمجلة الأزهر الشريف عن "حق الكد والسعاية.. رؤية فقهية اجتماعية معاصرة"، أن الكد والسعاية لكل من كد وسعى، وكل النصوص تؤكد أنه ليس خاصا للزوجة، بل قد يتعلق بالرجل كذلك أو الابن أو الابنة، أو الأخ أو الأخت.
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أن الكد والسعاية، ليس له علاقة بالعلاقة الزوجية، منوها إلى أن الأمر ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلا.
متى يجوز للمرأة استحقاق الكد والسعاية؟
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن المرأة قد تأتي في يوم من الأيام وتطلب من زوجها حق الكد والسعاية، فلو كانت تنطلق من هذا الطلب لأجل الفراق فليس لها الحق في ذلك، وإن كانت تنطلق بهدف المشاركة فلها الحق.
ولفت إلى أن دار الإفتاء ورد إليها الكثير من الحالات في هذه المسألة، فيأتي ابن وقد كون تركة والده، وطلب من أبيه أن يكتب له شيئا من هذه التركة نظير ما تعب واجتهد.
وذكر أن الكد والسعاية يمكن أن تكون تحقيقا للعدل، فحصلت كثير من الأبحاث وبعضها في الولايات المتحدة، لما يسمى “اقتصاد الظل”، وهو ما ينتج خارج المنظومة المحسوبة، فالمرأة في المنزل تطبخ وتربي وتنظف، ويقول الإمام النووي: “هي سنة حسنة صارت عليها نساء المسلمين”، بالرغم من أنها ليست مكلفة بهذا، وبحثوا أن عمل هذه المرأة لو تم تقويمه بمال فوجدوه يساوي 170 ألف دولار في السنة.
وتابع: “ينبغي علينا أن نفكر كيفية الحل بما يرضى الله، فالغرض ليس هو ظلم الرجل وقهره من النساء، ولا بد أن ندرب قاضي الأسرة على كيفية التقويم والحل في مسألة الكد والسعاية بين الرجل والمرأة”.
وذكر علي جمعة، أن الكد والسعاية لها مفهوم واسع ولها دليل مباشر من أحد الخلفاء الراشدين، ومن هنا يجوز أن نهدئ بال المرأة ونكون عادلين في التوزيع، ولكن نحتاج جهدا كبيرا إلى الوصول إلى معيار أكثر عدلا.