على الهواري يكتب: أسرار المخطط الإسرائيلي الإيراني لاحتلال مكة والمدينة
كتاب لضابط فى الموساد يكشف مؤامرة الصهاينة والفرس على بلاد الحرمين
مطالب صهيونية باسترداد «مملكة داوود» التى تشمل مكة والكعبة
جولدا مائير: أشم رائحة أجدادى فى خيبر ويثرب وتيماء وصحراء فاران
بن جوريون: لقد استعدنا القدس وغدًا سيكون طريقنا إلى يثرب
باحث: واهم من يعتقد أن الأطماع الإسرائيلية ستقف عند حدود المسجد الأقصى وفلسطين
صهيوني يأمل أن يصل الربيع العربى إلى السعودية حتى يصبح احتلال مكة تحصيل حاصل
مقرب من «خامنئى» يكشف مخططا إيرانيا لاستخدام الحوثيين لـ«احتلال مكة المكرمة»
أرض الحرمين هى الجوهرة الكبرى التى يسعى الصفويون للحصول عليها
خطة إيران لتطبيق نظرية «أم القرى» فى المملكة العربية السعودية
باحث سعودى يكشف مؤامرات ساسة «الثورة الخمينية» ضد الحرمين الشريفين
الشايع: تدمير الكعبة هدف تاريخى مجوسى وقومى فارسى
طهران تخطط لجعل مدينة «قم» العاصمة المقدسة للحجاج بدلًا من الكعبة
خبراء: العداء المعلن بين طهران وتل أبيب «مصطنع» وشعار «الموت لإسرائيل» محاولة لكسب تأييد المسلمين
نشر حاخام يهودي يدعى يعقوب هرتسوغ، صورًا له خلال زيارته للمدينة المنورة على حسابه الشخصي على موقع «تويتر».
وقال «هرتسوغ»: «أقف لأصلي وأدعي بالرحمة لروح مخيرق ابن النضير، الحاخام اليهودي الذي وقف مع الرسول محمد ودافع عنه، وقاتل واستشهد في غزوة أحد، وجعل أمواله وقفًا».
ونشرت القناة «13» العبرية تغريدة لمراسلها على جبل عرفات، وتداول نشطاء سعوديون مقطعًا لمراسل القناة العبرية خلال توجهه إلى مكة المكرمة، في مشهد يُعد الأول من نوعه لتجول صحفي إسرائيلي داخل الأراضي المقدسة، بعد تقارير سابقة عن جولة لوفد إسرائيلي في الحرم النبوي.
وهذا ما أثار موجة غضب عارمة في العالمين العربي والإسلامي؛ مما دفع السلطات السعودية إلى الإعلان عن إحالة مواطن إلى النيابة العامة بتهمة التواطؤ في نقل وتسهيل دخول صحفي غير مسلم إلى مكة المكرمة.
وأشار بيان لشرطة مكة، إلى أنه تمّت إحالة قضية الصحفي مرتكب الجريمة للنيابة العامة لاتخاذ ما يلزم بحقه وفق الأنظمة، التي تحظر دخول مكة على غير المسلمين.
هذه الواقعة وغيرها فتحت باب الحديث عن أطماع اليهود والشيعة في الأراضي المقدسة، مكة والمدينة.
صراع ديني وليس سياسي
العرب، حكاما ومحكومين، يدركون أن الصراع بينهم وبين كل من، إسرائيل وإيران، أو الشيعة واليهود، هو صراع أيديولوجي ديني في الأساس، وأن الصراع السياسي ما هو إلا غطاء لهذا الصراع الديني والأيديولوجي، وأن ما يجرى في العلن وأمام عدسات وسائل الإعلام يختلف تمامًا عن ما يجرى في الخفاء والسر والغرف المغلقة، وأن السياسة ما هي إلا وسيلة لتحقيق الهدف الأكبر والأسمى لليهود والشيعة، وهو السيطرة على المقدسات العربية والإسلامية، سواء في فلسطين أو المملكة العربية السعودية، فهم يطبقون النظرية الميكافيلية بحذافيرها «الغاية تبرر الوسيلة».
فما يتعرض له العالم العربي اليوم من دسائس ومؤامرات ومخططات وقلاقل وحروب واقتتال داخلي، ما هو إلا وسيلة من الدولتين لتفتيت وتقسيم العالم العربي وإسقاط الجيوش العربية من أجل تحقيق أهدافهما الكبرى وهي، إسقاط واحتلال المقدسات الإسلامية، سواء في فلسطين المحتلة أو المملكة العربية السعودية.
فالقصة ليست خلافًا على أرض أو نفوذ سياسي أو اقتصادي أو ثروات طبيعية، لكنه صراع على المقدسات الدينية، سواء في فلسطين أو السعودية.
وهذا ما سنحاول الكشف عنه من خلال هذا التحقيق، وخروج ما يجرى في الكواليس والغرف المغلقة للعلن، بعيدًا عن صخب السياسية ودسائسها، وعن أعين وسائل الإعلام، المقروءة والمرئية والمسموعة، وبعيدًا عن جدل «صفقة القرن» واتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل، وتشكيل تحالف عسكري إقليمي تشارك فيه إسرائيل ضد إيران، فكلها مجرد تفاصيل صغيرة داخل عناوين كبيرة، هي المقدسات العربية والإسلامية، وتقسيم المنطقة بين اليهود والشيعة.
وتكشف «النبأ» خلال السطور التالية عن مخططات ومؤامرات إسرائيل وإيران ضد المقدسات العربية والإسلامية، من خلال مواقف وتصريحات القادة والزعماء والساسة والخبراء في هاتين الدولتين.
كما سوف نفضح الأطماع اليهودية في المقدسات الإسلامية التي لم تقتصر على فلسطين فقط، لكنها تمتد إلى احتلال أو كما يسمونه في إسرائيل «استرداد الأماكن المقدسة»، في أرض الحرمين، مكة والمدينة.
الأطماع لن تقف عند المسجد الأقصى
يؤكد آفي ليبكن المؤرخ والضابط في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد»، في كتابه «العودة إلى مكة»، أن المخططات والأطماع الصهيونية التوسعية لا تقف عند القدس أو كامل فلسطين، بل تتعدّى ذلك إلى جزيرة العرب وقبلة المسلمين، والأرض المقدسة في مكة المكرمة.
هذا الكتاب يرسم حدودًا جديدة للدولة اليهودية وفق «ليبكن»، انطلاقًا من مبدأ «استعادة أرض بني إسرائيل الذين يعتبرون أنفسهم السكان الأصليين لجزيرة العرب»، فتصبح بزعمه «العودة إلى مكة، أرض الميعاد»، حقًا لهم.
ويبيّن ضابط الاستخبارات في كتابه، أن حدود الدولة اليهودية المزعومة التي لا تمثّل فلسطين سوى الجزء الشمالي منها، في حين أن حدودها تمتد من لبنان إلى الصحراء أي السعودية، ومن البحر المتوسط إلى الفرات.
ويعتبر «ليبكن» أنّ التحركات المعارضة داخل السعودية تعدّ من الأمور التي على «إسرائيل» استغلالها في سبيل تحقيق هدفها.
ويوضّح كلامه في أكثر من مقابلة، إذ يؤكد أن الربيع العربي لا بدّ أن يصل إلى السعودية التي ستطلب الحماية من الولايات المتحدة و«إسرائيل»، ما يقدم لليهود فرصة للسيطرة على مكة.
وهذا الكتاب، حسب «ليبكن»، هو دعوة لاستعادة «أرض الميعاد» أو «مملكة إسرائيل الكبرى» أو «مملكة داود»، والتي تشمل -حسب زعمه التوراتي- الهلال الخصيب وأجزاء كبيرة من مصر وأيضًا السعودية بما فيها مكة والكعبة.
ويرى «ليبكن»، أنّ جبل الطّور هو جبل اللّوز في تبوك، وفيه كهف النبي إيليا، وأنّ أرض الميعاد تصل إلى مكّة حسب نصوص التّوراة التي تذكر صحراء العرب.
خلاصة فكرة الكتاب تقوم على أحقية اليهود في التواجد في شبه الجزيرة العربية، وهم يعتمدون في ذلك القول أساسًا على الحجة التي تقول أن هناك قبائل يهودية عاشت في بلاد العرب لسنين طويلة، ثم طردوا منها بعد غدرهم بالمسلمين، مثل يهود بني قريظة ويهود خيبر وبني قينقاع وبنو النضير وغيرهم، وبالتالي فمن حقهم استرداد أرض وممتلكات جدودهم المزعومين.
وعن هذا الكتاب يقول الدكتور محمود محمد علي، رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل بجامعة أسيوط، إنه واهم من يعتقد أن الأطماع الإسرائيلية بالتوسع والاستعمار تقف عند حدود المسجد الأقصى وفلسطين، فالحلم اليهودي المزعوم يمتد أبعد من ذلك بكثير، إذ ترنو أنظار الإسرائيليين نحو قبلة المسلمين والأرض التي احتضنت تاريخ الرسالة الإسلامية.
ويضيف: «هذا الكتاب يدور حول فكرة مفادها أن بني إسرائيل استوطنوا قديمًا في جزيرة العرب، ليبرهن أنه من حق اليهود العودة إلى مكة.. أرض الميعاد، ويعتمد الطرح الذي يقدمه "ليبكن" على بحث تاريخي، يزعم أن بني إسرائيل لما تاهوا لأربعين عامًا في البلاد كانوا في منطقة شبه الجزيرة العربية»، مضيفًا إلى أن جبل الطور الذي كلم الله موسى فيه، إنما هو جبل اللوز في تبوك السعودية، وليس جبل موسى المعروف في سيناء.
ويستطرد: «هذا الكتاب يرسم حدودًا جديدة للدولة اليهودية وفق “ليبكن”، انطلاقًا من مبدأ “استعادة أرض بني إسرائيل الذين يعتبرون أنفسهم السكان الأصليين لجزيرة العرب”، فتصبح بزعمه “العودة إلى مكة أرض الميعاد”، حقًا لهم».
ويردف: «ويدعي مؤلف كتاب العودة إلى مكة أن الله لم يكلم موسى عليه السلام في جبل طور سيناء، بل تم ذلك في جبل اللوز الواقع بمحافظة تبوك السعودية».
وأشار «ليبكن» إلى أن أطماع ايران مرتبطة بوقوع مكة في منطقة قريبة جدًا من الساحل، ومن يتمكن من السيطرة على مكة سيمتلك زمام الحرب بين الشيعة والسنة، مستدركًا أن الأيام القادمة ستشهد مواجهة حاسمة، معربًا عن اعتقاده بأن الحوثيين والإيرانيين سيقومون باحتلال السعودية من الجنوب والغرب، زاعمًا أن حرب السنة والشيعة المستمرة منذ 1400 سنة ستنتهي عندما يسيطر أحد الطرفين على مكة.
ويوصي «ليبكن» في كتابه، بالاستفادة من الحركة الحوثية التي تستهدف الأراضي السّعوديّة، وتضع عينها على مكّة والمدينة، وإلى توظيف العقائد الشيعيّة التي تغري أتباعها بضرورة استعادة مكّة والمدينة من أهل السنّة، وهو الحلم الذي لا يزال بعض المسلمين يتجاهلونه رغم توارد دلائل كثيرة تشي بأنّ الشّيعة يسعون سعيًا حثيثًا لتحويله إلى واقع؛ دلائل كثيرة ربّما لن يكون آخرها تصريحات بعض معمّمي الشّيعة وقادة مليشياتهم بأنّ انتصار حلب سيمهّد لتحرير مكّة والمدينة.
ويعرب «ليبكن»، عن أمله بأن يصل الربيع العربي إلى السعودية، كي تطلب النجدة من أمريكا وإسرائيل، وبالتالي يصبح احتلال مكة المكرمة تحصيل حاصل.
واختتم «ليبكن» كتابه داعيًا اليهود إلى احتلال السعودية والاستيلاء على مكة موظفًا نصوص التوراة والأسفار المحرفة كما في كتبه، وزاعمًا أن «نهاية مجد الإسلام باتت قريبة جدًا».
ويدعم ما جاء في هذا الكتاب بعض أقول الزعماء والقادة الإسرائيليين التاريخيين والمؤسسين لدولة إسرائيل، مثل التصريح الشهير لجولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات، عندما وقفت عام 1967 في خليج نعمة في شبه جزيرة سيناء التي كانت تحتلها إسرائيل في ذلك الوقت لتقول: «إنني أشم رائحة أجدادي في خيبر ويثرب وتيماء وصحراء فاران».
أما دايفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل فقد قال في خطاب يوم احتلال القدس: «لقد استولينا على القدس، واستعدناها، وغدًا سيكون طريقنا إلى يثرب»، وقال موشيه دايان وزير الدفاع الإسرائيلي وقتها في اليوم نفسه: «الآن أصبح الطريق مفتوحًا أمامنا إلى المدينة ومكة».
الأطماع الإيرانية
أما الأطماع الإيرانية الشيعية في مكة والمدينة فلا تخفى على أحد، ففي 2016، كشف رجل الدين الإيراني مهدي طائب المقرب من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، عن مخطط إيراني لاستخدام الحوثيين اليمنيين لـ«احتلال مكة المكرمة».
وفي كتابه «الأطماع الإيرانية في الخليج»، للكاتب والباحث السعودي عبد الله العلمي، يستشهد بما قاله محمد جواد لاريجاني، الشقيق الأكبر لـ«علي لاريجاني» أبرز خبراء إيران في مجال الفيزياء، ورئيس مؤسسة دراسات العلوم، الذي تولى منصب مساعد وزير الخارجية لعدة سنين في عهد الخميني، الذي قال: «بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والقيادة الحقة للإمام الخميني أصبحت إيران أم القرى دار الإسلام، وأصبح عليها واجب أن تقود العالم الإسلامي، وعلى الأمة واجب ولايتها، أي أن إيران أصبحت لها القيادة لكل الأمة».
ويؤكد العلمي في كتابه أنّ «لاريجاني» يسعى مع مجموعة من ملالي إيران لاستبدال «قم» الإيرانية بـ«مكة المكرمة» وفق موروث ديني مملوء بزخمٍ هائل من الكراهية والطائفية لأرض الحرمين الشريفين.
وأكد «لاريجاني»، أن أطماع المشروع الفارسي الصفوي الإيراني تمتد في المنطقة بأسرها، وأن أرض الحرمين هي الجوهرة الكبرى التي يسعى الصفويون للحصول عليها، وقلعة السنّة الأخيرة وعاصمة الإسلام التي أرادوا بسط سيطرتهم عليها.
وقال صاحب كتاب «لله ثم للتاريخ» مُتحدّثا عن لقاء خاص جمعه بـ«الخميني»: «قال لي الخُميني: سنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة، قبلة للناس في الصلاة وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلا التنفيذ».
وفي كتابه «الإسلام على ضوء التشيّع»، قال حسين الخراساني أحد رموز الجمهورية الإيرانية: إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي عنها.
وهناك نظرية معروفة لدى الإيرانيين، تسمى نظرية «أم القرى»، ولا تخلو منها خطب ودروس المساجد، وتتحدث عنها المراجع العلمية الشيعية منها كتاب «مقولات في الاستراتيجية الوطنية» لمؤلفه محمد جواد لاريجاني.
هذه النظرية تنطلق من ولاية الفقيه الذي يجب أن يخضع له الجميع، وأن إيران لها موقع جغرافي ممتاز، وأن لها مسئولية تجاه العالم الإسلامي، ومن ثم تصبح إيران هي أم القرى ودار الإسلام، وكل الدول الأخرى تكون ولايات تابعة لها.
فدولة أم القرى عند الإيرانيين لا تقوم إلا بعد احتلال مكة والمدينة، وهذا ما تعمل عليه إيران، عن طريق بناء جيش قوي، ومد نفوذها في الخليج، ودعم الخلايا النائمة وأتباعها من الشيعة في كل بقعة.
ويقول «لاريجاني» في شرح النظرية بكتابه الذي اشتهر به، وأصبح بسببه من العقليات التي صاغت السياسة الخارجية لإيران: «وفي إطار ذلك يجب ألا تعترف إيران بالحدود الجغرافية والأيديولوجية؛ لأنها حدود مصطنعة ينبغي على إيران أن تزيلها بالقوة أو دعم العنف داخل الدول العربية».
وقال عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح، عن الحوثيين: «نحن أمام مجرمين دمويين قتلة لا يريدوا بناء دولة، زرعوا في الجسد اليمني لتحقيق أطماع ايران وتهديد المنطقة والمقدسات، طموحهم ليس اليمن، فهو مجرد مخزون بشري لقتال المنطقة والوصول إلى مكة والمدينة، هذا إذا أردنا أن نعرف من هو الحوثي وما هي أجندته».
وفي 2015، هاجمت جماعة «أنصار حزب الله» الإيرانية المسلحة، والمقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، المملكة السعودية، وتوعدت بـ«فتح مكة والمدينة» وتنصيب حكومة شيعية في السعودية.
سر عداء الثورة الخمينية للمسجدين الحرام والنبوي
وفي مقال للشيخ خالد الشايع، تم نشره على موقع «CNN»، تحت عنوان «سر عداء الثورة الخمينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي ودوافع حكومة إيران في خرب بيوت الله»، قال فيه: جاءت «الثورة الخمينية» لتستهدف حرمات المسلمين، ومنها مساجد الله وكعبته المشرفة، وهذا ما أفصح عنه الخميني في حديث علني مشهور بثته إذاعة طهران بتاريخ 20/7/1988، حيث قال: «سوف نزيل آلام قلوب شعبنا بالانتقام من أمريكا وآل سعود إن شاء الله في وقت مناسب، وسنضع وسم حسرة هذا الجرم الكبير على قلوبهم، ونضع حلاوة في حلق أسر الشهداء بإقامة حفل انتصار الحق، وبتحرير الكعبة من يد الآثمين، سوف نحتل المسجد الحرام».
ويضيف: «ولم تزل تصريحات ساسة الثورة الخمينية منذ انطلاقاتها تتوالى مؤكدة مؤامراتها ضد الحرمين الشريفين».
ونشرت «مجلة الشهيد الإيرانية»، وهي لسان مراجع ملالي إيران الناطق في مدينة قم، في عددها «46» الصادر بتاريخ 16 شوال 1400هـ، صورة تمثل الكعبة المشرفة، وإلى جانبها صورة تمثل المسجد الأقصى المبارك، وبينهما صورة يد قابضة على بندقية، وتحتها تعليق نصه: «سنحرر القبلتين!».
ويستطرد: «وهذا رفسنجاني رئيس جمهورية إيران في الفترة من «1989-1997» يعلنها دون تقيّة ودون خجل بتاريخ «17/4/1983» في كلمته التي ألقاها في وفد معلمي شيراز حيث قال: «إيران ليست هي الوطن العربي ولا العالم الإسلامي هي الكل لأنها دار الإيمان، وما عداها دار كفر، ويتعين على مسلمي إيران وأصدقائهم أن ينهضوا بمهام تحرير كافة البلدان الإسلامية».
وفي إجابته عن سؤال، «لماذا تعادي الثورة الخمينية البيت الحرام والمسجد النبوي والمساجد في بلدان المسلمين؟»، يقول الشايع، إنها باختصار ليست أطماعًا شيعية بقدر ما هي أحلام صفوية وهوس فارسي يراد من خلاله جعل مدينة «قم» الإيرانية هي العاصمة المقدسة التي يتجه إليه الحجاج بدلًا من مكة المكرمة، فتدمير الكعبة أو إلغاء دورها هدف تاريخي مجوسي وقومي فارسي جوهري.
وهذا ما تفصح عنه العديد من وثائق ومؤلفات ساسة طهران، منها مثلًا: كتاب «مقولات في الاستراتيجية الوطنية» الإيرانية الفارسية، لمؤلفه الدكتور محمد جواد لاريجاني منظّر النظام الإيراني، ومن أبرز ما تضمنه كتابه: ما سماه «نظرية إيران أم القُرى»، والتي تمثل قطب رحى السياسة الخارجية الإيرانية، وهذه النظرية لا تعترف بمكة المكرمة مركزًا للمسلمين ومهوىً لأفئدتهم، بل ترى أن إيران ممثلة بـ «قُم» و«طهران» هي التي يجب أن تكون مركزًا لقيادة المسلمين والعالم الإسلامي، وأن يخضع الجميع لولاية الفقيه، وأن تصبح «قُم» الإيرانية هي أم القرى ودار الإسلام، لا مكة ولا المدينة شرفهما الله، ولا غيرهما، وكل ذلك تحت تقية وحدة العالم الإسلامي.
أكذوبة العداء بين إسرائيل وإيران
رغم العداء المعلن المتبادل في خطابات القادة والساسة والزعماء في كلتا الدولتين، ورفع إيران شعارات من قبيل «الموت لإسرائيل»، أو «الشيطان الأصغر»، وأن إسرائيل هي «السرطان الذي لا بد من إزالته»، ووصف إسرائيل لإيران بـ«النازيين الجدد»، وتحذيرات الساسة والقادة الإسرائيليين من أن إيران تمثل تهديدا وجوديا لإسرائيل، إلا أن التاريخ والكثير من الدراسات تؤكد أن العلاقات السرية غير ذلك تمامًا، وأن هذا العداء ما هو إلا تضليل من أجل تحقيق أهدافهما الكبرى الخفية.
فإيران هي أول دولة تعترف بإسرائيل بعد عامين من تأسيسها عام 1948، في زمن الشاه، وتؤكد دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية حول تاريخ العلاقات «الإيرانية - الإسرائيلية» استمرار التعاون «الإسرائيلي - الإيراني» بعد قيام الثورة الإسلامية في العديد من المجالات أهمها التسلح.
فإيران وإسرائيل، كما يقول الكاتب الأمريكي تريتا بارسي، ليستا في صراع أيديولوجي كما يتخيل الكثيرون، وذلك كون المصالح الاستراتيجية بين إيران وإسرائيل تتقاطع في أكثر من مفصل وتحكمها البراغماتية لا غير، بعيدًا عن أي خطاب أيديولوجي.
ويضيف «بارسي» في كتابه «العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية»، أن إيران الثيوقراطية ليست «خصما لا عقلانيا» للولايات المتّحدة وإسرائيل كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدّام وأفغانستان بقيادة الطالبان، فطهران تعمد إلى تقليد «اللاعقلانيين» من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية، وذلك كرافعة سياسية وتموضع دبلوماسي فقط، فهي تستخدم التصريحات الاستفزازية ولكنها لا تتصرف بناء عليها بأسلوب متهور وأرعن من شأنه أن يزعزع نظامها، وعليه فيمكن توقع تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور «لا تشكّل خطرًا لا يمكن احتواؤه» عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.
ويشير الخبراء، إلى أن العلاقة بين إيران وإسرائيل علاقة معقدة، يصعب تصنيفها في خانة العداء فقط، أو التعاون الخفي الدائم، فهي علاقة أنداد يلعب فيها كل طرف على تناقضات السياسة الإقليمية والدولية، فيستفيد كل منهما من الآخر وقت الحاجة، ويناور أحدهما الآخر أحيانا ليصبح قوة إقليمية ودولية كبيرة.
وبين هذا وذاك بيئة عربية تعيش حالة اللاهوية والفراغ، يسعى من خلالها أحد الطرفين لإعادة أمجاد الماضي الفارسي وعهد كورش في هيئة شيعية، بينما يبحث الآخر عن تحقيق موعود توراتي قديم ليقيم مملكة داود فيكون لعاملي التاريخ والدين دورهما في صناعة مستقبل البلدين.
ونقل عن نائب وزير الخارجية الإيراني، أن الهدف من التصريحات المعادية لإسرائيل هو كسب تأييد الشعوب الإسلامية لتحقيق هدف الثورة الخمينية التي انطلقت عام 1979 بالسيطرة على العالم الإسلامي.
إذا الهدف الأساسي لإيران في المنطقة العربية هو السيطرة المذهبية على العالم الإسلامي وتولي قيادته، وكذلك السيطرة على الأماكن الدينية والمقدسة، والموارد النفطية والاقتصادية في المنطقة العربية لإعادة أمجاد الأمة الفارسية، وهو نفس الهدف الذي تسعى له إسرائيل، ولكن لتحقيق هدف «إسرائيل الكبرى» لتشمل الأراضي الواقعة بين النيل والفرات والمدينة المنورة وخيبر.