ابنها يروي التفاصيل كاملة
مستندات.. حقيقة وفاة سيدة داخل مستشفى التأمين الصحي ببنها بسبب الأهمال الطبي
“الداخل مفقود، والخارج مولود، دا لو خرج أصلا"، هذا هو الشعار الذي يعبر عنه كل من يقوده حظه السيء للوقوع في قبضة مستشفيا التأمين الصحي، وبخاصة الموجودة بمدينة بنها، في محافظة القليوبية.
شكاوى عدة تلقتها “النبأ” من مرضى عانوا جراء سوء الخدمة المقدمة من الفرق الطبية بمستشفيات التأمين الصحي، وصل إلى دخول المريض بأمراض بسيطة، وخروجه بعدها بأيام جثة هامدة، وتبدو القصة التي بين أيدينا مثالا صارخا على صدق هذه الشكاوى.
تفاصيل محزنة
توفيت سيدة في نهاية العقد الخامس من العمر، كنتيجة طبيعية للإهمال الذي تعرضت له المستشفي، وهو ما يرويه ابنها المدعو “عبد الرحمن طه”، مدعوما بالمستندات.
وقال عبد الرحمن لـ “النبأ”: “لا أريد من الحديث عما جرى لوالدتي أكثر من أن ينتبه المسؤولون ويتحركوا لنجدة عشرات المرضى الآخرين، وحمايتهم من المصير الذي طال أمي”.
وأضاف: “أمي دخلت المستشفي بتاريخ 27 يونيو الماضي فاقدة للوعي، وبعد التحاليل تم تشخيص الحالة بأنها تسمم بالدم، نتيجة وجود جرج بسيط أسفل كاحل القدم اليمنى، وللعلم أمي كانت تعاني من مرض السكري، ورغم سوء الحالة تم وضعها في الاستقبال لمدة ثلاث أيام، بحجة عدم وجود سرير عناية خال”
وتابع: “طوال هذه المدة لم يتم صرف علاج سوي محاليل فقط، مع العلم بأن هناك مرضى أدخلوا الرعاية لتمتعهم بواسطة قوية، ونظرا لتدهور حالة أمي وبعد تدخل الأطباء أدخلت الرعاية المركزة بالدور الأرضي بالمستشفى، وذلك بتاريخ 30 يونيو، وفي يوم 3 يوليو فوجئت بخروج أمي من رعاية الباطنة، لحجرة عادية بحجة عدم الحاجة للرعاية، رغم التورم الشديد بالقدم اليمنى، وخروج صديد شديد من الجرح، وأمتلك صورا لذلك".
وواصل عبدالرحمن رواية ما حدث لوالدته على مسؤوليته قائلا: “تم تنظيف الجرح من الصديد، لكن بعد ذلك لم يتم عمل أي غيار له لمدة ثلاثة أيام، رغم مرور دكتور الأوعية الدموية الذي لم يفعل لها شيئا، وبعد الشكوى في مكتب مدير المستشفى حضر دكتور، وقالي الوضع مش كويس، ولازم دكتور أوعية يتدخل بسرعة لنظيف الجرح، لكن لم يأت أحد ودخلنا في أسبوع العيد، ودي الكارثة فالمستشفى بلا أطباء أو تمريض، ولا يكاد يوجد ممرض واحد في الدور، واستمر هذا الوضع حتى رابع أيام العيد، وبلا تغيير على الجرح”.
واستطرد “عبد الرحمن طه”: “يوم 15 يوليو، جاء طيبيب يدعى (م.ق) وأكد لي أن الوضع سيئ جدا، ولازم تنزل عمليات للتنظيف، وذكرأن هناك إهمال كبير للجرح، والكارثة أنه بعد العملية حدث نزيف شديد بأحد شرايين القدم، كما أصيبت بإمساك شديد لمدة 9 أيام، ولم يفعل دكتور أو حتى ممرض بعمل أي شيء لدرجة أنني الذي حقنتها بالحقنة الشرجية لإخراج البراز، وأثناء ذلك أصيبت بقرحة فراش”.
وتابع: "الكارثة الأكبر هي أن التمريض كان يخفي الأدوية، حتى وصل الأمر إلى أخفاء أجهزة الأكسجين السليمة، وتسليم أجهزة متهالكة للمرضى، حتى التاحليل التي كانت تجرى لأمي كانت تترك بالمعامل لمدة عشرة أيام، واكتشفت ذلك بالصدفة، وتذاكر العلاج لا يتم صرفها، وانت هناك أدوية اشتريهاء من الخارج، كما استعنت بأطباء من الخارج سرا للكشف على والدتي
قصة الوفاة
وواصل الابن رواية مأساة والدته، قائلا: “المستشفي رفض نقل أمي من مستشفى التأمين الصحي إلى مستشفى الجامعة ببنها، بعد نصيحة أحد الأطباء بضرورة نقلها لخطورة حالتها، وعدم تلقيها العلاج اللازم”، لافتا إلى أنه في يوم الثاني من أغسطس، فوجئ بإنزالها للعمليات ليلا لأن الصديد وتسمم الدم وصل للفخد، وتحتاج للتنظيف، على أن يتم بتر القدم كاملا بعدها بيومين، رغم أن الهيموجلوبين في الدم كان 7، ولما عبرت عن رفضي نزولها العمليات في هذه الحالة، قال لي الدكتور هو انت هتفهم أكثر مننا"، ولكن بعد الخروج من العمليات بساعتين فارقت الحياة".
حق الرد مكفول
وفي النهاية نترك الحرية لإدارة المستشفي في الرد والتوضيح وبيان الحقيقة كاملة، وهو الأمر الذي تهدف إليه “النبأ”، في توافر حسن النية في النشر، وفق ما يكفله القانون لجميع الأطراف، وصولا إلى إقرار الحقوق، ومحاسبة المقصرين إن وجدوا، وفي الوقت ذاته الحفاظ على حقوق الأطراف كافة، في الرد.