لماذا نشعر بـ التعب الجسدي عند العمل من المكتب.. وكيف نتجاوزه؟!

يعاني بعض الموظفين الذي يجلسون فترات طويلة من اليوم على المكتب بـ التعب الجسدي رغم عدم قيامهم بأي مجهود بدني، لكن في الواقع فإن التركيز لفترات طويلة يملأ أدمغتنا بالسموم المسببة للتعب، فماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك؟ 

واكتشف باحثون من جامعة بيتي سالبترير في فرنسا أن التركيز العقلي يؤدي إلى تغييرات في الدماغ يمكن أن تجعلنا نشعر بـ التعب والإرهاق، فعندما نقوم بعمل عقلي مكثف على مدار عدة ساعات، يمكن أن تتراكم المنتجات الثانوية السامة في قشرة الفص الجبهي في الدماغ.

ووفقًا للدراسة، فهنا يبدأ الشعور بـ التعب الجسدي، حيث وجد البحث أن هذه العملية يمكن أن تغير سيطرتنا على القرارات، لذلك نتحول نحو الإجراءات التي لا تتطلب جهدًا أو انتظارًا، حيث يبدأ الدماغ في إغلاق نفسه.

وهذا يعني ببساطة أن التفكير الجاد لفترات طويلة يؤدي إلى الإرهاق العقلي، وانقطاع في الأداء التنفيذي المطلوب للتخطيط واتخاذ القرارات، وهكذا يصبح التعب نتيجة حتمية لاستخدام الكثير من القوة الذهنية."

هذا الإرهاق العقلي ليس فقط مصدر إزعاج في حد ذاته، بل يمكن أن يكون لهذه الأشياء تأثير أوسع، حيث يمكن أن يؤدي الإرهاق المستمر إلى صعوبات في حياة الشخص اليومية، مما يؤثر على العلاقات والأنشطة اليومية ويعيق الأداء الطبيعي.

إذن، ما الذي يمكننا فعله للمساعدة في مكافحته؟

إعطاء الأولوية للراحة

في عالمنا المهووس بالإنتاجية، فإن جعل وقت الراحة أولوية أمر حيوي، فإذا لم يتم دمج الراحة المنتظمة في البنية اليومية للشخص، فإنها يمكن أن تعطل وظائف المخ؛ لذلك، الراحة ضرورية للسماح بالتنظيم المناسب للجلوتامات [الناقل العصبي] إلى مستوياته الطبيعية.

ابحث عن التنوع

النقص البسيط في التنوع في روتيننا اليومي هو بحد ذاته إجهاد عقلي لا يدركه الكثيرون، فحتى عند العمل من المنزل، يخسر العديد من الموظفين أيضًا الإشارات الموجودة في المكتب، مثل الاجتماعات واستراحات الغداء المجدولة. 

بالنسبة للبعض، هذا يعني أن الفواصل لا تحدث أبدًا. بالنسبة للآخرين، فإنه يؤثر على القدرة على التركيز على مهمة بطريقة محددة زمنيًا، حيث تتلاشى ساعة في اليوم التالي، فمن المهم الاستماع إلى أجسادنا. إذا كنت تعثر على مهمة اعتدت القيام بها بسلاسة في مكان العمل الآن تشعر وكأنها عمل روتيني، فقد حان الوقت لأخذ قسط من الراحة.

احصل على روتين ليلي ثابت

يجب الحصول على ثماني ساعات من النوم كل ليلة على الأقل أمر مهم" لموازنة الإرهاق العقلي، فالنوم عامل رئيسي في الصحة الجسدية والعقلية، وهو عامل معرض للخطر حاليًا حيث وجد مؤشر الصحة العقلية الخاص بنا أن 40٪ من البريطانيين يرغبون في تحسين نومهم، مما يدل على الحاجة إلى معالجة الإجهاد النفسي وتقديم معلومات حول النظافة العامة للنوم كجزء من دعمهم وحلولهم الصحية.

خذ فترات راحة منتظمة من المكتب

بالإضافة إلى وقت الراحة الرئيسي واستراحة الغداء، يمكن أن تحدث فترات الراحة القصيرة المنتظمة من محطة عملك فرقًا كبيرًا، فمن المحتمل أن تكون أكثر كفاءة وإنتاجية بشكل عام.