أسرار نفوق 10% من الثروة الحيوانية بسبب انتشار مرض خطير
تواجه وزارة الزراعة أزمة كبرى هذه الأيام نتيجة انتشار الحمى القلاعية بشكل مخيف بين الحيوانات، وفقدان السيطرة على المرض؛ مما تسبب في ارتفاع أسعار الحيوانات الحية وأسعار اللحوم الحمراء، مما جعل فاتورة الاستيراد في زيادة مستمرة.
دور وزارة الزراعة
من جانبها كشفت وزارة الزراعة، عن تطعيم 1.7 مليون رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية والوادي المتصدع، وبدأت حملاتها في 14 يوليو ومستمرة حتى الآن بكل محافظات البلاد.
وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الزراعة، فإنه تم تحصين 913 ألف و586 رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية بينهم 477 ألفا و175 رأس أبقار، و232 ألفا و589 رأس جاموس، 174 ألفا و863 رأس أغنام، 28 ألفا و959 رأس ماعز.
كما تم تحصين 801 ألف و656 رأس ماشية ضد مرض حمى الوادي المتصدع بينهم 395 ألفا و305 رؤوس أبقار، 225 ألفا و921 رأس جاموس، 150 ألفا و612 رأس أغنام، 28 ألفا و659 رأس ماعز، 1159 رأس جمال.
كما تم تحصين مليون و449 ألفا و69 رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية بينهم 744 ألفا و627 رأس أبقار، 365 ألفا و557 رأس جاموس، 290 ألفا و761 رأس أغنام، 48 ألفا و124 رأس ماعز حتى 2 أغسطس الجاري، وتحصين مليون و286 ألفا و882 رأس ماشية ضد مرض حمى الوادي المتصدع بينهم 633 ألفا و466 رأس أبقار، 355 ألفا و590 رأس جاموس، 248 ألفا و859 رأس أغنام، 47 ألفا و214 رأس ماعز، 1753 رأس جمال حتى 2 أغسطس الجاري أيضًا.
وطبقًا لتقرير صادر من مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، فإنَّ مصر تستهلك سنويًا نحو 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء، 60% منها إنتاج محلي، والباقي يتم استيرادها من مناشئ متعددة.
مخاطر تفشى المرض
ووفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فقد شكل مرض الحمى القلاعية خطورة مباشرة على المواشي الصغيرة في مصر، حيث ارتفعت نسبة النفوق في الحيوانات إلى ما يزيد عن 90%، ووصلت تكاليف تحصينات المواشي من مرض الحمى القلاعية في مصر إلى حوالي 173.1 مليون دولار كمتوسط خلال الفترة ما بين عام 2001 و2017، والذي انعكس على استيراد اللحوم من الخارج ما قيمته حوالي 6.1 مليار دولار لعام 2017.
أما عن الخسائر المالية الناتجة عن انتشار وتفشي المرض في مصر، فقد قدر حجم الخسائر الناتجة عن انتشار وتفشي مرض الحمى القلاعية في مصر في ماشية الأبقار، والجاموس، والأغنام والماعز، بحوالي 91.0 مليون دولار
أما بخصوص الخسائر غير المنظورة، وتتمثل في تكاليف التحصينات وتقدر بحوالي 912 مليون دولار كمتوسط، ففي خلال الفترة الأولى (2001 - 2005) -فترة ما قبل ظهور المرض- ارتفع إلى حوالي 25.1 مليون دولار في الفترة الثانية (2006-2017) -فترة ما بعد تفشي المرض- بين حد أعلى حوالي 52.2 مليون دولار في عام 2007، وحد أدنى حوالي 67.0 في عام 2016.
أما الخسائر المنظورة في الحيوانات الحية، وتتمثل في أعداد الحيوانات النافقة (الأبقار، والجاموس، وأغنام وماعز) نتيجة انتشار وتفشي المرض والتي تتراوح ما بين 2 إلى 5% من إجمالي الحيوانات الحية، حيث بلغ أعلى معدل نفوق في الأبقار والجاموس بمتوسط خلال فترة الانتشار والتفشي بحوالي 164 رأس سنويًا بقيمة تقدر بحوالي 242.0 مليون دولار، يليه الأغنام والماعز بمتوسط 123 رأس بقيمة 026.0 مليون دولار.
كما يتضح أن هناك انخفاضا في قيمة الواردات من اللحوم الحية في فترة انتشار وتفشي المرض، حيث بلغ متوسط قيمة الواردات من اللحوم الحية حوالي 109 ملايين دولار في الفترة الأولى -قبل انتشار وتفشي المرض-، يمثل نحو 84.0% من الواردات الكلية البالغ حوالي 13658 مليون دولار، ونحو 26.3% من الواردات الزراعية البالغ حوالي 3427 مليون دولار، في حين بلغ متوسط قيمة الواردات من اللحوم الحية حوالي 2.95 مليون دولار الفترة الثانية (فترة انتشار وتفشي المرض) بمعدل انخفاض 12.0% يمثل نحو 17.0% من الواردات الكلية البالغ حوالي 54362 مليون دولار، ونحو 45.1%.
وبلغت قيمة الخسائر الناتجة عن انتشار وتفشي مرضى الحمى القلاعية حوالي 50.1 مليون دولار كمتوسط خلال فترة انتشار وتفشي المرض، وهو ما ينعكس بالسلب على الناتج الزراعي بمقدار 034.0% من قيمته سنويًا في المتوسط خلال فترة الدراسة.
وعلى الجانب الآخر، تأكد أن الدولة استجابت لاحتواء المرض وأخذ التدابير، حيث تبيّن أن هناك انخفاضا بمقدار 113 ألف دولار سنويًا في إجمالي الخسائر.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفاع عدد بؤر إصابة الماشية بمرض الحمى القلاعية لـ36 بؤرة عام 2021، مقابل 12 بؤرة عام 2020، وذلك بنسبة زيادة قدرها 200%، كما بلغت الإصابة بمرض الجلد العقدي 16 بـؤرة عام 2021 مـقـابـل 20 بؤرة عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 20%.
ووفقًا للنشرة السنوية لإحصاءات أمراض الحيوان والدواجن لعام 2021، ارتفعت أعداد تحصينات لقاح الحمى القلاعية ثلاثي العترة للماشية والحيوانات 8.9 مليون حالة عام 2021، مقابل 5.6 مليون حالة عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 57.6%.
وبلغت أعداد الماشية والحيوانات التي تم علاجها من الأمراض الباطنة 686 ألف حالة عام 2021، مقابل 567 ألف حالة عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 20.9%.
أما عن إصابات الدواجن، فبلغ عدد بـؤر إصـابة الدواجن بمرض إنفلونزا الطيور 65 بؤرة عام 2021 مقابل 66 بؤرة عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 1.5%.
وبلغت أعداد الدواجن التي تم علاجها من الأمراض الباطنة 1.7 مليون حالة عام 2021، مقابل 2‚2 مليون حالة عام 2020 بنسبة انخفاض قدرها 23.3%.
سجلت أعداد الماشية والحيوانات من حالات التلقيح الصناعي 349946 رأس عام 2021، مقابـل 308246 رأس عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 5‚13٪.
زيادة في نفوق الحيوانات
وفي هذا السياق قال الدكتور عبد الحكيم عبد المنعم طبيب بيطري، إن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في نفوق الثروة الحيوانية بسبب زيادة المرض بشكل مخيف خلال الفترة الماضية.
وتابع، أن من أهم أسباب انتشار المرض يأتي لأسباب عديدة من بينها الحيوانات المريضة وعدوة بعضها البعض حيث يوجد الفيروس في الحليب والبول والبراز والسيلانات الموية إلى جانب وجود أعلاف في الأسواق ملوثة بالفيروس.
وأشار إلى أن نسبة نفوق الحيونات كبيرة جدًا نتيجة مرض الحمى القلاعية، حيث تصل في بعض المحافظات إلى 10% من بين الحيوانات المصابة.
ولفت إلى أن هناك شائعات انتشرت بين المربين، بأن التحصينات التابعة لوزارة الزراعة تزيد من المرض وتنقله بين الحيوانات؛ وهو ما أدى لرفض المربين تحصين المواشي.
وطالب «عبد الحكيم»، العاملين في الوحدات البيطرية بالالتزام بنقل هذه التحصينات بالطرق الآمنة حتى لا تفسد الأمصال خلال عمليات النقل، والتزامهم بتغيير سن الحقن بعد كل عملية تحصين لمنع المساهمة في انتشار الأمراض.
وناشد المربين بتحري الدقة في تحصين مواشيهم من خلال الوحدات البيطرية الرسمية وعزل الحالات المريضة، إن وجدت مع تطهير الحظائر وتهويتها باستمرار والتأكد من اتباع البيطري لإجراءات السلامة عند تحصين المواشي.
من جانبه طالب وزير الزراعة السيد القصير، المربين بضرورة تحصين المواشي باللقاحات المتوفرة مجانًا، كذلك ضرورة على المربين الاشتراك في صندوق التأمين لأن ذلك في السبيل الوحيد لتعويضهم في حالة تعرض مواشيهم للسرقة أو النفوق، مؤكدًا أن التأمين على الماشية يكون بمقابل مبلغ مالي زهيد ولكن التعويض يصل إلى 100% من قيمة الماشية.
وأضاف، أن الحمى القلاعية والجلد العقدي، انتشرا هذه الأيام مما تسبب في أضرار اقتصادية بالغة للمربين وأثر سلبًا على أسعار اللحوم الحية، موضحًا أنه تحصين المواشي ضد هذه الأمراض هو حائط الصد الأول للوقاية منها.
وطالب بضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الحمى القلاعية والأمراض الوبائية الأخرى بين المواشي، وغلق الأسواق بمناطق تفشي هذه الأمراض مع تشديد الرقابة على محلات الجزارة لمنع تداول لحوم الحيوانات المريضة لمنع انتشار الأمراض الوبائية وللحفاظ على الصحة العامة.
وتابع، أنه يتم وضع أولويات من قبل الطب البيطري بشأن التطوير، ومن ثم أصبح هناك بنية تحتية قوية للطب البيطري، مشيرًا إلى أن فيروس الحمى القلاعية من أخطر الفيروسات وهو سريع الانتشار وعالي الوبائية، ويستطيع التحور بسهولة لذا تم تغيير تركيبة اللقاح الحالية وإنتاج لقاح خاص بالمتحور الجديد وفقًا لمطالب معامل تقييم اللقاحات التي قررت تغيير التركيبة الحالية.
من جانبه قال محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار اللحوم الحمراء في مصر تشهد ارتفاعًا محدودًا في سعر الكيلو بنسبة 5%، على الرغم من زيادة نسبة الركود بالأسواق، الأمر الذي أدى إلى هذه الزيادة الطفيفة.
وطالب بضرورة أن تطلق هيئة الخدمات البيطرية حملة ضخمة من التحصينات التي تستهدف تحسين الماشية والحفاظ على الثروة الإنتاجية، خوفا من زيادة الأزمة في حجم المعروض بالأسواق.