اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: أزمة كنيسة أبو سيفين ما بين الفتنة والضلال
بعد المشهد المهيب الذى وقف فيه الشعب المصرى خلال حادث كنيسة أبوسيفين، وخلية الأزمة التى أمر بها الرئيس عبد الفتاح السيسى برئاسة الدكتور رئيس مجلس الوزراء، والوزراء وكافة أجهزة الدولة المعنية لإدارة الأزمة.
نجاح السيسي في إدارة أزمة كنيسة أبو سيفين
اقترح أنا المواطن المصرى الذى حررت استمارة تمرد فى 2013، ولبيت النداء عندما طلب الرئيس تفويض من الشعب للقوات المسلحة والشرطة، فى التصدى للجماعة المحظورة الضالة والمضلة، وخرجت مع مايقرب من 35 مليون مصرى إلى كل ميادين مصر لرفض حكم هذة الجماعة، ومكثت فى الميادين والشوارع حتى بيان المشير وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسى بإعلانه انتهاء هذة الجماعة المحظورة، وتولى المستشار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستورية سدة الحكم، لحين إجراء انتخابات بالبلاد.
وطالب جموع الشعب المصرى المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك بالترشح لرئاسة البلاد، كما خرجنا بالملايين فى الإقتراع الرئاسى، وانتخبناه رئيسًا للبلاد، حيث حدد هدفه قبل الترشح بأن هناك مرحلة انتقالية سيعانى منها الشعب للمرور لبر الأمان، واجتياز المرحلة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، مرورًا بخطوات الإصلاح لمسار أفسدته هذة الجماعة المحظورة، وكان شعاره هنا يد لمجابهة الإرهاب ودحره، وأخرى للبناء والتنمية والاستثمار.
وها نحن وفى السنة التاسعة على تولي الرئيس السيسي سدة الحكم فى البلاد؛ نشاهد مصر فى مصاف الدول التى يشار لها بالبنان، ولولا الأزمة العالمية لجائحة كرونا، والحرب الروسية الأوكرانية لكانت الأمور فى مكان آخر، وبالرغم من معاناة شعوب العالم من الوضع الاقتصادى الحالي، فإن مصر راسخة أمام الأزمات العالمية، ولم تقف مكتوفة الأيدي، بل استمرت فى التنمية والاستثمار والسياحة والزراعة والصناعة، واكتشاف الغاز الطبيعى، والبترول، وكذلك تنمية البشر قبل الحجر، والاهتمام بصحة الإنسان المصرى، ومبادرة حياة كريمة، وتكافل وكرامة وكافة المشاريع الأخرى فى كافة المجالات.
إلا أن الجماعة المارقة استعانت بالشيطان لمحاولة العودة للسلطة كما استعانت بالبلطجية والمسجلين خطر باعتبار أن الأموال هي المحركهم الأساسى لهؤلاء المجرمين المسجلين الخطيرين، فكانوا يلهسون وراء من يدفع دون النظر للوطن، بل واقنعوا الأشقياء والخطرين، بان الله قد غفر لهم ما دام التزموا بتعليمات الجماعة التى تملى عليهم.
مصر بخير.. ولا تقلقوا ولا تنزعجوا من أى ترويج للشائعات التى قامت بها الكتائب الإلكترونية لجماعة الاخوان الإرهابية المحظورة والمارقة خلال الفترة السابقة، ولا تنسوا ارتباط ذلك بثورة 30 يونيو وأحداث فض اعتصام رابعة فقد تعودوا على ذلك بإثارة الفتن، واتهام أجهزة الدولة بالتقصير، والتستر على الفساد.
لكن تجاربى مع هذة الجماعة المحظورة، والموالين لهم من جماعات الإثم والضلال على مدار أربعين عامًا، فهم جماعات اتخذوا الدين ستارًا لاهدافهم الاستعمارية، ويرغبون فى فرض إرادتهم على جموع الشعب المصرى، رغم اختلاف الدين، والعقيدة والمذهب، لا سيما سعيهم إلى الفرقة بينهم حتى يحققوا أهدافهم غير المشروعة، ونسيوا وتناسوا أن هذا الشعب منذ آلاف السنين، يتعايش رغم الاختلاف فى محبة ووئام، ولم يظهر الشقاق إلا بعد أن زرعوا بذرتهم بين ابناء الوطن الواحد منذ عمرو بن العاص الذى فتح مصر، ووقف بجوار الاقباط ومكنهم من الذى حرمهوهم منه الرومان فى المساواة، وممارسة شعائر دينهم فى حرية دون ضغط أو إلزام.
وقد تصدت لهم الاجهزة الأمنية عندما حاولوا العبث فى ثوابت العمل فيها أو تغير أشخاص من العاملين بها كانوا مكلفين بمتابعتهم امنيًا، كما تقدم العديد منهم للحصول على مزايا وامتيازات، هم أعلم دون غيرهم بعد إمكانية الحصول عليها فى الفترات السابقة، ولكن تم إلغاء هذة المزايا، والإمتيازات التى حصلوا عليها، فور اقصائهم عن سدة الحكم فى البلاد، لسابقة تورطهم فى أعمال تخل بأمن وسلامة البلاد.
الحمد لله رب العالمين الذى وهب لنا الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبدد لنا ظلمة الليل، وأضاء لنا الطريق، ومحى سحابة اليأس بدلا من العودة والإرتداد إلى العصور الوسطى.
لذا أنا المواطن المصرى الذى شاهد بنفسه ما فعله فخر الأمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبلاد من تنمية واستثمار واهتمام بالإنسان المصرى، فى كل مناحى حياته، وخاصة بعد إدارته خلية الأزمة فى حادث كنيسة أبوسيفين أن أطلب بترشيحه لنيل جائزة نوبل للمحبة، فلم يعد هناك مسلم أو مسيحي بل هناك مصرى دون تمييز، فإن الرئيس رسخ في أذهان المصريين فكرة أن «الدين لله.. والوطن للجميع»، وها نحن نشاهد ملحمة المصريين فى هذا الحادث، فكان أول من تقدم بالقفز من منزله على الكنيسة لإنقاذ الأطفال كان الشاب محمد، وهرع الجميع للكنيسة لإنقاذهم من الاختناق الذى شب بمحول الكنيسة.
لكن كان للمهندس نجيب ساويرس، تغريدة أثار من خلالها الجدل حيث قال فيها: «لم أرد أن أكتب تعزية قبل أن أعرف تفاصيل الحادث، لأننا في صعيد مصر لا نقبل العزاء قبل أن نعرف التفاصيل وأن نعرف الفاعل! الله هو المنتقم! وهو الذي سيأتي بحق الضحايا.. عزائي لمصر كلها بكل المسلمين والمسيحيين، لأن كل من يعبد الله حزين»، وردي على الملياردير نجيب ساويرس أن تغريدته تسير عكس الرياح، والهدف منها إثارة المشاكل والأزمات والفتنة، وهذا ليس جديدًا على «ساويرس»، وهذا التصريح ما يضع أزمة كنيسة أبو سيفين ما بين الفتنة والضلال، فالفتنة هنا يشعلها الملياردير بينما الضلال فهم الجماعة المحظورة ما يرددونه، ولكن إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأزمة وتوجيهات للقيادات السياسية بالتحرك إلى موقع الحادث نسفت كل هذه الأقوايل التي خرجت سواء من أهل الفتنة أو الضلال، فضلًا عن الملحمة الذي جسدها المسلمين والمسيحين في إخماد الحريق ونقل المصابين وإنقاذ الضحايا
وكان هناك تصريح للبابا تواضروس يشكر فيه القيادة السياسية على كل ما اتخذته من إجراءات فى حادث الكنيسة، ورفضه أى مقولة تدعى بأن هناك إهمال أو تقصير، كما كان هناك موقف غاية فى المحبة صدر من فضيلة الإمام الأكبر الاستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حيث أمر بفتح مستشفيات جامعة الأزهر للمصابين مع صرف تعويضات من الأزهر للشهداء.
هذا النسيج الواحد الذى ذاب تحت علم مصر، وتجلت فيه البطولات والشجاعة من المصريين جميعهم دون تخصيص فئة، أو طائفة، فلم تعد هناك طائفية أو فئات متناحرة بين المصريين، بل اصبح هناك مصرى فقط ولا تمييز، ولا عنصرية للدين أو للعرق.
وننهى حديثنا بيت الشعر المعروف للقاصى، والدانى والحابل والنابل: «بلادى وإن جارت على عزيزة.. وأهلى وإن ضنوا علي كرامًا».. يارب احفظ مصر، وشعبها، وقائدها، وجيشها، ورجال أمنها، وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن.