للتغلب على آثار الجفاف.. بريطانيا تفتح أراض محمية أمام رعى الماشية
للتغلب على آثار الجفاف.. بريطانيا تفتح أراض محمية أمام رعى الماشية
أتاحت المملكة المتحدة أراض يتم عزلها عادة لحماية الحياة البرية والبيئة الريفية لترعى فيها الماشية في ظل استمرار الجفاف، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الأربعاء.
وذكرت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية اليوم أن المزارعين يمكنهم ترك ماشيتهم ترعى في أراض إضافية للتغلب على النقص في العلف ومحاصيله.
وتسعى صناعة الأعلاف جاهدة لإيجاد مصدر لعلف الحيوانات بعدما شهد شهر يوليو أكبر مستوى للجفاف منذ 87 عاما.
يشار إلى أن حقول الذرة والمراعي تجف عبر أوروبا، وتلجأ بعض مزارع الماشية إلى استخدام احتياطي العلف المخصص للشتاء خلال ذروة الصيف.
إنجلترا تعلن دخول البلاد حالة الجفاف
يذكر أنه أعلنت حال الجفاف في أجزاء من إنجلترا مع دخول البلاد موجة الحر الثانية الكبرى خلال أسابيع، وكانت "مجموعة الجفاف الوطنية" اجتمعت يوم الجمعة بحضور مسؤولين من الحكومة وشركات المياه و"مكتب الأرصاد الجوية" و"اتحاد المزارعين الوطني" وآخرين، إذ أبلغتهم "وكالة البيئة" أن مستويات الجفاف في أجزاء من جنوب غرب وجنوب ووسط وشرق إنجلترا، وصلت إلى معدلات تدفع بإدراجها ضمن المناطق التي تعاني حال الجفاف.
وجاء إعلان حال الجفاف على المستويات المحلية وليس على الصعيد الوطني، وتضطلع "وكالة البيئة" بمسؤولية تحديد ما إذا كانت المنطقة تعد رسميًا في حال جفاف أم لا، كما أنها مسؤولة عن حماية البيئة أثناء الجفاف والإشراف على الإجراءات التي تتخذها شركات المياه لضمان الإمداد العام بالمياه.
وحتى يوم الجمعة الماضي، كانت معظم إنجلترا رسميًا في حال "طقس جاف طويل"، وهي الأولى من أربع مراحل من الطقس الجاف وفقًا لتصنيف "وكالة البيئة".
ما هو الجفاف؟
ويحدث الجفاف عندما تؤدي فترة انخفاض هطول الأمطار إلى نقص في المياه، مما يقلل من إمدادات المياه إلى المستخدمين، وكانت بداية هذه السنة في إنجلترا الأكثر جفافًا منذ العام 1976، كما كان شهر يوليو الأكثر جفافًا منذ العام 1935، ويخضع ملايين البريطانيين بالفعل لما يعرف بحظر الخراطيم "حظر استخدام المياه العامة في عدد من الأنشطة المنزلية"، واضطرت قرية في "أكسفورد شاير" إلى الاعتماد على الصهاريج والمياه المعبأة عندما نفد منها الماء هذا الأسبوع.
وشملت الأسباب التي استندت إليها "وكالة البيئة" في اتخاذ هذا القرار مستويات هطول الأمطار وتدفقات الأنهار ومستويات المياه الجوفية، فضلًا عن تأثيرات هذه الظروف في إمدادات المياه العامة ومستخرجي المياه مثل المزارعين، والبيئة.
وتشمل الآثار المحتملة للجفاف الإجهاد الذي يصيب مصادر إمدادات المياه العامة والخاصة، وانخفاض المحاصيل الزراعية وحرائق الغابات والأضرار طويلة الأجل التي تلحق بالموائل والحياة البرية.
ما الذي يحدث عند إعلان حال الجفاف؟
لا يؤدي الإعلان بالضرورة إلى تدخلات حكومية محددة ولا يلزم شركات المياه قانونًا بفرض حظر على الخراطيم، ولكن هذا يعني أن "وكالة البيئة" وشركات المياه سوف "تكثف إجراءاتها" لإدارة آثار الجفاف.
لدى شركات المياه خطط لمواجهة الجفاف ستتبعها للتعامل مع تبعاته، وتسترشد هذه الإجراءات بالعوامل المحلية بمافي ذلك مستويات المخزون والطلب وتوقعات الطقس.
وقد تدفع هذه العوامل بشركات المياه إلى فرض مزيد من القيود على الاستخدام المحلي والتجاري غير الضروري للمياه، بما في ذلك فرض حظر على استخدام الخراطيم أو تقليل ضغط المياه الرئيس لإبطاء الإمداد، ويمكن لشركات المياه أيضًا استخدام إعلانات حال الجفاف أو أوامر الجفاف لنضح مزيد من المياه من الأنهار أثناء الجفاف أو لتقييد استخدام المياه في حالات الاستخراج الأخرى، كما في حال المزارعين مثلًا.
وفي الوقت نفسه تشمل الإجراءات الرئيسة لـ "وكالة البيئة" تجهيز تصاريح وأوامر الجفاف وإنفاذها، والتعامل مع حوادث الأسماك والتلوث وفرض قيود على استخدام القنوات والأنهار عند الحاجة.
وقالت "وكالة البيئة" إن إمدادات المياه الأساس مثل مياه الشرب آمنة، فيما تحث الحكومة شركات المياه على الاستمرار في التخطيط الاحترازي لحماية الإمدادات الأساس في حال جفاف الخريف.
ودعت الحكومة السكان والشركات إلى ترشيد استخدام المياه، كما دعت شركات المياه إلى العمل على إصلاح التسربات في أسرع وقت ممكن.