التكنولوجيا تكشف سر علاقة زوجة قتيل "كفر النمر" بالمتهمين في الشرقية
يعتقد الكثير من مرتكبي الجرائم، أن التكنولوجيا الحديثة والمسلسلات والأفلام التي يشاهدونها، وسيلة حديثة من أجل تنفيذ الجريمة الكاملة، ونسوا عدالة السماء التي تعهد فيها الحق سبحانه وتعالى بكشف المستور، ومهما تفنن المجرم في إخفاء معالم جريمته، نسي أن التكنولوجيا الحديثة من موبايلات وكاميرات مراقبة سوف تقف مع الحق لكي ينال كل مجرم جزاءهُ، وهذا ما حدث في هذه الجريمة، حيث خطط الجناة لقتل المجني عليه وإخفاء معالم جريمتهم لكي تكون الكلمة العليا للشيطان، ولكن الأجهزة الأمنية نجحت في كشف تفاصيل الجريمة والقبض على الجناة خلال 3 ساعات فقط، وتقديمهم لمحاكمة عاجلة.
تفاصيل اكتشاف الواقعة بدأت عندما انتقل فريق من النيابة العامة بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، إلى قرية كفر النمر "عزبة حنا" التابعة لمركز مدينة الزقازيق، وسط كردون أمني مشدد من قوات مديرية أمن الشرقية، محل واقعة مقتل "حسين. م" 43 عامل كهربائي وشهرته "حسين زبادي" على يد "الهادي. س" من قرية كفر محمود جاويش، و" محمود. ع" 35 سنة جزار من قرية كفر أبو طاحون، حيث قام الأول بإطلاق عيار ناري من "فرد خرطوش" غير مرخص على المجني عليه، من مسافة لا تزيد عن "متر" في منطقة الصدر والبطن، مما تسبب في وفاته خلال لحظات، وبعد أن نفذا الجريمة وهما يرتديان "أقنعة" تخفي وجوههما، ثم لإذا بالفرار ظنًا منهما أن يد العدالة لن تصل إليهما، لكي يتم تنفيذ عدالة السماء في كل من يقتل نفسًا بريئةً بغير ذنب.
تمثيل الجريمة
وفور وصول فريق التحقيق والأمن إلى مسرح الجريمة، قاما المتهمان بتمثيل واقعة ارتكابهما جريمة قتل "حسين زبادي" عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بعد أن خططا لعملية تنفيذ الجريمة، حيث قاما قبل تنفيذ الجريمة بـ "يوم" بقطع أسلاك كشافات الإضاءة بأعمدة الإنارة التي تحيط بمسرح الجريمة، وعندما وصلت إلى المتهم "الهادي. س" وخاله "محمود. ع" تفاصيل خط سير "حسين زبادي" من زوجته "ميرفت. ع"، كانا المتهمان ينتظران الضحية لحظة نزوله "الميكروباص" عائدًا من عمله كهربائي بمدينة العاشر من رمضان.
وأكد المتهم "محمود. ع" أنه كان يقود "الموتوسيكل" الأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة، وعندما شاهد المجني عليه ينزل من "الميكروباص" بدأ هو والمتهم الثاني "الهادي. س" ابن شقيقته، في التحرك بالموتوسيكل نحو "كوبري المشاة" ليقطعا الطريق على المجني عليه، وبالفعل وقفا المتهمان في بداية كوبري المشاة من ناحية كفر النمر، بينما كان المجني عليه في طريقه للمرور من جهة اليسار، فقام المتهم "الهادي. س" بالنداء على المجني عليه "يا حسين"، وأطلق عليه عيار ناري من "فرد خرطوش" غير مرخص كان بحوزته، ثم لإذا بالفرار، وبعد ذلك قام "محمود. ع" بإخفاء "فرد الخرطوش والأقنعة وملابس الجريمة" في مخزن "التبن" أمام منزله لتضليل العدالة وإخفاء معالم الجريمة.
وبعد ذلك قام "محمود. ع" بالذهاب لممارسة عمله كـ" جزار" في قرية بنهنباي، وبعد القبض على زوجة المجني عليه في موقف الزقازيق /الإسماعيلية، حيث كانت تقوم بقضاء عطلة المصيف، في محاولة منها لإخفاء معالم الجريمة، وبعد تضييق الخناق عليها اعترفت بتفاصيل الواقعة أمام رجال البحث الجنائي، وأرشدت عن مرتكبي الحادث، وتم عرض المتهمين على وكيل النائب العام لمباشرة التحقيقات معهم بعد إصدار قرار بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، تمهيدًا لتقديمهم لمحاكمة عاجلة، تنفيذًا لعدالة والقصاص من الجناة.
وهنا تتدخل عناية السماء لتكشف لغز مقتل "حسين زبادي" ويتم القبض على زوجته المحرضة والمتهمان اللذان نفذا الجريمة، فبعد قيام المتهمان" محمود. ع" وابن شقيقته "الهادي. س" بتنفيذ عملية القتل والهروب من مسرح الجريمة، قاما بالدخول إلى قرية "كفر محمود جاويش" بلدة "الهادي. س" صدما المتهمان "طفلة 10 سنوات تقريبًا" أثناء عودتها من الدرس.
وفور وصول بلاغ إلى اللواء محمد صلاح، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، قام بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، تحت إشراف اللواء محمد الجمسي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الشرقية، لجمع التحريات لكشف ملابسات الجريمة في أسرع وقت، والقبض علي مرتكبي الحادث وتقديمهم للعدالة، حيث كانت التكنولوجيا سواء الموبايلات في كشف المحادثات بين زوجة المجني عليه والقتيل، وبينها وبين المتهمين مرتكبي الحادث، وكاميرات المراقبة التي تم تفريغها من خلال فريق البحث الجنائي ونجحت في كشف تحركات المتهمين، قبل وبعد تنفيذ الجريمة التي تم تنفيذها مع سبق الإصرار والترصد.
وبعد جمع التحريات توصل فريق البحث إلى أن المجني عليه "حسين زبادي" رفض بالفعل الموافقة على خطبة ابنته لـ "الهادي"، بعد أن شك في وجود علاقة تمنع موافقته على خطبة ابنته، واعترفت زوجة القتيل بكافة التفاصيل التي جعلت زوجها يرفض خطبة ابنته، فما كان منهم إلا أن قام المتهمون بالتخطيط لتنفيذ جريمتهم بالتخلص من المجني عليه.
على الجانب الآخر، خرج المئات من أهالي قرية كفر النمر وأهالي كفر أبوطاحون، واصطفوا على جانبي الطريق المؤدي لمسرح الجريمة، ولسان حال الجميع ينادي بتطبيق العدالة والقصاص من مرتكبي الحادث، خاصة وأن المجني عليه "حسين زبادي" يعيش في هذه القرية منذ أكثر من 15 عامًا والجميع يشهد له بالطيبة وحُسن الأخلاق.