رئيس التحرير
خالد مهران

بعد إعلان مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي..

متظاهرون عراقيون يقتحمون القصر الجمهوري في بغداد (فيديو)

النبأ

اقتحم عدد من أنصار رجل الدين الشيعي، مقتدي الصدر، القصر الجمهوري  في المنطقة الخضراء  وسط العاصمة بغداد.

وكان الأمن العراقي،  أعلن فرض حالة حظر تجول في المدينة عقب إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي بشكل نهائي.

وعلى خلفية المظاهرات الحاشدة التي تشهدها المدينة، اليوم الإثنين، بأن القوات العراقية أعلنت حالة الإنذار القصوى في العاصمة بغداد  وقطعت إجازة منتسبيها، حسبما أفاد مصدر أمني عراقي.

اعتزال مقتدى الصدر

أعلن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي في مرحلة دقيقة يمر بها العراق.

وأعلن الصدر قرار اعتزاله عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

وقد أشار الصدر إلى أنه قرر إغلاق كافة المؤسسات التابعة للتيار الصدري إلا "المرقد الشريف والمتحف الشريف وهيئة آل الصدر".

يمثل التيار الصدري كتلة كبيرة في الشارع العراقي، وكان قد فاز بأكبر كتلة في الانتخابات في أكتوبر الماضي، قبل أن يستقيل نوابه من البرلمان في ظل خلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة.

واعتصم أنصار الصدر داخل البرلمان وأمام مقر مجلس القضاء للمطالبة بحل البرلمان وإقامة انتخابات مبكرة، معلنين رفضهم ترشيح السياسي محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، في رسالة تحد واضحة للقوى الشيعية الأخرى التي طرحت اسم السوداني.

وفي يونيو الفائت استقال مشرعو كتلة التيار الصدري في مجلس النواب بشكل جماعي بناء على توجيه منه.

ويبدو أن قرار اعتزال الصدر سيكون له أثر كبير على المشهد السياسي في البلاد، إذ أنه وفي كل استحقاق سياسي أو أزمة تعصف بالعراق، تتجه الأنظار إلى الصدر الذي يحظى بشعبية عارمة.

من هو مقتدى الصدر؟

يتمتع الصدر المنحدر من أسرة دينية عريقة بنفوذ كبير في العراق  وهو ما بدا جليا عقب الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، حيث تميزت مواقفه بمعارضة الوجود العسكري الأمريكي.

وقد دعا الصدر يوما ما إلى ثورة وطنية ضد القوات الأجنبية، وأرسل ميليشياته المسلحة لمواجهة "الغزاة" وفي أوقات أخرى، بدا أكثر اعتدالا في إطار سعيه للعب دور سياسي ضمن العراق  الجديد.

والصدر البالغ من العمر 47 عاما، يعتبر شابا مقارنة بغيره من رجال الدين الشيعة المتنفذين في العراق، وهو في نظر أنصاره صاحب حكمة تفوق أعوامه كثيرا، أما معارضوه فيرون أنه يفتقر إلى الخبرة السياسية والدينية، ويعتبرونه متشددا يهدف إلى السيطرة على المؤسسة الدينية الشيعية في العراق.

ويمزج الصدر بين نزعة وطنية عراقية وتوجهات دينية، وهو ما جعله محبوبا لدى الكثير من فقراء وبسطاء الشيعة في العراق.

مقتدى الصدر هو الأبن الأصغر لآية الله محمد صادق الصدر، وهو مرجع شيعي ومؤسس حزب الدعوة، قتله نظام صدام حسين.

وكشف انهيار نظام صدام حسين عام 2003 عن مكامن قوة التيار الصدري، التي تتمثل في شبكة من المؤسسات الخيرية التي أسسها والده.

وفي الأسابيع الأولى التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق انتشر أنصاره في شوارع الأحياء الشيعية الفقيرة من العاصمة بغداد  وقاموا بتوزيع الغذاء.

كما تم تغيير اسم أكبر حي شيعي في العاصمة بغداد  من "مدينة صدام" إلى "مدينة الصدر".