سالم عبد الجليل: الزوجة ترضع أطفالها إلا في حالتين.. وخدمة الزوج واجبة
دار جلا واسعا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، بشأن حكم الدين في إرضاع الأم لأطفالها وخدمة زوجها، وتحولت هذه المنصات إلى ساحة للسجال فمنهم من يرى أن المرأة تقوم بواجبات ليست مفروضة عليها وأن الرجال لا يعرفون في الدين إلا: “مثنى وثلاث ورباع”.. ومنهم من يرى العكس وأن خدمة المرأة لزوجها والقيام بشئون المنزل هي واجب شرعي تأثم المرأة إن لم تقم به.
الزوجة ترضع أطفالها إلا في حالتين
من جانبه، قال الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، إنه على المرأة إرضاع أطفالها إلا إذا كانت مريضة أو هناك مصلحة من استئجار مرضعة، مثلما كان يحدث عند العرب قديما كان الاسترضاع في البادية أفضل منه في الحضر؛ حيث كانت البيئة في البادية صحية مناسبة للأطفال حتى ينشطوا ويشتد عودهم ولذلك كانت الأمهات يتركن أولادهن حتى بعد انتهاء فترة الرضاعة، وهو ما حدث مع النبي - صلى الله عليه وسلم- استرضع في بني ساعدة وكانوا يعيشون في البادية، وكان الطفل يعود إلى أمه وهو عنده 4 سنوات ولو كان الأمر يقتصر على الرضاعة فقط لعاد بعد عامين أو عام ونصف.
وأما بشأن قول الله تعالى: “ وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى”، أوضح وكيل الأوقاف الأسبق، لـ "النبأ"، أن المقصود هنا عدم استطاعة المرأة على إرضاع طفلها، مشيرًا إلى أن المرأة وهي في بيت زوجها يكون مسئول عن طعامها وشرابها وكسوتها وعلاجها.. فلماذا تطلب أجرة؟، مؤكدا: أنه في حالة الانفصال يكون لها نفقة خاصة بالإرضاع، ثم تأخذ بعد انتهاء الرضاعة نفقة مقابل كفالة هذا الطفل.
خدمة المرأة لزوجها
أما عن حكم الشرع في خدمة المرأة لزوجها، قال "عبدالجليل": “لا خلاف في هذا الأمر بين فقهائنا المعتد برأيهم أن المرأة تقوم بخدمة بيتها وزوجها وأطفالها ولكن دون توسع في المسألة يعني مفيش حاجة اسمها تخدم أبو زوجها ولا أم زوجها ولا أخوات زوجها، وإن فعلت فهو فضل منها".
وأكد الدكتور سالم عبدالجليل، أنه في السيرة النبوية كانت النسوة يقمن بخدمة أزواجهن وكن يشاركن أيضا في الأعمال، مستشهدا بموقف للسيدة أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تحمل على رأسها علف الدواب وعندما رآها النبي- صلى الله عليه وسلم- ذات مرة أشفق عليها وأراد أن يركبها الجمل فرفضت وذكرت غيرة زوجها سيدنا سعد، فإذا كان هذا الأمر ممنوعا لكان النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه وقال المرأة لا تخدم، كما أن فاطمة ابنة النبي عندما طلبت من والدها خادما علمها تسبح ربها 33 وتحمد 33 وتكبر 34 عند النوم حتى يعينها الله على خدمة بيتها، لافتًا إلى أن السيدة فاطمة كان تطحن القمح بيديها، ولو كان الأمر مرفوضا لطلب النبي من سيدنا علي أن يجلب لها خادما.
المودة والرحمة
وقال وكيل الأوقاف الأسبق، إن المرأة خلقت من ضلع آدم وكان الله قادرا أن يخلقها من طينة أخرى ويشكلها، لكن الله سبحانه وتعالى خلقها من ضلع الرجل ليحن الفرع إلى أصله، فالأنثى تحن للرجل فيحنو الرجل عليها ويتعامل معها كعضو منه يتألم لألمها ويفرح لفرحها ويسعدها ويعينها وهذا أبسط تعريف للمودة والرحمة، وهذا ماذكره الله تعالى في قوله: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها”.
التعدد
وأضاف “عبد الجليل”، أن التعدد في الزواج “لا مرفوض ولا مفروض”، مشبها الزواج بالطعام والشراب قائلا: “ واحد أكل وجبة وشبعته وشكرا يأكل وجبة ثانية ليه تتعبه، حد تاني أكل ولم يشبع هياكل تاني”، موضحا أن قول الله تعالى: وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" يؤكد على أن الأصل هو الزواج بواحدة وأن التعدد هو للحاجة وللضرورة قد تكون حاجة للمرأة كأن تكون “مسكينة - يتيمة- تحتاج من يكفلها - زوجة لا تنجب”، أو تكون حاجة للرجل أن يكون له نهم في هذا الأمر فهناك رجل لا تكفيه واحدة، أما في حالة أن شعر الرجل أنه لن يستطيع أن يقيم العدل المادي بين الزوجتين يعود للأصل وهي الواحدة حتى لا يقع في الظلم".
نهاد أبو القمصان: “الست مش مجبورة ترضع أولادها وده كلام ربنا”
كانت المحامية نهاد أبو القمصان، أثارت جدلا بتصريحاتها عبر حسابها الشخصي على "فيس بوك"، والتي قالت فيها: “الجواز مبنى على المودة والرحمة والشراكة والأمان والصبر على الآخر، مضيفة: لما حد يرهب مراته ويقولها هتجوز عليكى ودا حقى خلاص شوف حقوقها هى كمان.. اللى هيستخدم القرآن وبيقول حقى، كمان يدفع اللى عليه وعلشان الناس يكونو شركاء فى مودة ورحمة مش تهديد وإرهاب نفسى وإنعدام أمان ..فهمتوا.. احنا بقى لما نتكلم فى حقوق البنات والسيدات في الدستور والقانون يقولوا فيمنست ودا طبعا فخر مش عيب، ولما نتكلم بالقرآن يقولو بس الظروف الحالية اتغيرت، طيب هى الظروف ما تغيرتش لمثنى وثلاث ورباع… اللى عايز يثنى ويثلث يدفع اللى عليه، ونبدأ بأجر الرضاعة، وأظن الكل عارف أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمه لم ترضعه وكان ليه مرضعة، وياريت ما اسمعش معارضة لكلام ربنا.. اسغفر الله العظيم…كمان تفسير الائمة الشافعى وابن حنبل وابو حنيفة، لأن الستات بتعرف تقرا القرآن كمان وتشوف ليها أيه وعليها إيه”.
هبة قطب: لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الطبخ
ومنذ أيام، قالت الدكتورة هبة قطب، استشاري العلاقات الأسرية، في تصريحات تلفزيونية:«إن هناك رجال يشاركون زوجاتهم فى دخول المطبخ والطهي كمشاركة بين الزوجين.. لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الالتزام بالطهي لزوجها دون مشاركة أو تبادل للأدوار.. مفيش حاجة بتقول إن الست تطبخ والراجل لا، فيه سيدات يشترطن على الرجال الطبخ (زيهم تماما)" وهو ما أثار جدلا واسعا.