علي جمعة يوضح التعارض بين الخلود في الجنة والنار
"ألا يوجد تعارض بين الخلود في الجنة أو النار مع أن الله تعالى هو الأخر؟" سؤال تلقاه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء في أحد مجالسه العلمية، ليجيب عنه قائلًا أن الله سبحانه وتعالى هو الآخر سواء وجد نار وجنة أو لم يوجد، لأن الله خارج عن الزمان والمكان وليس حالًا في الأشخاص والأحوال، فالرب رب والعبد عبد وهناك فارق بين المخلوق والخالق.
التعارض بين الخلود في الجنة أو النار
وقال علي جمعة أن الآخر ليست هو آخر كما عند البشر أن هناك أول وآخر، فالله سبحانه وتعالى خارج عن هذا، ولأنه خارج عن الزمان فأوليته وآخريته لا علاقة لها بالجنة والنار، ببقاء أو خلود أو فناء ونحو ذلك،لأنه متفرد وهو الآن على ما عليه كان، فكأن هذه العوالم كلها بما فيها العرش والملائكة والجن والأنس والسماء والأرض كالعدم، فالله سبحانه وتعالى خارج كل هذا، ولذا، يقول جمعة، فهو سبحانه وتعالى صاحب الإمداد لكل ذي استعداد، فهو حي قيوم بذاته، يستطيع أن يقول للشيء كن فيكون فيستطيع أن يغلق هذا الكون في لحظة.
وأوضح علي جمعة أن الله سبحانه وتعالى إن قطع عنا الإمداد نفنى، لا نموت، فالموت يعني أن الجسم مازال موجودًا، ولذا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، فالقوة التي فيها البشر ليست قوة بحق، لكن لا حول ولا قوة إلا بالله، "إذا التوكل الحقيقي والالتجاء والاحتياج إلى الله..فنحن نحتاج إلى الله والله لا يحتاج إلينا...خلي بالك أنت كالعدم..أنت ليك وجود ممتد من الله فإن قطع الإيجاد انتهى الإمداد وفنى الوجود".