دراسة أزهرية تكشف 300 حديث كاذب متداول داخل المساجد وبين المشايخ
شهدت الساحة الدينية خلال الأيام الماضية، حالة من الجدل عقب تصريح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أنه سمع إمام المسجد في أحد المساجد يدعو قائلًا: «اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين»، موضحا أن هذا القول خاطئ ويدعو للتفرقة وعدم التسامح.
وتابع: «وماذا لو كان المتحدث يتحدث في بلد يموج بأطياف وأصحاب ديانات متعددة، لماذا لا يراعي كل منَّا مشاعر الآخر ويدعو بالخير والشفاء للجميع».
وعلى الفور خرجت انتقادات واسعة للوزير، كان أبرزها مشاركة علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عبر موقع «تويتر» في الجدل الدائر حول التصريحات التي قالها وزير الأوقاف، حول دعاء «اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين» واعتبار قول الوزير خاطئا.
وقال علاء مبارك: «قول خاطئ ومحرض للتفرقة! أين الخطأ في هذا الدعاء! بالعكس دعاء جميل من خلاله يعم التسامح والرحمة بين المسلمين وهذا لا يمنع أننا ندعو أيضا لكل مريض بالشفاء وأن يرفع الله عن الجميع المرض والبلاء بصرف النظر عن الديانة هذا ما تعلمناه مع كامل احترامي».
وبسبب تلك الانتقادات تراجع الوزير عن تصريحاته، ورد المركز الإعلامي بالأوقاف بشأن ما نشر على بعض مواقع التواصل منسوبًا إلى وزير الأوقاف من أن الدعاء بقولنا: «اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين قول خاطئ»، موضحا أن هذا تحريف وافتئات وخروج بالكلام عن سياقه.
وقالت الأوقاف، إن الحديث كان تحديدًا عن تعميم الدعاء بالخير والشفاء والأمن والأمان للجميع، وأن التعميم أفضل وأولى من التخصيص، وينبغي أن تكون نفوسنا ممتلئة بحب الخير، والحرص على مشاعر جميع الخلق.
وننشر في السطور التالية، مجموعة من أبرز الأحاديث المشهورة المتداولة على لسان المواطنين وفوق المنابر رغم عدم وجود سند صحيح لها، ووفقا لدراسة سابقة بالأزهر، فإن عدد تلك الأحاديث وصل إلى نحو 300 حديث.
ومن أبرز تلك الأحاديث منها أحاديث عن شهر رمضان:
1- «شهر رمضان أوَّله رحمة، وأوسَطه مغفرة، وآخِره عتق من النار».
2- «صوموا تصحُّوا».
3- «لو يعلم العِباد ما في رمضان، لتمنَّت أمتي أن يكون رمضان السَّنة كلها، إنَّ الجنة لتتزين لرمضان من رأس الحَول إلى الحول ……إلخ».
4- «اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان. الدرجة: هذه الأحاديث عن شهر رمضان كلها لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف».
أيضًا هناك أحديث مشهورة عن شهر شوَّال منها: «من صام رمضان، وشوالًا، والأربعاء، والخميس، والجمعة؛ دخل الجنة، مَن صام رمضان، وستًّا من شوال، والأربعاء والخميس، دخل الجنة، ومَن صام رمضان، وأتبعه ستًّا من شوال، خرج من ذنوبه كيومَ ولدته أمُّه».
الدرجة: كلها لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف.
والصحيح بلفظ: «من صام رمضان، ثم أتْبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر» -رواه مسلم-.
أيضًا هناك أحاديث عن شهر رجب: منها «اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان»، و«شهر رجب على الشهور كفضل القرآن على سائر الكلام».
وهناك أحاديث في شهر شعبان، منها «فضل شهر شعبان كفضلي على سائر الأنبياء»، و«إذا كانت ليلةُ النصف من شعبان، فقوموا ليلها، وصوموا نهارها»، -و«خمس ليالٍ لا تُردُّ فيهن الدعوة: أوَّل ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفِطر، وليلة النحر».
وأكد علماء الحديث، أن هذه الأحاديث عن شهر شعبان كلها لا تصح، وهي ما بين باطل، وموضوع، وضعيف.
أيضًا هناك أحاديث منتشرة وهي ضعيفة مثل «الدِّين المعاملة»، والدرجة أنه لا أصل له، و«الساكت عن الحقِّ شيطانٌ أخرس» فهو ليس بحديث، وحديث «النظافة من الإيمان» الدرجة: لا يصح.
بالإضافة إلى حديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلًا يعبَث بلحيته في الصلاة، فقال: «لو خشَع قلب هذا، لخشعت جوارحه» الدرجة: لا يصح، وحديث «خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد»، الدرجة: لا أصل له.
وهناك أحاديث عديدة متداولة بشدة عن المرأة وأجمع الكثير من أهل الحديث بكذبها، منها عن عائشة -رضي الله عنها-: «ما من امرأة تحيض إلَّا كان حيضها كفَّارة لما معي من ذنوبها، وإن قالت عند حيضها: الحمد الله على كلِّ حال، وأستغفرك من كل ذنب – كتب لها براءة من النار، وأمان من العذاب»، وحديث «إنَّ الحائض إذا استغفرت عند كل صلاة سبعين مرة، كتب لها ألف ركعة، ومحي عنها سبعون ذنبًا، وبُني لها في كل شعرة في جسدها مدينة في الجنة».، وحديث «إذا اغتسلت المرأة من حيضها، وصلَّت ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاث مرات في كل ركعة، غفَر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة، ولم تكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى، وأعطاها أجر ستين شهيدًا، وبنَى لها مدينة في الجنة، وأعطاها بكل شعرة على رأسها نورًا، وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيدة»، والدرجة: كلها كذب.
بالإضافة إلى حديث «الجنة تحت أقدام الأمهات»، وفي لفظ: «الجنة تحت أقدام الأمهات، مَنْ شِئن أدخلن، ومَن شِئن أخرجن»، الدرجة: موضوع، ويغني عنه حديث معاوية بن جاهمة لما جاء إلى النبي -صلى الله عليه على آله وسلم- وهو يُريد الغزو، فقال له -عليه الصلاة والسلام-: «هل لك أمٌّ؟ قال: نعم، قال: فالْزمها، فإن الجنة تحت رِجليها» (حديث حسن).