علي الهواري يكتب: حقيقة اعتناق العائلة المالكة البريطانية للإسلام
بعد وفاة ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، تجدد الجدل بشأن نسب العائلة المالكة في بريطانيا إلى آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعتقد مؤرخون أن ملكة بريطانيا الراحلة تنحدر من نسل الرسول المصطفى محمد، بعد تتبع شجرة عائلتها إلى 43 جيلا، حسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، فإن سلالة إليزابيث الثانية تمر عبر إيرل كامبريدج في القرن الرابع عشر، والتي تمر عبر الأندلس في العصور الوسطى، لتتدرج إلى أن تصل إلى نسب الحسين بن السيدة فاطمة بنت النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
كما تحدث الكثير من المؤرخون عن أصول عربية للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، وربط عدد من المؤرخين بينها وبين الرسول صلى الله عليخ وسلم، مؤكدين بعد تتبع شجرة عائلة إليزابيث الثانية إلى 43 جيلًا من الممكن إرجاع نسبها إلى النبي محمد.. فما القصة؟
وفي 2016، أثيرت حالة كبيرة من الجدل في مصر بعد تداول وسائل الإعلام تصريحات سابقة لمفتي مصر الأسبق علي جمعة، حول أن الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا، من أحفاد الرسول.
وقال علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، في تصريحات سابقة: مكانش في واحد يوحد الله ويقول لا إله إلا الله ويجلس في إنجلترا، وفي إحدى المرات قبضوا على واحد من أهل هاشم وأرغموه على أن يتنصر، وقيل إن دا جد ملكة اليزابيث، واتكتب في كتب، وقيل إنه من أهل هاشم، أي هاشمي.
وأضاف علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء: طيب ملكة بريطانيا غير مسلمة ليه، لأن جدها ترك الإسلام بناء على الضغط اللي تم عليه.
وعام 1986، ادعى عالم الأنساب هارولد ب. بروكس بيكر Harold B. Brooks-Baker، ناشر Burke’s Peerage، وهو دليل بريطانيا حول النبلاء، وجود ارتباط محتمل بين الملكة اليزابيث الثانية ونسب النبي محمد.
وكتب بروكس بيكر إلى رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر في ذلك الوقت: "لا يعرف الكثير من البريطانيين أن دماء النبي محمد تسيل في عروق الملكة" (هنا).
وقد ربط بروكس بيكر الملكة إليزابيث بالنبي محمد عن طريق زائدة الاندلسية، وهي أميرة مسلمة من القرن الحادي عشر كانت الزوجة الرابعة للفتح (الملقب بالمأمون) بن المعتمد بن عبّاد ملك إشبيلية، "والتي هربت إلى قشتالة بعد هجوم المرابطين على إشبيلية. وهناك اعتنقت المسيحية وأصبحت خليلة ملك قشتالة ألفونسو السادس ثم زوجته، وأنجبت منه ابنًا، سانشو، الذي تزوج سليله لاحقًا من إيرل كامبريدج في القرن الحادي عشر"، وفقا لروايات عنها.
وفي 2018، اثير مجددا موضوع ارتباط الملكة اليزابيث الثانية بنسب النبي محمد في تقارير اعلامية، لا سيما بريطانية، وقد استندت "ديلي مايل" البريطانية، في خبرها، إلى تقرير سابق لصحيفة "الأسبوع الصحفي" المغربية، التي نشرت خبرا تتبعت فيه نسب الملكة إلى ما يرجع لـ43 جيلا، مستندة بدورها إلى بروكس بيكر ونشرته حول سجل الانساب Burke’s Peerage.
وذكرت صحيفة "ديلي التلغراف" أن قصر باكنغهام، خلافًا لموقفه المحايد في ما يتعلق بالضجيج في الصحافة، أصدر بيانًا يوضح أن بروكس بيكر لا يعرف أيًا من أفراد الأسرة، وأن تصريحاته صدرت من دون علم أو سلطة.
بدورها ذكرت صحيفة "التايمز" أن "المسؤولين لم يكونوا يولون مزاعم بروكس بيكر اهتمامًا يذكر في الماضي"، بما يُفهم إنه لم يكن مأخوذا على محمل الجد، أو إنه لم يكن مصدرا موثوقا به.
وحسبما ذكرت الديلي ميل، فكتب مدير النشر في بورك إلى رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر في عام 1986 يدعو إلى زيادة الأمن للعائلة المالكة.
وأضاف مدير النشر في تقريره، أن الاعتراف بهذا الارتباط سيكون مفاجأة للكثيرين، فلا يعرف الكثير من الشعب البريطاني أن دماء النبي محمد تتدفق في عروق الملكة، ومع ذلك فإن جميع القادة الدينيين المسلمين فخورون بهذه الحقيقة.
لكن مجلة The Spectator البريطانية تشير إلى أن أصول زائدة "قابلة للنقاش"، فيعتقد بعض المؤرخين أنها كانت ابنة أحد الخلفاء من نسل النبي، بينما يقول آخرون إنها تزوجت من عائلته وليست ابنته.
صحيفة الديلي ميل البريطانية أشارت إلى أن ظهور هذا الادعاء للمرة الأولى كان في 1826 بعد أن كشفت عنه هيئة "نبلاء بورك" وهي هيئة متخصصة لعلم الأنساب وشعارات النبلاء في المملكة، إلا أنه عاد للظهور مجددًا بعد أن أشارت إحدى الصحف المغربية إلى تتبعها لنسل المكلة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أضافت الصحيفة البريطانية في تقريرها، وفقًا لهذا الكشف فالدماء التي تجري في عروق الملكة إليزابيث هي نفسها التي كانت تجري في عروق إيرل أوف كامبريدج خلال القرن الـ14 في إسبانيا خلال العصور الوسطى ومنه إلى السيدة فاطمة ابنة الرسول، وتشير الدراسة التي أجرتها دار بيرك، التي كانت أول من ألمح إلى ارتباط نسب الملكة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أن الملكة تنحدر في نسبها من الأميرة زيدا التي كانت قد هربت من موطنها في إشبيلية في القرن الحادي عشر قبل اعتناقها المسيحية.
وأكدت الصحيفة البريطانية أنه على الرغم من حالة الجدل التي أثارها المؤرخون حول نسب إليزابيث، إلا أن سجلات الأنساب في إسبانيا في مطلع العصور الوسطى تؤكد هذا الزعم، فمن المعروف أن الأميرة زيدا كانت الزوجة الرابعة لملك الأندلس المعتمد بن عبّاد وحملت بابنه سانشو الذي تزوجت حفيدته بـ إيرل كامبريدج في القرن الحادي عشر، وهو الأمر الذي أشار له من قبل مفتي الجمهورية السابق علي جمعة.
وحسبما ذكرت الديلي ميل، فإنّ الدراسة التي زعمت وجود علاقة بين الملكة إليزابيث بالنبي محمد، وقالت إنّ الملكة تنحدر من أميرة مسلمة تُدعى زائدة، فرت من مسقط رأسها إشبيلية في القرن الحادي عشر قبل أن تتحول إلى المسيحية.
وكانت زائدة الزوجة الرابعة للملك المعتمد بن عباد من إشبيلية أنجبت منه ابنًا سانشو والذي تزوج سليله لاحقًا من إيرل كامبريدج في القرن الحادي عشر.
مشككون في النسب
مشككون في النسب بين الملكة والنبي، وبينهم الصحفية ليزلي هازلتون Lesley Hazleton، وهي مؤلفة العديد من الكتب عن الإسلام، التي تذهب إلى حد السخرية من هذه القصة، وتصفها بإنه ا "شائعة"، وتغليبها "رد فعل على شيطنة الإسلام في الغرب، بخاصة في الولايات المتحدة"، على ما ينقل عنها موقع History.
باحث آخر ينسف كليا موضوع النسب بين الملكة والنبي، من خلال زائدة، فوفقا لمحمد عبد الله عنان، مؤلف "دولة الإسلام في الأندلس"، "زائدة الأندلسية وذريتها النصرانية تظل أسطورة كبرى في التاريخ الأندلسي ساعدت في رواجها الروايات الإسبانية في التواريخ النصرانية، فمن الروايات ما جعلها ابنة لملك إشبيلية المعتمد بن عباد، وقد قدمها ثمنًا لألفونسو من أجل التحالف معه ـ وهو ما لا يمكن تصديقه ـ إذ أن المعتمد نفسه هو من قبل بالاستعانة بالمرابطين في حرب ألفونسو، وقال قولته الشهيرة حين حذره البعض من طمع المرابطين فى الأندلس بعد هزيمة ألفونسو، إن رعي الجمال عند يوسف بن تاشفين (أمير المرابطين) خير من رعي الخنازير في قشتالة عند الفونسو".
واذ يبحث عنان في مختلف الروايات المتناقلة عن زائدة، تبقى "الحقيقة التي تُسقط الفرضيات جميعا، أن سانشو (ابن ألفونسو السادس من زائدة الأندلسية، وفقا لروايات)، والذي تزعم Burke’s Peerage أنه جد للعائلة الملكية في بريطانيا، قد قُتل طفلا من دون أن ينجب، وذلك في موقعة أقليش سنة 501هـ/ 1108م، والتي انتصر فيها المرابطون على جيش قشتالة، حيث جعل ألفونسو ابنه سانشو على رأس الجيش"، على قول عنان.
وأضاف: "مات ألفونسو كمدا على مصرع ابنه وولي عهده عام 1109م، وقد تولت ابنته الكونتيسة أوراكا عرش قشتالة بعد أبيها لعدم وجود ولي عهد من الذكور. وبهذا الأمر تسقط فرضية انتساب الملكة إليزابيث إلى سانشو وزائدة من الأساس، وبالتالي الجدل حول امتلاك ملكة بريطانيا نسبا عربيا هاشميا".
بدوره أكد الباحث التاريخي الشاذلي عباس لـ "بوابة الأهرام" أن "الأسر النبيلة فى أوروبا قد احتفظت بالعديد من المخطوطات والمطويات الأثرية القديمة التى تعود لأقدم العصور، وتوضح تسلسل تلك الأسر النبيلة. وكان نصيب الأسد منها فى انجلترا، حيث حفظ بعضها في المتحف البريطاني الملكي ومكتبة كامبريدج، والتي لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى صلة الملكة اليزابيث وأجدادها بالنسب النبوي الشريف، مثلما ادعت مؤسسة Burke’s Peerage".
وقال دكتور رأفت غنيمي الشيخ عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، إن هذه النتائج غير موثوق بها، ولا يمكن أن نأخذها في الاعتبار لأن نسل النبي معروف وآل البيت معروفين، ولا يمكن أن ننسب الملكة إليزابيث إلى نسب الرسول دون وثائق أو دراسة.
فيما قال دكتور عبدالمقصود باشا أستاذ ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر: "أننا لا نستطيع أن نصدق، ولا نريد أن نكذب" بأي من هذه النتائج دون أن نراجع الأمور، وأن كل شيء خاضع للبحث، فعليهم أن يأتوا بشجرة النسب بوثائقها ومصادرها التي تثبتها.
موقف الملك الجديد من الإسلام
موقف ملك بريطانيا الجديد، تشارلز الثالث، من الإسلام يدعم فكرة نسب العائلة المالكة في بريطانيا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد عُرف الأمير تشارلز بمواقفه المدافعة عن الدين الإسلامي ومبادئه وتعاليمه، وقد أصر دومًا على مواقفه الطيبة تجاه الإسلام والمسلمين، وسجل العديد من الشهادات المنصفة للدين الحنيف في محاضراته ولقاءاته.
ومنذ عشرين عاما تقريبا صدرت مجلة روز اليوسف وعلي غلافها صورة للأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وعلقت المجلة علي الصورة بسؤال هل إعتنق الأمير ولي العهد الدين الإسلامي؟
وناقشت المجلة في موضوعاتها الداخلية هذا السؤال بإسراف شديد، وكشفت إهتمام الأمير بالتراث الإسلامي، ولقاءاته مع علماء ومفكري الإسلام السياسي وغير السياسي. وزيارته المستمره لمسجد لندن الكبير، وبعض المواقع الإسلامية في الدول الأجنبيه.
كما أن قضية الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا تعلم اللغة العربية من أجل إجراء دراسة عميقة عن الإسلام والقرآن، أثارت المزيد من ردود الأفعال المتباينة في وسائل الإعلام البريطانية والتي صاحبها تجدد الشائعات عن إعتناقه للإسلام، فقد عُرف عن ولي العهد البريطاني إهتمامه بالفن الإسلامي وإيمانه بقضية الحوار بين الأديان ولعل هذا ما دفعه إلى تعلم اللغة العربية.
ونقلت صحيفة (التايمز) البريطانية عن أحد مساعدي الأمير تشارلز أنه كان يتلقى دروسًا في اللغة العربية منذ أكثر من 6 أشهر، كما أبدى الأمير تشارلز الكثير من الإهتمام بالمشكلات البيئية حول العالم، ويرى أن حل هذه الأزمات مرتبط بالدين وليس بالعلم فقط، فمثل تلك التصريحات أثارات حفيظة كثير من وسائل الإعلام العالمية والبريطانية على وجه الخصوص حتى وصل الحال ببعض الإعلاميين إنه وصف الأمير بالمختل فمن غير المعقول شخص أوروبي غير مسلم أن يمدح في تعاليم الإسلام ويتحدث عنه بشكل إيجابي، وأما الإتجاه الآخر الذي مالت إليه بعض وسائل الإعلام هو إعتناق تشارلز للإسلام ولكنه يُخفي هذا الأمر.
أما صحيفة (ديلي تلجراف) البريطانية فقد نشرت مقال تحت عنوان (دروس سرية لولي العهد لتعلم اللغة العربية) فقالت أن الأمير تشارلز تلقى دروسًا على مدار 6 أشهر ليتعلم اللغة العربية بسبب حبه للفن والثقافة الإسلامية، من جانبها ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية أن الإقبال تزايد على تعلم اللغة العربية في بريطانيا.
واستعرض تقرير نشرته الجزيرة نت، مواقف تجاه القضايا العربية ومن بينها القضية الفلسطينية وحرب العراق، ونظرته للإسلام والمسلمين.
وأفاد التقرير أن الأعراف الدستورية البريطانية تفرض على الملك وأفراد الأسرة الملكية التزام الحياد وعدم التعليق على الأحداث السياسية علانية، والحفاظ على سرية المباحثات التي تجري بين الملك ورئيس الوزراء، ولهذا من الصعب التعرف على الأفكار والمواقف التي يحملها الملك تشارلز الثالث -الذي تقلد عرش المملكة المتحدة خلفا لوالدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية- من الأحداث السياسية.
إلا أن كتاب «تشارلز في السبعين.. الأفكار، الآمال، الأحلام» للكاتب البريطاني روبرت جوبسون، يقدم صورة واضحة عن مواقف تشارلز -عندما كان وليا للعهد- تجاه كثير من الأحداث، ومن ضمنها حرب العراق، والقضية الفلسطينية، ونظرته للإسلام والمسلمين.
حسب عدد من فقرات الكتاب المكون من 300 صفحة، والمخصصة لموقف تشارلز من حرب العراق، فإن ملك بريطانيا الجديد كان معارضا شرسا لمشاركة بلاده في الحرب على العراق. واعتبر تشارلز أن الرئيس الأميركي جورج بوش «يفتقد إلى الذكاء»، وأنه لا يرى أي أدلة كافية تبرر غزو العراق، قبل أن يصف توني بلير بأنه «كلب مطيع» لجورج بوش.
ويصف الكتاب اللقاءات الأسبوعية التي كانت تجمع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بالملكة، للحديث عن التحضير لحرب العراق، بـ«ساحة معركة حقيقية بين الأمير تشارلز وتوني بلير»، وينقل الكتاب عن مقربين من الأمير أنه «كان دون شك يعبّر بقوة عن اعتراضه على الحرب».
فكان ولي العهد البريطاني آنذاك يرى أن بلير قام بتقييد بريطانيا بإدارة بوش «المعيبة»، ليضيّع بذلك فرصة ذهبية للتوصل إلى حل بديل عن الحرب، ويضيف الكتاب أن الأمير قال لشخصيات سياسية مقربة منه إن «إدارة بوش إدارة مرعبة، إضافة إلى افتقار توني بلير للبصيرة».
وحسب مؤلف الكتاب، فإن الأمير لم يقتنع أبدا بالتقارير الاستخباراتية التي كان يقدمها توني بلير، أو بالمعلومات التي كانت تقدمها الولايات المتحدة بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وظل تشارلز يردد أمام أصدقائه أنه كان على توني بلير الاستماع إلى ما يقترحه بعض القادة -آنذاك- لحل الأزمة العراقية عوض الذهاب نحو الحرب.
ومع بداية عام 2020، قام تشارلز بزيارة هي الأولى من نوعها لأحد أفراد الأسرة الحاكمة إلى بيت لحم، وخلال هذه الزيارة ألقى خطابا وصف بـ»العاطفي»، عندما حذّر من «أكبر كارثة قد تحدث في حال تم طمس الحضور المسيحي في فلسطين».
ويقدّم كتاب «تشارلز في السبعين» نظرة على الموقف الذي يحمله الملك الجديد من القضية الفلسطينية؛ ذلك أنه ينقل عن عدد من أصدقاء تشارلز المقربين أنه ردد أكثر من مرة «تخلصوا من السم، حينها سوف تتخلصون من السبب الرئيسي لكل هذا الإرهاب المحيط بنا». ويرى الكاتب أن الفكرة الأساسية لتشارلز تقوم على أن حلا عادلا للقضية الفلسطينية سيؤدي إلى تغيير حقيقي في الوضع في الشرق الأوسط.وحسب نفس المصدر، فإن الملك تشارلز يرى أن «الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو السبب الأساسي للعداء وللسموم المكبوتة في جميع أنحاء العالم».
ويرجح الكاتب روبرت جوبسون أن موقف تشارلز هو الذي جعله لا يسافر إلى فلسطين وإسرائيل عام 2018، إذ سافر عوضا عنه ابنه ويليام (ولي العهد الجديد)، الذي التقى بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
يقدم الكتاب الكثير من التفاصيل عن علاقة تشارلز بالإسلام وثقافته، ويمكن القول إن تشارلز هو أعلم الأسرة الملكية بالثقافة الإسلامية. ومنذ عقود، أظهر تشارلز اهتماما مميزا بالتعرف على الإسلام والتعمق في حضارته.
وحسب الكاتب جوبسون، فإن تشارلز «شغوف بالإسلام، وقد سبق أن قرأ القرآن، ودرس اللغة العربية»، وكان الأمير تشارلز يتعمد أن يوقع الرسائل التي كان يوجهها للزعماء العرب باللغة العربية.
ويرى ملك بريطانيا الجديد أن «الإسلام يمكن أن يعلمنا جميعا طريقة للتفاهم والعيش في العالم، كما أن العالم الإسلامي هو القيِّم على واحد من أعظم كنوز الحكمة والمعرفة الروحية المتراكمة المتاحة للبشرية».
وعبّر تشارلز عن عدد من المواقف الحقوقية، منها مثلا رفضه قرار فرنسا حظر النقاب في الفضاء العالم، ورأى أن الأمر يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان.
كما عبّر عن موقف معارض لخطة الحكومة البريطانية من أجل ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، وصرح تشارلز -الذي كان ولي العهد حينها- أمام عدد من زعماء مجموعة الكومنولث، بأن هذه الخطة «لا تعكس القيم البريطانية، وهي خطة مخيفة ولا تراعي حقوق الإنسان».