علي الهواري يكتب: خبايا وأسرار زيارة الرئيس السيسي «التاريخية» لقطر
ذكرت قناة " إكسترا نيوز " الإخبارية في نبأ عاجل، أن الرئيس السيسي وصل إلى مطار حمد الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة، في زيارة رسمية لمدة يومين، والتى تعد الأولى من نوعها له إلى دولة قطر، وذلك تلبيةً للدعوة الموجهة إلى الرئيس من شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزيارة تأتي تتويجًا للمباحثات المكثفة المتبادلة خلال الفترة الأخيرة بين البلدين الشقيقين، بهدف تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك على جميع الأصعدة.
وسيبحث الرئيس خلال الزيارة مع شقيقه أمير دولة قطر أهم محاور العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العر
وأعلن الديوان الأميري القطري أمس، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيزور قطر غدا، ويلتقي بالأمير تميم بن حمد آل ثاني.
وأوضح الديوان الأميري القطري، في تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر"، أمس الإثنين أن "سمو الأمير المفدى يستقبل يوم غد الثلاثاء أخاه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة".
وحسب تقارير صحفية، فإن ”الزيارة من المقرر أن تتناول أوجه التعاون المشترك بين البلدين، في ظل توجه قطر للتوسع في الاستثمار في الأصول المصرية خلال الفترة المقبلة“.
وطبقا للتقارير الصحفية، ”الزيارة المرتقبة من المقرر أن تتناول أيضا تنسيق المواقف في القضايا محل الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي مقدمة تلك القضايا الأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة“.
في مايو 2021 تلقى الرئيس السيسي دعوة من أمير قطر لزيارة الدوحة، سلمها له محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، خلال استقباله له في قصر الاتحادية بالقاهرة.
وتضمنت رسالة أمير قطر، حينها، إعرابه عن التطلع لتعزيز التباحث بين البلدين، حول سبل تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتنسيق المواقف بشأنها، بما يخدم تطلعات الدولتين.
وخلال لقائهما في القاهرة، يونيو الماضي، أكد الرئيس السيسي أن زيارة أمير قطر تجسد ما تشهده العلاقات المصرية القطرية من تقدم، وترسخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة في جميع المجالات، وذلك في إطار مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفي ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين.
كما توافقا على تطوير التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات الطاقة والزراعة، إلى جانب التعاون الاستثماري وتنشيط حركة التبادل التجاري، خاصة ما يتعلق بتعزيز تدفق كافة الاستثمارات القطرية إلى مصر، في ضوء خدمتها للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وتشهد العلاقات المصرية القطرية تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية، حيث تكلل هذا التطور بزيارة الأمير تميم اليوم وسبقها توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين لزيادة الاستثمارات القطرية في مصر.
ماذا قالت الصحف القطرية عن الزيارة؟
قالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، أمس، الإثنين، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «يستقبل الثلاثاء، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي يصل البلاد في زيارة رسمية تستغرق يومين».
وقالت الوكالة القطرية، إن الزيارة «تؤسس لمرحلة جديدة ومحطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة».
وتابعت: «تشهد العلاقات القطرية المصرية حركة اتصالات وزيارات نشطة من الطرفين باتجاه توثيقها لما فيه مصلحة البلدين»، معتبرة أن زيارة السيسى «تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها، لمجيئها قبل انطلاق القمة العربية» في الجزائر في نوفمبر المقبل. وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى القاهرة، في يونيو الماضى.
أكدت صحيفة الشرق القطرية أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قطر تندرج في إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين.
كما تأتى تأكيدا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتى الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
وأضافت الصحيفة أن زيارة الرئيس السيسى للدوحة تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها، إذ تأتي قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر خلال نوفمبر المقبل، وكذلك أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، وهو ما يتطلب زيادة وتكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه كافة المستجدات ومختلف القضايا التي تمس الأمن العربي والتطلعات والطموحات والحقوق المشروعة للشعوب العربية الشقيقة، بما يحقق وحدة الصف العربى والأمن والاستقرار في المنطقة، ويخدم المصالح والمواقف العربية في مختلف المحافل ويزيد صلابتها وحصانتها أمام كافة التحديات والمخاطر.
كما علق سفير قطر لدى مصر سالم مبارك آل شافي على أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قطر، الزيارة الأولى له إلى الدوحة منذ توليه السلطة.
وقال السفير القطري، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، إن زيارة الرئيس المصري تأتي في إطار الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الأخوية بين الدوحة والقاهرة، والتي تكللت بزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر لجمهورية مصر العربية في شهر يونيو الماضي، ومحادثات القمة التي أجراها مع السيسي، والتي تركزت على سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشار إلى «أن العالم بأكمله يمر بظروف استثنائية، وهناك العديد من النزاعات والحروب والجبهات المفتوحة، الأمر الذي يتطلب تفعيل الدور الدبلوماسي، والتشاور المستمر بين قيادتى البلدين لتبادل وجهات النظر والتباحث إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا».
الاستمارات القطرية في مصر
ارتفعت قيمة الاستثمارات القطرية في مصر خلال الربع الأول من العام المالي (2021-2022) بنسبة 4.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن قيمة الاستثمارات القطرية في مصر بلغت في الربع الأول من العام المالي "2021-2022" إلى 121.8 مليون دولار مقابل 116.9 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.
وتتنوع الاستثمارات القطرية في مصر بين البنوك والعقارات، وتعد أبرز هذه الاستثمارات بنك قطر الوطني الأهلي مصر (QNB)، وشركة الديار العقارية، بجانب مساهمة شركة قطر للطاقة عبر شركة التكرير العربية باستثمارات في مشروع مصفاة الشركة المصرية للتكرير.
وكان آخر الاستثمارات القطرية في مصر إعلان شركة قطر للطاقة، في 29 مارس الماضي، أنها أبرمت اتفاقية مع شركة إكسون موبيل للاستحواذ على حصة في منطقة استكشاف قبالة سواحل مصر.
بموجب شروط الاتفاقية، ستمتلك شركة قطر للطاقة 40% من حصة المقاول في منطقة شمال مراقيا البحرية في البحر الأبيض المتوسط، في حين أن شركة تابعة لإكسون موبيل (المشغل) ستحتفظ بنسبة 60% المتبقية من الامتياز.
وسبق هذه الاتفاقية إعلان شركة الديار القطرية، عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "سيتي جيت" بمليار جنيه خلال حفل أقيم في أكتوبر الماضي، سبقها افتتاح الشركة فندق سانت ريجيس على النيل.
وقفزت قيمة التبادل التجاري بين مصر وقطر إلى 44.8 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 25.4 مليون دولار خلال عام 2020، بنسبة ارتفاع قدرها 76.4%، كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى قطر نحو 4.5 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 395 ألف دولار خلال عام 2020 بنسبة زيادة قدرها 1049.1%، وسجلت قيمة الواردات المصرية من قطر 40.3 مليون دولار خلال عام 2021 مقابل 25 مليون دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 61.1%، وفقا للبيان.
في شهر مارس الماضي، اتفقت مصر وقطر على مجموعة من الاستثمارات والشراكات في مصر بإجمالي قدره 5 مليارات دولار في الفترة القادمة، في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، وفقًا لبيان لمجلس الوزراء المصري.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد بالقاهرة، بين رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية بدولة قطر، وعلي بن أحمد الكواري، وزير المالية بدولة قطر.
وتناول الاجتماع بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وأهمية تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في المجالات المختلفة.
وأشار الجانبان إلى خطوة تشكيل لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين الشقيقين، بهدف التشاور المستمر وتعزيز التعاون والتنسيق في المجالات كافة.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة بين مصر وقطر برئاسة وزيري الخارجية، لبحث كافة موضوعات التعاون والعلاقات.
تحويلات المصريين في قطر
كشفت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، عن خريطة دول مجلس التعاون الخليجى الأكثر مساهمة فى تحويلات المصريين العاملين بالخارج، حيث سجلت القيمة الإجمالية لتحويلات المصريين العاملين بدول مجلس التعاون الخليجى نحو 20.9 مليار دولار خلال العام المالى 2020/2021، مقابل 18.8 مليار دولار خلال العام المالى 2019/2020 بنسبة ارتفاع بلغت 11.1%.
ورصدت بيانات جهاز الإحصاء، أن المملكة العربية السعودية جاءت فى المرتبة الأولى بقائمة أعلى دول مجلس التعاون الخليجى فى قيمة تحويلات المصريين العاملين بها خلال العام المالى 2020/2021، حيث بلغت قيمة تحويلات العاملين بها 11.2 مليار دولار، يليها الكويت 4.4 مليار دولار، ثم الإمارات 3.4 مليار دولار، ثم قطر 1.5 مليار دولار، ثم عمان 162 مليون دولار، وأخيرًا البحرين 104.1 مليون دولار.
زيارة أمير قطر لمصر
وكانت زيارة أمير قطر لمصر في شهر يونيو الماضي بعد سنوات من القطيعة بين البلدين بسبب موقف الدوحة من ثورة 30 يونيو 2013، قد فتحت صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأوضحت خارجية مصر أن أمير قطر أشاد بالتطورات الإيجابية التي تشهدها العلاقات المصرية القطرية، وما شهدته الآونة الأخيرة من تبادل للزيارات الوزارية واستئناف لأطر التعاون بين البلدين.
قطع العلاقات ليس هو الحل
يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أنه يرفض من حيث المبدأ قطع العلاقات بين الدول العربية مهما كانت الخلافات، مشيرا إلى أن استمرار العلاقات يؤدي إلى معالجة نقاط الخلاف بالحوار من خلال اللجان والاتصالات بين كبار المسئولين، قائلا «قطع العلاقات ليس هو الحل».
وأضاف «حسن»، في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدولة قطر، هي زيارة من دولة عربية كبرى وهي مصر لدولة عربية شقيقة وهي قطر من أجل مناقشة المصالح المشتركة، مشيرا إلى أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين الشقيقين يمكن مناقشتها والتوصل إلى نتائج بشأنها خلال زيارة الرئيس السيسي لقطر، على رأسها الاستثمارات القطرية في مصر، كما يوجد قضايا كثيرة يمكن التشاور بشأنها بين البلدين مثل العلاقات الثنائية والعربية والوضع في ليبيا والمنطقة، قبل القمة العربية واجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لافتا إلى مصر تعتبر أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لمصر، وقطر جزء من أمن الخليج.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك الكثير من القضايا التي يمكن للبلدين التشاور بشأنها مثل، العلاقات الثنائية والتبادل التجاري والاستثمارات القطرية في مصر، بالإضافة إلى التشاور بشأن قضايا المنطقة، لا سيما وأن قطر لها علاقات وثيقة مع إيران وتركيا، وحاولت القيام بوساطة بين القاهرة وأنقرة، كما أن هناك مجال للتشاور في القضايا التي تهم دول الخليج، وعلى رأسها عودة إيران للاتفاق النووي، وبالتالي القمة سوف تتناول كل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وبالنسبة للملف الليبي، قال عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن قطر منذ بداية الأزمة الليبية تؤيد كل فصائل التيار الإسلامي وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، وهذا الموقف القطري من الأومة الليبية يتطابق مع الموقف التركي، أما موقف مصر من الأزمة الليبية فيتوافق مع الموقف الروسي والفرنسي والإماراتي، وبالتالي يمكن التشاور مع قطر في هذا الملف الهام والحيوي بالنسبة لمصر، من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين، مشيرا إلى أن السياسة هي فن الممكن، وأنه يمكن الالتقاء في منطقة وسط في مختلف القضايا، مستبعدا أن يتم طرح ملف الإرهاب على طاولة المفاوضات بين الزعيمين، مشيرا إلى أن هذا الملف تم طي صفحته بشكل كبير، لا سيما بعد توقف هجوم قناة الجزيرة على مصر، لافتا إلى أن قيادات الإخوان المقيمين في قطر لم يعد يمارسون أي دعاية أو نشاط ضد الدولة المصرية، منوها أن قطر لا تستطيع طرد أعضاء الجماعة المتواجدين على أراضيها، لا سيما وأن معظمهم حاصلين على الجنسية القطرية.
وعن ملف القضية الفلسطينية، قال الدبلوماسي السابق، أن قطر تقدم مساعدات مالية ورواتب شهرية لعدد كبير من الموظفين في قطاع غزة، كما لها علاقات مع حركة حماس، وشاركت مع مصر في وقف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الفلسطينين في قطاع غزة، مشيرا أن مصر لا تمانع أبدا في قيام أي دولة عربية بتقديم مساعدات مادية أو سياسية للفلسطينيين رعم خلافها مع حركة حماس، لأن مصر تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي خلافات أو اعتبارات أخرى.
وعن الملف الإيراني، أكد «حسن»، أنه مع عودة العلاقات بين مصر وإيران، وأنه لا يرى أي مبرر لقطعها، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي تمثل خطرا على مصر والدول العربية، لأنها هي التي تمتلك سلاح نووي وليس إيران، لافتا إلى أنه عام 1996 اقترح في مذكرة رسمية عرضها على عمرو موسى وهو وزير خارجية إعادة العلاقات مع إيران، وبعد عرض المذكرة على الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قال «بعدين»، ومنذ عام 1996 وهو يطالب بعودة العلاقات بين القاهرة وطهران، ويرى أن التعاون معها يحد من تمددها ويخلق أرضية مشتركة للتعاون بين البلدين.
البحث عن دور لقطر
من جانبه يقول السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، الخلافات بين مصر وقطر تم طيها منذ عودة السفراء بين البلدين، مشيرا إلى أنه لم يكن يتمنى أن تصل الأمور بين مصر وأي دولة عربية إلى سحب السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية، لافتا إلى أنه حضر مؤتمرات كثيرة في قطر ويعلم أن الشعب القطري شعب مضياف ومحترم جدا، منوها بأن المطلوب هو وجود دور لقطر باعتبار أنها دولة عربية بترولية وغازية وغنية ومن حقها أن يكون لها دور، لكن لا بد وأن يكون دورا بناء ومساندا للقضايا العربية، ولا يليق بدولة مثل قطر أن تسخر قناة الجزيرة وجماعة الإخوان لشن حرب إعلامية ضد بلد عربي أخر مثل مصر، لافتا أنه ليس من حق اللاجئ السياسي أن يمارس نشاطا سياسيا من بلد عربي ضد بلد عربي أخر.
وأضاف «بيومي»، في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أن قمة جدة التي جمعت الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى زعماء، مصر والأردن والعراق كانت نقطة تحول في العلاقات العربية العربية، بعد أن رفض الزعماء العرب المشاركة في تشكيل تحالف عسكري عربي ضد إيران، مطالبا الدول العربية بالبناء على هذه القمة من أجل دفع التعاون العربي المشترك للأمام، موضحا بأن قطر تمتلك استثمارات ضخمة في مصر، ولديها أكبر فندق على نيل القاهرة، وهي من البلدان التي تمتلك استثمارات كثيفة في مصر، معبرا عن ترحيبه بهذه الاستثمارات القطرية في مصر.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر واجهة الكثير من الصعوبات الاقتصادية، الناتجة من أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية، ولكنها استطاعت التغلب عليها، بفضل السياسات الاقتصادية الرشيدة التي اتبعتها الحكومكة المصرية مثل، مشروع توشكى، ومشروع شرق العوينات، وعمل صوامع لتخزين القمح، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الملفات التي يمكن لمصر أن تتعاون فيها مع قطر مثل، ملف الطاقة، حيث يمكن لمصر وقطر تعويض جزء من امدادات الطاقة الروسية لأوربا.
وعن أجندة الرئيس السيسي في قطر، قال «بيومي»، أن هذه الأجندة تشمل مناقشة الكثير من الملفات الإقليمية مثل الأزمات، الليبية والسورية واليمنية، والتواجد التركي في شمال العراق، وكذلك التهديدات الإيرانية لدول الخليج، وكلها ملفات تمثل تهديدا للأمن القومي المصري والعربي، متوقعا أن يكون الدور القطري في ليبيا على رأس الملفات التي سوف يتم مناقشتها بين الزعيمين، مشيرا إلى أن هذا الملف يحتاج إلى المصارحة والمكاشفة إلى أقصى حد ممكن، لأن ليبيا تمثل أمن قومي مباشر لمصر، متوقعا من دولة شقيقة مثل قطر أن تحرص على حسن العلاقات مع مصر سواء بشكل مباشر أو من خلال سلوكها في الدول الجارة لمصر، مشيرا إلى أن قطر لها تأثير قوي في ليبيا وقطاع غزة، مؤكدا أنه لا يمكن لأي طرف أن يزايد على الدور المصري في القضية الفلسطينية، منوها أنه لا توجد أسرة مصرية إلا وفيها شهداء في فلسطين، مشيرا إلى أن مصر خصصت نصف مليار دولار لإعادة اعمار غزة، مرحبا بأي مساهمة لقطر لمساعدة الفلسطينيين بشرط ألا يكون هذا الدور مسيسا، لافتا إلى أن حركة حماس تهتم بإقامة إمارة إسلامية في قطاع غزة أكثر من اهتمامها بالقضية الفلسطينية، مؤكدا على أن ملف الإرهاب سيكون على أجندة الرئيس السيسي في محادثاته مع أمير قطر، لافتا إلى أن الرئيس السيسي يتعامل مع ملف الإرهاب دون مجاملة أو هزار.
وعن ملف العلاقات مع إيران، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن مصر ليس في حاجة إلى الوساطة بينها وبين إيران، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وإيران مستمرة ولم تنقطع، وإيران تمتلك أكبر مبنى في القاهرة، وهو بنك مصر إيران، وهناك تواصل وتبادل للرؤى بين الجانبين، لافتا إلى أن الدبلوماسية الإيرانية ممتازة، موضحا أن إيران وجهة الشكر رسميا لمصر بعد أن اصدرت الخارجية المصرية بيانا ترفض فيه المبادرة الأمريكية بتشكيل تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران.