الإقبال عليها بالجملة..
قائمة بأسماء المدارس والإدارات التعليمية سيئة السمعة على مستوى الجمهورية
تسعيرة التحويلات لمدارس «أولاد الأكابر» بالمحافظات
يبدو أن المدارس سيئة السمعة خاصة التي تضم لجان أولاد الأكابر منها، أصبحت صداعًا مزمنًا في رأس وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، على مدار سنوات طويلة، لما يحدث فيها من أعمال «غش جماعي، وتسريب للامتحانات وغيرها من الأوضاع المخالفة»، وذلك بعدما تداول رواد «السوشيال ميديا» قوائم لنتائج بعض طلاب الثانوية العامة بمركزي جهينة ودار السلام، والتي حصل خلالها الطلاب على مجاميع مرتفعة تخطت غالبيتها الـ90% بالثانوية العامة.
المدارس سيئة السمعة
وتثير واقعة المجاميع المرتفعة التي حصل عليها أولاد الأكابر بالثانوية العامة، العديد من التساؤلات منها: أين وزارة التربية والتعليم من كل ما يحدث داخل هذا المدارس المعروفة بسيئة السمعة؟، وما الإجراء الذي تتخذه الوزارة لمواجهة هذه المخالفات الصارخة التي تحدث داخل هذه المدارس؟، لا سيما أن الطلاب المتداولة أسماؤهم في تلك القوائم التي أثارت غضب المواطنين، ينتمون إلى اللجان المعروفة إعلاميًا بـ«لجان أولاد الأكابر»، في المدارس سيئة السمعة.
وتستعرض «النبأ الوطني»، خلال السطور التالية، قائمة بالمدارس سيئة السمعة بسبب ظاهرة الغش الجماعي وتسريب الامتحانات بالمدارس الثانوية على مستوى الجمهورية، وتمتد لأكثر من خمس وعشرين عاما، بالإضافة إلى تسعيرة التحويل إلى تلك المدارس، خاصة وأن الأمر أصبح «بينزنس خفي» تحكمه قواعد وشروط وأسعار لتقديم الخدمة ونقل الطلاب إلى «لجان الكبار».
وتشمل القائمة مدارس: (محمد عبد الحميد رضوان الثانوية المشتركة بمركز دار السلام بسوهاج، ومحمود صقر الثانوية بمركز جهينة بسوهاج، والشهيد محمد كامل الحويج الثانوية بمركز جهينة، وجمال الغيطاني الثانوية بنات بمركز جهينة، ومدارس بإدارة أخميم بسوهاج، بالإضافة إلى مدارس بإدارات (بيلا - الحامول - سيدي سالم، التابعة لمديرية كفرالشيخ التعليمية، ومن خارج نجع حمادي التابعة لمديرية قنا - وإدفو بمحافظة أسوان - والبدارى - وديروط - وصدفا بمديرية التربية والتعليم بأسيوط).
مكافحة أعمال الشغب في الامتحان
وتعيد السطور السابقة، إلى الأذهان واقعة العام الماضي المتمثلة في حجب نتائج 82 من طلاب بالثانوية العامة بمدرسة محمد عبد الحميد رضوان، في دار السلام بسوهاج، العامين الماضي والجاري؛ لتطابق إجاباتهم في مادة الفلسفة، ويأتي ذلك مخالفًا للقانون رقم 73 لسنة 2017 الخاص بمكافحة أعمال الشغب في الامتحان، ومواجهة أعمال الغش والقرار الوزاري رقم 34 بشأن عقوبات الغش والإخلال بأعمال الامتحانات.
وكانت بداية ظاهرة الغش الجماعي في مدرسة محمد عبد الحميد رضوان بمركز دار السلام بسوهاج تتم بطريقتين، الأولى: عن تدخل أعيان وكبار المركز، من نواب ومستشارين وضباط شرطة، واستغلال نفوذهم، داخل الحكومة أو إجراء اتصالات مع أشخاص داخل وزارة التربية والتعليم لمعرفة رؤساء اللجان والمراقبين والملاحظين؛ لاختيار رؤساء اللجان والمراقبين والملاحظين ومعرفتهم وتقديم خدمات لهم مقابل تسهيل عملية الغش، فضلا عن استضافتهم وتوفير الإقامة لهم، والأكل والشرب في منازلهم إضافة إلى دفع المبالغ المادية.
أما الطريقة الثانية، كانت تتم عن طريق التهديد بالسلاح لرؤساء اللجان والمراقبين والملاحظين إذ كان أولياء الأمور يتعاونون مع بعضهم البعض لابتكار طرق غير أخلاقية لمساعدة أبنائهم الطلاب، سواء عن طريق مكبرات الصوت أو بالتجمهر قرب اللجان أو إرسال ورقة الإجابة مع «الفراشين» أو إلقاء ورق الإجابة على طوب للطلاب داخل اللجنة، حيث تتسم تلك الأماكن بمركز دار السلام بأن لها طبيعة عائلية وقبلية خاصة ويشتهر بكثرة الخصومات الثأرية بين أهالي المركز.
شاومينج بمدرسة عبد الحميد رضوان
ويشتهر عن مركز دار السلام لطبيعته الأمنية والجغرافية، وجود السلاح؛ لذلك يتم أحيانًا، ضرب النار في الهواء من قبل الأهالي بالقرب من استراحات المراقبين واللجان، لبث الرعب والخوف في قلوب الملاحظين؛ لتسهيل عملية الغش، وهو ما يعد جوًا مناسبًا لبعض المسئولين وأصحاب النفوذ، الذين يهدفون إلى نجاح أبنائهم بطرق غير أخلاقية.
وقبل بداية الدراسة، كان الأهالي يحولون أولادهم، لمدارس في الصعيد معروفة لدى الجميع بوجود غش جماعي بها، كما يكون المراقبون والملاحظون تحت ضغط نفوذ أهالي الطلاب، ويتم ذلك بالتواطؤ من إداريين بوزارة التعليم، لقبول طلبات تحويل الطلاب بعقود إيجار وهمية، وبدأت تزداد ظاهرة الغش الجماعي بالمدرسة سنه تلو الأخرى، ولا سيما في عام 2011 مع أحداث ثورة 25 يناير وانتشار الفوضى وخاصة في الصعيد.
وتطورت في الأعوام السابقة، عن طريق تسريب الامتحانات ورفعها إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وصفحة «شاومينج» الشهيرة، وفي عام 2016، ألقت الأجهزة الأمنية في سوهاج القبض على أحد طلاب مدرسة عبد الحميد رضوان، بتهمة تسريب امتحان مادة اللغة الفرنسية إلى صفحات «شاومينج»، على صفحات التواصل الاجتماعي بعد مرور نصف ساعة فقط على بدء الامتحان، وفي عام 2017، تم ضبط طالب بمدرسة عبد الحميد رضوان يدعي «م.أ.ع» إثر تصويره ورقة الامتحانات عبر هاتفه المحمول ورفعها على الإنترنت.
تحويلات من خارج المحافظة
ورصد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مخالفات كارثية بشأن تجاوزات عدد من المدارس بالتعليم الثانوي بالإدارة التعليمية بمحافظة سوهاج، حيث تجاوز نسبة التحويلات عدة مخالفات مها: مخالفة القرار الوزاري 420 لسنة 2014 المنظم لمدارس التعليم الخاص، ومخالفة القرار الوزاري 305 لسنة 2015 بشأن التحويل بين المدارس الثانوية، ومخالفة للائحة الداخلية للمدارس الخاصة والمعتمدة من الوزير والمحافظ.
وعلمت «النبأ» أن عدد طلبات التحويل من خارج محافظة سوهاج والمركز، بالصف الثالث الثانوي لهذا العام 2021-2022، تجاوز أكثر من 2000 طلب تم تحويل معظمها بمدارس: (محمد عبد الحميد رضوان الثانوية – الوحدة الوطنية الثانوية – عبد الودود احمد على الثانوية - الرواد الخاصة – النيل الخاصة – ابن عطاء الله الخاصة)، وذلك بغرض الغش والحصول على درجات بالمجموع، مع العلم أن البنية التكنولوجية لتلك المدارس «Access Point» وهى الفصول المجهزة بالإنترنت لا تستوعب تلك الأعداد، ولا تتناسب مع عدد الفصول والكثافات المسموح بها لتلك المدارس.
تسعيرة التحويلات
وتبيّن أن تسعيرة التحويلات لهذه المدارس المشهورة بالغش والمعروفة بوجود لجان مخصصة لـ«أولاد الأكابر» بها، تبدأ من 15.000 جنيه، بالمحافظات المحول منها (قنا، وأسيوط، والإسماعيلية) وغيرها مثل: مدارس (الرواد الخاصة، النيل الخاصة)، بالإضافة إلى أنه لا توجد لجان مجهزة لاستيعاب هذه الأعداد حيث أن النظام الجديد يتطلب لجان مجهزة بالإنترنت «أكسس بوينت».
ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها «النبأ الوطني» فإن حجم التحويلات هذا العام يعادل عدد المقيدين بالصف الثالث الثانوي لهذا العام بالمدارس مجتمعة حكومي وخاص، ويمكن التأكد من ذلك عن طريق قسم الإحصاء بالإدارة وبيان عدد القيد.
مخالفة تحويل طلاب ثانوية أزهرية إلى التعليم عام
وكشف مصدر لـ«النبأ الوطني» عن أنه تم رصد عدة مخالفات بمدرستي (الرواد الخاصة ومحمد عبد الحميد رضوان) بمركز دار السلام في سوهاج، منها: تم قبول تحويلات من الأزهر «طلاب ثانوية أزهرية » حوالي 35 طالبا ثانويا أزهريا، وذلك بالمخالفة للكتاب الدوري لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الزهر الشريف، بمنع التحويل لمدارس التعليم العام بالمرحلة الثانوية للعام 2019-2020.
إلى ذلك، نشير إلى أن نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين ونائب رئيس عام الامتحان لشئون لجان الإدارة والنظام والمراقبة أصدر منشورًا بتاريخ 3 من شهر أغسطس الجاري لمديرية التربية والتعليم بسوهاج جاء فيه منع التحويلات لمدارس رسمية أو خاصة بإدارات جهينة وأخميم ودار السلام؛ وذلك لما جرى رصده من كثرة تحويلات طلاب الصف الثالث الثانوي لمدارس تلك الإدارات خاصة من خارج تلك الإدارات المشار إليها.
وكشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الوزارة منعت تحويلات الطلاب من مدارسهم الأصلية إلى مدارس محافظتَي سوهاج، وكفر الشيخ الشهيرة بالغش الجماعي؛ خصوصًا في مركز دار السلام بسوهاج ومركز بيلا في كفر الشيخ، للقضاء على فكرة الغش الجماعي التي كانت تحدث في السنوات السابقة.
وأكدت المصادر أن الوزارة أصدرت تعليمات مشددة لمديري المديريات التعليمية بمنع قبول أي تحويلات خارج نطاق إداراتهم التعليمية قبل امتحانات الثانوية العامة؛ لمنع حدوث الغش الجماعي.