رئيس التحرير
خالد مهران

على الهواري يكتب: كيف يختار الرئيس السيسي مستشاريه؟

بالأسماء والمناصب.. كيف
بالأسماء والمناصب.. كيف يختار الرئيس السيسي مستشاريه؟

سر استعانة الرئيس بوزراء ورؤساء حكومة سابقين 

تجربة السيسي في اختيار مستشاريه فريدة بين الرؤساء والزعماء 

الرئيس لا يلجأ إلى الطرق التقليدية في اختيار مستشاريه

الرئيس لا يختار مستشاريه على أساس قاعدة «أهل الثقة» 

«عبد العزيز»: اختيارات الرئيس دليل على إيمانه بالاستشارة

«حماقى»: الرئيس يستعين بمجموعة استشارية قوية جدًا

منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحكم عام 2014، قام بتعيين عدد كبير من المستشارين في مختلف المجالات والتخصصات، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والعلمية والدينية والطبية وغيرها.

هؤلاء المستشارون هم بمثابة عين الرئيس الذي يرى بها العالم، والجنود المجهولون و«رجال ظل الرئيس» الحقيقيون، الذين يحملون هموم مصر، ويعلمون مشاكلها، ويعملون في صمت دون كلل أو ملل، في السر والعلن، على إيجاد الحلول لها، بعيدًا عن أعين العدسات ووسائل الإعلام.

المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر 

بعد توليه الحكم مباشرة في 2014، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتشكيل مجلس استشاري، أطلق عليه «المجلس الاستشاري لعلماء وخبراء مصر»، ضم 16 عالمًا وخبيرًا، من خيرة علماء وعقول مصر في الداخل والخارج، ممن أثروا الواقع المصري والدولي بخبراتهم وإبداعاتهم الفكرية، كل في مجاله، في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والتعليم ما قبل الجامعي، والمشروعات الكبرى، والطاقة، والزراعة، والجيولوجيا، وتكنولوجيا المعلومات، والطب، والصحة العامة، والصحة النفسية، والاقتصاد.

واجتمع الرئيس السيسى مع المجلس الاستشارى في 2020، مؤكدًا على أهمية الدور الفعال الذى يضطلع به المجلس الاستشارى لكبار العلماء.

المجلس الاستشاري الذي شكله الرئيس السيسي في بداية حكمه، أثبت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يختار مستشاريه على أساس الثقة أو الحظوة أو القرب منه، كما كان يحدث في عهود سابقة، وأنه لم يعتمد على المعايير التقليدية في اختيار مستشاريه، التي كان يعتمد عليها الكثير من الزعماء والرؤساء والمسئولين السابقين، والتي كانت تقوم على اختيار أهل الثقة على حساب أهل العلم والمعرفة والخبرة والكفاءة، ولكنه يختار من تتوافر فيهم معايير العلم والمعرفة والخبرة والدراية  والسمعة الطيبة، وممن يكونون على درجة فنية عالية تمكنهم من إعطاء المشورة لرئيس الجمهورية، على سبيل المثال:

 

المهندس هانى عازر أسعد، في مجال «المشروعات الكبرى»، أشرف على بناء محطة قطارات العاصمة الألمانية برلين، ويشغل «عازر» منصب كبير المهندسين لمحطة قطارات ليرتربانهوف فى برلين، وهى أكبر محطة قطارات فى أوروبا. 

الدكتور أحمد زويل، كان مستشارا علميا فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى، وهو مبتكِر نظام التصوير الذى يعمل بالليزر ليلتقط الصورة فى جزء من مليون مليار جزء من الثانية، أو ما يُعرف بالـ«فيمتو ثانية»، الذى نال عنه جائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999، وجاء اسم «زويل» رقم 18 إلى جانب «آينشتاين» و«جراهام بل»، فى قائمة الشرف بالولايات المتحدة الأمريكية التى ضمت 29 شخصية أسهمت فى نهضة الولايات المتحدة الأمريكية، واختاره البيت الأبيض ضمن مجلس مستشارى الرئيس الأمريكى للعلوم والتكنولوجيا، الذى يضم 20 عالمًا أمريكيًا. 

الدكتور نبيل أحمد فؤاد يوسف، مستشار للرئيس فى التعليم والبحث العلمى، خبير هندسة البناء عضو العديد من الجمعيات الهندسية الألمانية المتخصصة، الذى يمتلك خبرة علمية كبيرة، بعد أن عمل باحثًا فى قسم فيزياء البناء والهندسة الهيكلية بجامعة برلين التكنولوجية، ثم خبيرًا معتمدًا فى مجال الحماية من الحرائق، وأستاذًا فى فيزياء البناء وإعادة تأهيل الهياكل فى جامعة هانوفر الألمانية منذ عام 2007.

الدكتور فيكتور أوجست رزق الله، مستشار الرئيس فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى، لعب دورًا بارزًا فى مجال الهندسة بألمانيا، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة، ويمتلك خبرة علمية اكتسبها على مدار حياته من خلال عمله أستاذًا فى ميكانيكا التربة وهندسة الأساسات بجامعة هانوفر الألمانية، وهو رئيس غرفة المهندسين بألمانيا. 

الدكتور نبيل فؤاد جريس، هو أحد المختصين بإدخال المواد المركبة من ألياف الكربون فى مجال الهندسة الهيكلية، وحصل على عدة أوسمة وجوائز تقديرية فى مجال الهندسة، وشغل منصبى عميد كلية هندسة لورانس للتكنولوجيا بجامعة ساوثفيلد بالولايات المتحدة الأمريكية، ومدير لمركز أبحاث المواد المبتكرة (CIMR) بكلية الهندسة. 

الدكتور محمد على العريان، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية فى مجال الاقتصاد، هو أحد عمالقة خبراء الاستثمار الذين صعد نجمهم فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدار «العريان» كبرى شركات إدارة الأصول فى العالم؛ فعمل رئيسًا تنفيذيًا فى مؤسسة «بيمكو» الاستثمارية العالمية التى تدير أصولًا تزيد قيمتها على 1.1 تريليون دولار، وله العديد من الدراسات حول القضايا الاقتصادية والمالية العلمية، جعلت الرئيس الأمريكى باراك أوباما يختاره ليكون رئيسًا لمجلس الرئيس للتنمية العالمية. 

المهندس هانى محمود النقراشى، المستشار العلمى للرئيس فى مجال الطاقة، صاحب دراسة مستقبل الطاقة فى مصر، التى أجراها بتكليف من مركز الدراسات المستقبلية بمركز دعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة الوزراء، وهو عضو مؤسس لجمعية رجال الأعمال المصريين فى ألمانيا.

المهندس إبراهيم رزق رفائيل سمك، أحد رواد قطاع الطاقة النظيفة فى الاتحاد الأوروبى، والمشرف على مشروع تصدير الطاقة الشمسية من شمال إفريقيا إلى أوروبا، تم اختياره كأفضل أفريقى فى ألمانيا عام 2009، قام بتنفيذ أطول شارع مُضاء بالطاقة الشمسية فى ألمانيا عام 1993، وأدخل الطاقة الشمسية إلى ثكنات الجيش الأمريكى فى شتوتجارت ومطار شتوتجارت ومبنى البرلمان الألمانى ومحطة القطارات الرئيسية فى برلين ومبنى المستشارية الألمانية. 

الدكتور هانى عبد الله محمد الكاتب، صاحب مبادرة تنمية صحراء مصر باستخدام مياه الصرف الصحى، ولعب دورًا مهمًا فى الزراعة الصينية، وأعاد تأهيل أراضٍ ذات نظام بيئى متدهور فى المناطق الجبلية فى الصين الشعبية.

الدكتور فاروق السيد الباز، المستشار العلمى للرئيس السادات، مدير مركز أبحاث الفضاء ومؤسس مركز دراسات الأرض والكواكب فى المتحف الوطنى للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وهو مشرف التخطيط للدراسات القمرية واستكشاف سطح القمر ورئيس أبحاث التجارب الخاصة بالمراقبات الأرضية من الفضاء والتصوير عام 1975 فى مشروع الرحلة الفضائية المشتركة «أبوللو - سويوز».

الدكتور محمد البهى عيسوى، وهو صاحب العديد من الأبحاث العلمية عن جيولوجيا السودان ومصر وليبيا، وشغل منصبى مدير هيئة المساحة الجيولوجية، ثم وكيل لوزارة البترول والثروة المعدنية. 

الدكتور على محمد على الفرماوى، نائب رئيس شركة ميكروسوفت العالمية، فى مجال الطب والصحة النفسية.

كما ضم المجلس نخبة من علماء الداخل والخارج، هم: الدكتور محمد غنيم، ثانى أمهر جراح فى مجال الكلى والمسالك البولية فى العالم، كما ضم المجلس العالم الدكتور مجدى حبيب يعقوب، أحد أشهر 6 جراحين قلب فى العالم، وثانى طبيب يقوم بزراعة القلب بعد كريستيان برنارد.

كما ضم المجلس الدكتور أحمد محمود عكاشة أول من أدخل قسم الأمراض النفسية فى كليات الطب المصرية، وهو رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى.

مستشارون مارسوا العمل التنفيذي

كما لوحظ أن الكثير من المستشارين الذين قام الرئيس بتعيينهم هم من أصحاب الخبرة والكفاءة في مجالهم، كما أنهم من الذين عايشوا الشعب المصري، وعلى دراية كاملة بأزماته ومشاكله، ومن الذين مارسوا العمل التنفيذي لسنوات طويلة، مثل:

الدكتور شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق، الذي تم تعيينه مساعدًا لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، له باع طويل في العمل التنفيذي، حيث  تولى وكالة وزارة البترول لمتابعة العمليات في عهد المهندس سامح فهمي، وأصبح واحدًا من أكثر المقربين إليه، وفي 2005، انتقل إسماعيل لرئاسة مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للغاز «إيجاس».

كما تولى وزارة البترول والثروة المعدنية، ضمن وزارة الدكتور حازم الببلاوي في 16 يوليو 2013، خلفًا للمهندس شريف هدارة، واستمر إسماعيل وزيرًا للبترول ضمن حكومتي المهندس إبراهيم محلب الأولى والثانية، ويعرف المحيطين به، حبه الشديد للعمل ونزاهته وعبقريته في التفاوض مع الأجانب، بالإضافة لتفضيله العمل في صمت بعيدًا عن الكاميرات والميكروفونات.

أيضًا المهندس إبراهيم محلب، رئيس وزراء مصر السابق، الذي تم تعيينه مساعدا لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، مارس العمل التنفيذي لسنوات طويلة، حيث تقلد محلب العديد من المناصب التنفيذية منها وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية في يوليو 2013، والرئيس التنفيذى لشركة أبناء عبد الله عبد المحسن الخضري السعودية، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، وقبلها عضو مجلس إدارة بنك قناة السويس، وعضو مجلس إدارة شركة النصر للمسبوكات، كما تولى مسئولية مؤسسات ومراكز أبحاث وجمعيات علمية فى مجال الإنشاءات.

وكذلك المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة سابقًا، الذي عينه الرئيس السيسي مستشارًا لرئيس الجمهورية، وسيرته الذاتية في العمل العسكري والوطني تحتاج إلى مجلدات.

كما أبقى الرئيس عبد الفتاح السيسي على الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، مستشارًا لرئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، عقب استقالة المجلس الاستشاري الذي عينه الرئيس السابق المستشار عدلي منصور.

وفي أكتوبر 2014، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين الدكتور أسامة الأزهري، الأستاذ بكلية أصول دين جامعة الأزهر، مستشارًا دينيًا ضمن الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية.

وفي نوفمبر 2014، تم تعيين اللواء أحمد جمال الدين مستشار رئيس الجمهورية لملف الأمن ومكافحة الإرهاب.

وفي نوفمبر 2014، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا جمهوريًا بتعيين فايزة محمد عبد الفتاح أبو النجا، مستشارًا لرئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومى، وهي لها باع طويل وممتد في العمل السياسي والدبلوماسي، حيث تقلدت العديد من المناصب الرفيعة، منها وزيرة للتخطيط والتعاون الدولي لسنوات طويلة، وكانت ضمن الفريق المصري في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، كما احتلت المركز الـ19 في قائمة مجلة «فورين بوليسي» لأقوى 25 امرأة في العالم. 

وفي أكتوبر 2017، تم تعيين رئيس الأركان السابق محمود حجازى،  مستشارا لرئيس الجمهورية للتخطيط الاستراتيجى وإدارة الأزمات.

الفريق محمود حجازى، شغل العديد من المناصب الرفيعة في القوات المسلحة منها، رئيسًا لأركان المنطقة الغربية العسكرية ثم قائدًا لها، ثم رئيسا لهيئة التنظيم والإدارة للقوات المسلحة، فمديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

شارك الفريق محمود حجازى فى حرب تحرير الكويت وحصل على العديد من الأنواط والنياشين منها نوط التدريب من الطبقة الثانية، ونوط الواجب العسكرى من الطبقات الأولى والثانية والثالثة، وميدالية تحرير الكويت، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية 25 يناير 2011.

وفي 2018، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي  تعيين الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع السابق، مساعدا للرئيس لشؤون الدفاع.

حاز الفريق صدقي علي عدد من الأوسمة والأنواط والميداليات، منها: ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة 1998، ونوط الخدمة الممتازة في 2009، وميدالية 25 يناير 2012 ونوط الواجب العسكري من الطبقة الأولي عام 2012.

وفي 2018، قام الرئيس السيسي بتعيين وزير الداخلية السابق اللواء مجدي عبد الغفّار مستشارًا للرئيس  لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب.

وفي أغسطس 2019، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية قرارًا جمهوريًا بتعيين الفريق مهاب مميش مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية.

حصل الفريق مهاب مميش على درجة البكالوريوس فى العلوم العسكرية وبكالوريوس العلوم البحرية المصرية، كما حصل على درجة الماجستير فى العلوم البحرية ودورة كلية الحرب أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية.

كما تم منحه درجة زمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على دورات تدريبية بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على دورات تدريبية فى الإمارات المتحدة.

وفي مارس 2020، قام الرئيس بتعيين الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، مستشارًا لرئيس الجمهورية لشئون "الصحة والوقاية".

شغل تاج الدين العديد من المناصب في جامعة عين شمس وفي كلية الطب بها، من بينها منصب وكيل كلية الطب بجامعة عين شمس سنة 1992 ثم عميد الكلية، ثم نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب.

كما شغل منصب نائب رئيس لجنة قطاع الدراسات الطبية، ثم رئيس جامعة عين شمس في الفترة من سنة 1997 حتى سبتمبر 2001 قبل أن يقع عليه الاختيار في مارس 2002 ليكون وزيرًا للصحة والسكان.

وأخيرا، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قرارا جمهوريا بتعيين طارق عامر محافظ البنك المركزي مستشارا لرئيس الجمهورية. 

وعمل طارق عامر في العديد من المناصب القيادية في القطاع المصرفي سواء على المستوى المصري أو الأجنبي.

وهو من القيادات المصرفية التي ساهمت في برنامج الإصلاح المصرفي في عهد الدكتور فاروق العقدة -رئيس المركزي حينها-، ونجح في تطبيق آلية التعاون بين المركزي المصري والبنوك الأوروبية ويتمتع بخبرات مصرفية كبيرة.

الاستشاري يعمل من خلف ستار

من جانبه يقول الدكتور سامى عبد العزيز عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، إن المجلس الرئاسي الذي شكله الرئيس السيسي ما زال موجودًا، ولكن ربما لا يتم تسليط الضوء عليه من قبل الإعلام، وهو يعمل في صمت، وهذه طبيعة الستشاري، متابعًا: «الاستشاري دائمًا يعمل من خلف الستار».

وأشار إلى أن اختيار الرئيس لأشخاص ذوي كفاءة وخبرة عالية يدعو للاحترام، وهذا دليل على أنه رجل يؤمن بالاستشارة ويؤمن بالاستعانة بأهل الخبرة والفكر، مؤكدًا أن الرئيس السيسي يلجأ إلى أهل الخبرة الحقيقيين فيما يفعل، لافتًا إلى أن ذلك ينعكس بشكل إيجابي على الدولة، مؤكدا أن الرئيس السيسي منفتح على الفكر الآخر.

مجموعة استشارية قوية

من جانبها تقول الدكتورة يمن الحماقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عيبن شمس، بعد تسلم الرئيس السيسي الحكم في 2014، كان وضع البلد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي سيئا جدا بسبب ثورة 25 يناير 2011، وهذا كان يتطلب وجود مجموعة استشارية قوية جدًا حول الرئيس لوضع الرؤية حول المرحلة القادمة، ومن ثم وضع السياسات المطلوبة، ومتابعة تنفيذها، وتم اختيار مجموعة من الأسماء المحترمة جدًا من أصحاب الخبرات الدولية.

وأضافت «حماقي»، أن مهمة المجالس الاستشارية هي وضع رؤية وترجمتها لسياسات، وهذه السياسات يتم طرحها على الوزارات المختلفة، وأن تكون هذه المجموعات الاستشارية أكثر قربًا للشارع، لأنها بمثابة عيون الرئيس عند الناس، ووسيلة في يد الرئيس لتقييم أداء الحكومة، وهذه المجالس يتم اللجوء إليها في كل دول العالم المتقدم مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن مصر في أشد الحاجة الآن إلى هذه المجالس، لا سيما وأن المرحلة القادمة حرجة جدا، لافتة إلى أن مصر مليئة بأصحاب المهارات والكفاءات، مشددة على ضرورة حسن الاختيار في هذه المرحلة، لا سيما وأن مصر في سباق مع الزمن الأن.

وأكدت «الحماقي» أن تجربة الرئيس السيسي في الاستعانة بالمستشارين فريدة، لم يسبقه إليها أي رئيس، لافتة إلى أن الرئيس يستعين بمجموعة استشارية قوية وعلى أعلى مستوى، مطالبة بتفعيل أكثر للمجلس الاستشاري ولدور المستشارين في المرحلة القادمة، لأنها مرحلة حاسمة بالنسبة لمصر.