رئيس التحرير
خالد مهران

اليوان الصيني يواصل تراجعه أمام الدولار الأمريكي مسجلا أدنى المستويات

النبأ

انخفضت العملة الصينية الرنمينبي أو اليوان بمقدار 385 نقطة ليصل سعره إلى 7.1107 أمام  الدولار الأمريكي يوم الأربعاء. ويُسمح لليوان بالارتفاع أو الانخفاض بنسبة 2 في المائة من سعر التعادل المركزي في كل يوم.
 وكان البنك المركزي الصيني قد أعلن في وقت سابق من الاسبوع أنه سيخفض نسبة متطلبات احتياطي النقد الأجنبي لدى المؤسسات المالية بمقدار نقطتين مئويتين اعتبارا من يوم 15 سبتمبر الجاري لتتقلص نسبة المتطلبات من 8 بالمائة حاليا إلى 6 بالمائة في إجراء رأه المراقبون بأنه سيساعد على زيادة سيولة الدولار الأمريكي في السوق والمساهمة في استقرار سعر صرف الرنمينبي.
 وبسبب الرفع المستمر لاسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بالولايات المتحدة تراجعت قيمة الرنمينبي مقابل الدولار الأمريكي بشكل كبير. ورفع البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة الرئيسية ثلاث مرات متتالية بمقدار 75 نقطة أساس في كل مرة وهي زيادة تاريخية بعد وصول معدل التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عقود. 
وتتراوح أسعار الفائدة الرئيسية حاليا بين 3 و3.25 بالمائة. ويتوقع المحللون  وصول الفائدة إلى 4.6 بالمائة خلال العام المقبل.
وبمستوى سعر الصرف الحالي لليوان فإنه بذلك قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ أن أصبحت البيانات متاحة لأول مرة في عام 2011. كما وصلت العملة المحلية للصين إلى أضعف نقطة لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وفي الوقت نفسه، تراجعت مؤشرات أسواق الأسهم الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء آسيا يوم الأربعاء بشكل حاد. وبحسب التقارير، انخفض مؤشر نيكي القياسي في اليابان وهانغ سنغ في هونغ كونغ وكوسبي في كوريا الجنوبية بأكثر من 2 بالمائة في التعاملات الصباحية.
ويرى العديد من المستثمرين أن الدولار هو الوعاء الآمن لوضع أموالهم في أوقات الشدة وسط تراجع أسعار الذهب العالمية. وقد ساعد ذلك على رفع قيمته مقابل العملات الأخرى، بما في ذلك الجنيه الاسترليني الذي سجل أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار يوم الاثنين.
ووصل الدولار يوم الأربعاء أيضا إلى أعلى مستوى له في 20 عاما مقابل مجموعة من العملات العالمية الرئيسية.
ويسلك بنك الشعب الصيني مسارا مختلفا عن المركزي الأمريكي حيث قام بتخفيض أسعار الفائدة لإنعاش النمو في اقتصاد يعاني من اجراءات كوفيد بينما يتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بقوة في الاتجاه المعاكس برفع سعر الفائدة للسيطرة على التضخم.
وبينما يرى البعض انخفاض قيمة العملة الصينية يمكن أن يكون في الواقع مفيدا للمصدرين داخل الصين، لأنه سيجعل سلعهم أرخص وبالتالي قد يزيد الطلب الا أن البعض الآخر يرى إنها يمكن أن تؤدي أيضا إلى قيام المستثمرين بسحب أموالهم وعدم يقين في الأسواق المالية.
وتسبب انخفاض اليوان في ضعف العملات الأخرى للاقتصادات المتقدمة في المنطقة، بما في ذلك الدولار الأسترالي والسنغافوري وكذلك الوون الكوري الجنوبي. وفي الأسبوع الماضي، تدخل بنك اليابان لدعم الين للمرة الأولى منذ عام 1998 بعد ضعف العملة مقابل الدولار.