5 إعلاميين وراء إشعال «فتنة» الدولار في مصر
أصبح سعر الدولار والوضع الاقتصادي، طوال الـ6 السنوات الماضية بعد تعويم الجنيه لأول مرة، محل حديث الإعلاميين، واهتمام الشارع المصري، ولا سيما مع ارتباطه بموجة الغلاء التي تشهدها الأسواق.
ولكن اللافت في الأمر، أن التصريحات الإعلاميين أصبحت تأتى بنتائج عكسية في بعض الأحيان، وتثير سخرية أو خوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى؛ مما يضر بالاقتصاد المصري.
يوسف الحسيني
وكانت آخر التصريحات التي أثارت ضجة خلال الأيام القليلة الماضية، للإعلامي وعضو مجلس النواب يوسف الحسيني، حول انخفاض سعر الدولار، حيث قال: «نصيحة لوجه الله، اللي عنده دولار يطلعه ويوديه البنك قبل 15 سبتمبر، ودي محبة وجدعنة مني الحق، قبل 15 سبتمبر، وحط الدولار فى البنك».
ولفت إلى أن الفترة القادمة ستشهد تدفقات استثمارية على مصر، مضيفًا: «زمان محدش سمع الكلام، وبعدها الجميع جري يغير الدولار في البنك، طيب ألحق».
وسرعان ما انتشرت تصريحات يوسف الحسيني، ولاقت تفاعل وردود أفعال واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليجتاح هاشتاج «#الدولار_15_ سبتمبر» المنصات خلال ساعات.
وأرجع بعض رواد مواقع التواصل، سبب تحذيرات «الحسيني»، إلى افتتاح مدينة العلمين الجديدة والذي من المحدد أن يتم يوم 15 سبتمبر، والذي سيضم اجتماعا كبيرا لعدد من الدول العربية الشقيقة، وما سيمثله من فرصة لاستثمارات عربية على أرض مصر.
وجاء يوم 15 سبتمبر، ولم يتغير سعر الدولار بل استمر في الارتفاع مقابل الجنيه، حيث سجل البنك الأهلي المصري، 19.37 جنيه للشراء و19.43 جنيه للبيع.
أحمد موسي
ولم يكن يوسف الحسيني الإعلامي الأول الذي تكهن بسعر الدولار، حيث كان يسبقه أحمد موسي، حيث قال في عام 2016 إن الدولار سيصل إلى 4 جنيهات.
وأثارت تصريحات الإعلامي أحمد موسي، حالة من السخرية حينها وخاصة بعد طلبه من الحكومة بطبع 100 مليار جنيه لشراء الدولار، معتقدا أن ذلك يسمح بهبوط سعر الدولار الأمريكي لـ4 جنيهات مصرية.
في مقابل، استمر ارتفاع سعر الدولار حينها حتى تخطي حاجز الـ20 جنيه لأول مرة في السوق السوداء.
تامر أمين
وجاءت تصريحات الإعلامي تامر أمين، عن انخفاض سعر الدولار، عكس الواقع، حيث قال في يناير 2020، إن هناك قفزة كبيرة للجنيه المصري أمام الدولار، لافتًا إلى أن منتصف عام 2020 سينخفض الدولار لـ15 جنيهًا، خاصة أن كافة المؤشرات تعطي بيانات حول ارتفاع الجنيه المرحلة المقبلة.
وأشار «أمين»، إلى أن ارتفاع قيمة الجنيه ترجع إلى زيادة العائد من السياحة، تحويلات المصريين من الخارج، وارتفاع الاحتياطي النقدي الأجنبي.
وعلى عكس تصريحات الإعلامي فإن سعر الدولار شهر يونيو 2020، تخطي حاجز الـ16 جنيهًا في البنوك، حيث سجل حينها في البنك الأهلي المصري، 16.01 جنيه للشراء و16.11 جنيه للبيع.
نشأت الديهي
وفي شهر مارس الماضي، حذر الإعلامي نشأت الديهي المواطنين من خطورة تخزين أموالهم في شكل دولارات بعد ارتفاع سعره لـ18.22 جنيه.
وتابع «الديهي»: «الدولار هيتراجع هيتراجع، الناس اللي بتفكر تخزن دولار، وتدور العملات اللي معاها هتخسرها، الدولار أبو 18 هينزل، فاكرين في 2015 وأول 2016 الدولار وصل لـ20 جنيهة، ثم نزل عند 15.70 واستقر».
وأكد «الديهي»، أنه خلال هذا الأسبوع سيعاود الدولار الاستقرار في مكانه الطبيعي أو سعره الحقيقي في محطة العرض والطلب، مؤكدًا أن الدولة لم ولن تتدخل في تحديد سعر الدولار، لأن تحديده يعني تكبيله والدولة قررت في 4 نوفمبر 2016 أن الدولار والعملات حرة للعرض والطلب، فانتهت السوق السوداء.
واختتم «الديهي»: «هذه فترة فوران، فترة خوف، فترة محطة ضبابية، لكن الدولار سيتراجع، أنا مش خبير اقتصادي لكن ما أراه حدث بالفعل في أكثر من مناسبة وأكثر من دولة».
عمرو أديب
والأسبوع الماضي، قال الإعلامي عمرو أديب، إن سعر الدولار سيواصل الارتفاع، ناصحًا المواطنين بالبعد عن تقسيط السلع، قائلا: «القادم مخيف واللي جاي أسود ومهبب».
وتابع: «الفترة اللي فاتت قلت إن هيكون في غلاء في الأسعار وركود طوال 2022، والناس طلعت انتقدتني وناس قالت خليك متفائل والكلام ده واللي توقعته حصل».
وأكمل عمرو أديب: «اللي فاكر إن اللي فات لطيف اللى جاي مخيف ومش هيبقي مخيف لو حسبنا الحسابات صح».
ويرى خبراء الاقتصاد، أن تصريحات الإعلاميين حول انخفاض أو ارتفاع سعر الدولار يثير البلبلة في الشارع المصري، ويؤثر بالسلب على الاقتصاد.
شائعات اقتصادية
وفي هذا السياق، قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، إن ما يقال من الإعلاميين عن سعر الدولار هو اجتهاد شخصي وليس له علاقة بالعلوم الاقتصادية والمالية العامة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن هذه التصريحات تؤثر على الاقتصاد المصري بالسلب، قائلًا: «الاقتصاد المصري اقتصاد حر، ويتربط بأسهم الشركات المقيدة بالبورصة والبورصة تتأثر بالشائعات الاقتصادية، وتعتمد على الثقة في الاقتصادي».
وأشار «عامر»، إلى أن سعر الدولار يتحدد سواء بالانخفاض أو الارتفاع على 4 عوامل، هم: «معدل السياحة في مصر وزيادة التصدير سواء من المواد البترولية أو سلع أخرى وزيادة الاستثمارات المباشرة وغير مباشرة، وزيادة تحويلات المصريين في الخارج»، متابعًا: «على المواطن عدم الاستماع لتصريحات الإعلاميين عن الاقتصاد، والأخذ بحديث المتخصصين في الاقتصاد».
وحول تصريحات القادم مخيف، أكد الخبير الاقتصادي، أن معنى هذه التصريحات أن الاقتصاد المصري، متوقف عن الإنتاج والتصدير والاستيراد، ولكنه بالعكس لا تزال مصانع تعمل وتنتج وتصدر، بجانب أن الحكومة تنفذ إصلاحاتها الاقتصادية.
وأوضح أن الاقتصاد المصري بالرغم من الظروف الاقتصادية المحيطة التي نتجت عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية إلا أنه صامد ويقوم جزء منه على الإنتاج والتصدير.
لا داعى للخوف
ومن ناحيته قال النائب ياسر زكى، وكيل لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ، إن التصريحات التي تخص النقد الاجنبي وسعر الصرف يجب أن تكون دقيقة؛ لأنها تضر الاقتصاد، وتجبر المواطنين على أخذ قرارات غير صحيحة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن مثل هذه التصريحات تثير البليلة في السوق وتودي إلى التدافع لشراء أو بيع الدولار دون سبب أو دليل واضح لإطلاقها، وهو ما يؤثر سلبًا على السوق والاقتصاد ككل.
وأشار «زكي»، إلى أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بسعر الدولار؛ لأنه يقاس بمعايير ومحددات لا أحد يعملها، قائلًا: «لا داعي للحديث عنه سعر الدولار».
وأما بالنسبة لتصريحات القادم مخيف، أوضح وكيل لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ، أن هذه التصريحات مسيئة وتثير الرعب بين المواطنين، قائلًا: «هى كفيلة على أثارت الخوف وهو ما يؤدي إلى تكدس المواطنين لشراء ورفع الأسعار حتى لو كانت نسبة تحقيق التصريحات 10% بهذه الطريقة تصبح 100%».
وأكد النائب، أنه لا داعي لهذه التصريحات والتحذيرات من القادم، متابعًا: «السلع جميعها متوفرة وبشكل كبير في السوبر ماركات والهايبرات بالإضافة إلى ارتفاع حجم الاحتياطي من السلع أساسية».
وطالب المواطنين بعدم الاستماع لهذه التصريحات، والتصرف برشد؛ لأن التدافع يصنع مشكلة من لا مشكلة، لافتًا إلى أن الأوضاع في مصر مستقرة ولا داعي للخوف أو القلق.