بعد فاجعة مدرسة المعتمدية..
5 حوادث ترسم ملامح الحزن على وجوه الطلاب في العام الجديد
شهد الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد 2022/2023 العديد من الكوارث داخل أورقة المدارس، كان أبشعها الحادث الذي شهدته مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات بمحافظة الجيزة، وتمثل في انهيار سور سلم المدرسة على الطالبات، أثناء صعودهن إلى الفصول بعد طابور الصباح، وأسفر عن وفاة طفلة وإصابة 15 آخريات، نتيجة عدم صيانة المدرسة قبل انطلاق الدراسة، وهو الأمر الذي عرض حياة الطلاب للخطر وأدى لحدوث الكارثة المميتة.
وبجانب التحقيقات التي تجريها النيابة العامة، قرر الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، صرف مبلغ 10 آلف جنيه للطالبات المصابات في الواقعة، والتكفل بمصاريف علاجهن وإعفائهن من المصروفات المدرسية، كما أحال مدير الإدارة التعليمية ومدير المدرسة والمشرفين على المبني ومسؤول التخطيط ومدير الأبنية التعليمية بالمحافظة إلى التحقيق.
وتوالت المشاهد المؤلمة في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد لترسم ملامح حزينة على وجوه الطلاب والأهالي والمدرسين بحوادث رحيل مفاجئ ما بين مصرع تلميذ ومعلمة في حادث تصادم خلال ذهابه للمدرسة وموت معلم وتلميذة بأزمة قلبية خلال طابور الصباح.
سقوط تلميذة من الطابق الثالث في مدرستها
ولم يمر 24 ساعة على كارثة مدرسة المعتمدية بكرداسة، إلا وشهدت مدرسة "سيد الشهداء" في منطقة العجوزة بمحافظة الجيزة، فاجعة جديدة، تمثلت في سقوط تلميذة في الصف الثاني الإبتدائي من الطابق الثالث في مدرستها، ما أدى إلى وفاتها في الحال.
وكشفت نقابة المعلمين في بيان لها، عن أن الطفلة "م. ت" سقطت من الطابق الثالث نتيجة التدافع بين الطلاب، في أثناء وقت الفسحة، ما أدى إلى سقوطها ووفاتها على الفور، مطالبة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بتسكين طلاب الصفوف الأولى في الطوابق السفلية من المدارس حتى لا يقع حادث مماثل، بالإضافة إلى تعلية الجزء الخرساني المواجه للفصول، والذي أدى عدم ارتفاعه إلى سقوط التلميذة.
وفاة معلم بأزمة قلبية أثناء طابور
كما شهدت مدرسة رمانة الثانوية التجارية، التابعة لإدارة بئر العبد التعليمية بشمال سيناء واقعة وفاة معلم بأزمة قلبية أثناء طابو الصباح،
وتلقت غرفة عمليات النقابة العامة للمعلمين برئاسة محمد عبد الله الأمين العام، تقريرًا من النقابة الفرعية للمعلمين بشمال سيناء يفيد بتعرض «محمد حسن حسين»، الذي يعمل أخصائي صحافة بمدرسة رمانة الثانوية التجارية، التابعة لإدارة بئر العبد التعليمية، بإعياء شديد، أثناء طابور الصباح، وتم نقلة إلى مستشفى بئر العبد النموذجي، ووافته المنية داخل المستشفى متأثرا بأزمة قلبية.
وعلى الفور كلف خلف الزناتي نقيب المعلمين، النقابة الفرعية بشمال سيناء برئاسة محمد بحيرى، واللجنة النقابية، بالتوجه إلى المستشفي فورا لإنهاء إجراءات الدفن وتشييع الجنازة ومرافقة أسرة المعلم خلال هذه الظروف الصعبة.
وأكدت غرفة عمليات نقابة المعلمين، أن تقرير المستشفى جاء به أن أخصائي الصحافة بمدرسة رمانة الثانوية التجارية، التابعة لإدارة بئر العبد التعليمية أصيب بإعياء شديد، أثناء طابور الصباح، نتيجة أزمة قلبية، أدت إلى وفاته.
وفاة تلميذة بأزمة قلبية
وفي كفر صقر بمحافظة الشرقية، لقيت تلميذة بالصف الثاني الإبتدائي بمدرسة الإمام علي الابتدائية مصرعها أثناء توجهها إلى فصلها بالمدرسة إثر إصابتها بهبوط في عضلة القلب.
وكان اللواء محمد صلاح مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا من مركز شرطة كفر صقر بورود إشارة من مستشفى كفر صقر المركزي، تفيد بوصول "ناريمان محمود رشاد أحمد"، 8 سنوات تلميذة، بالصف الثاني الابتدائي بمدرسة الإمام علي الابتدائية، وتم عمل الإسعافات الأولية لها إلا أنها توفيت متأثرة بإصابتها نتيجة توقف عضلة القلب.
وتبين أن التلميذ توجهت إلى مدرستها الصباح، ولدى وصولها إلى المدرسة وحضورها طابور الصباح، شعرت بتعب مفاجئ وأثناء توجهها لفصلها عقب انتهاء الطابور، وتم على الفور استدعاء سيارة إسعاف ونقلها إلى مستشفى كفر صقر المركزي لمحاولة أسعافها إلا إنها توفيت عقب وصولها متأثرة بإصابتها بتوقف عضلة القلب، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، التحقيقات والتي صرحت بدفن الجثة عقب ذلك.
وفاة معلمة بمدرسة في كفر الشيخ
كما لقيت معلمة بمدرسة مطوبس الثانوية التجارية بمحافظة كفر الشيخ، مصرعها دهسًا تحت عجلات سيارة أمام مدرستها، في أول أيام العام الدراسي الجديد.
وكانت غرفة عمليات النقابة العامة للمعلمين برئاسة محمد عبد الله الأمين العام، تلقت إخطار من النقابة الفرعية للمعلمين بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، يفيد بوفاة «أنديرا غاندي عبد الحميد» معلمه لغة عربية، بمدرسة مطوبس الثانوية التجارية، إثر حادث سيارة أثناء توجهها إلى المدرسة لأداء عملها.
وكلف خلف الزناتي نقيب المعلمين، جميع أعضاء النقابة الفرعية بمركز دسوق برئاسة حسن الشيمي وأعضاء اللجنة النقابية بالتوجه إلى المستشفى ومركز الشرطة لمتابعة إنهاء إجراءات الدفن وحضور المراسم وتقديم واجب العزاء، ومتابعة القضية لمعاقبة المتسبب في وفاة المعلمة.
وتقدم نقيب المعلمين، بخالص العزاء لأسرة المعلمة، داعين المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يلهم ذويها الصبر والسلوان.
إصابة تلميذ بطلق ناري
وفي محافظة قنا بجنوب الصعيد، أصيب تلميذ يدعى «عبد العزيز محمود عبد العزيز»، (11 عامًا)، بطلق ناري أثناء توجهه إلى مدرسته الإبتدائية بناحية نجع الشيخ رزق التابع لقرية السمطا بمحافظة قنا، تصادف مروره لحظة نشوب مشاجرة بالأسلحة النارية بين عدد من الخارجين على القانون، وتم نقل الطفل إلى مستشفى ف أو بمركز دشنا، ومنها تم تحويله إلى مستشفى قنا الجامعي لخطورة حالته، وتم اتخاذ افجراءات القانونية اللازمة.
أول تحرك برلماني
من جانبه، طالب النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب بتشكيل لجان فنية داخل مختلف المحافظات للمرور على مختلف المؤسسات التعليمية والمدارس على مستوى الجمهورية للتأكد من سلامتها الانشائية، وذلك بعد انهيار سور مدرسة المعتمدية الإعدادية بنات بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة.
كما طالب «قاسم» في طلب الإحاطة الذي قدمه اليوم الإثنين، إلى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب وموجه إلى الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى واللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية، ببحث ملابسات وأسباب انهيار سور المدرسة، خاصة بعد ورود معلومات عن وفاة طالبة، وإصابة 15 آخريات، مع ضرورة عمل مراجعة لكافة الأبنية التعليمية للتحقق من سلامة الأبنية التعليمية على مستوى الجمهورية، مؤكدًا على ضرورة تكليف جميع المحافظين ومديرى مديريات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بالتحرك الفورى.
كما طالب النائب محمود قاسم باعلان نتائج التحقيقات التي تجريها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى في شأن هذا الحادث، لمعرفة المتسبب فيه واتخاذ جميع الاجراءات القانونية ضد من تسببوا فيه، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تسبب الفزع والخوف الشديدين لدى ابتائنا التلاميذ بمختلف مراحل التعليم قبل الاساسى.
دور مسئول أمن المدرسة
من ناحيته، يقول عبد الستار محمد كبير معلمين بمدرسة عاطف السادات، والمسئول عن أمن المدرسة سابقًا، إن حادث مدرسة المعتمدية بكرداسة يكشف عن مشاكل عديدة، من أهمها عدم القيام بالصيانة الكاملة للمدارس خلال فترة الإجازة من جانب المدرسة والإدارة التعليمية، وهو الأمر الذي أدى لتعريض حياة الطلاب للخطر.
وأكد كبير معلمين بمدرسة عاطف السادات، والمسئول عن أمن المدرسة سابقًا لـ«النبأ» أنه بحكم مسئوليته عن أمن مدرسة عاطف السادت، كان يتوجه إلى المدرسة قبل بدأ العام الدراسي الجديد للتفتيش في كل أركان المدرسة بداية من سور المدرسة مرورا بالتنقل بين الأدوار والفصول وصولا للحمامات لإجراء عمليات صيانة بها إذا تطلب الأمر، من وجود حنفية بايظة أو كهرباء تحتاج إصلاحا أو تغييرًا، أو مروحة متعطلة داخل فصل، فضلًا عن التأكد من تثبيتها حتى لا تسقط على رؤوس الطلاب في الفصل، بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة المدرسة.
وأشار إلى أن هذه الأمور تحتاج العمل قبل بدء العام الدراسي الجديد بـ10 أيام، وذلك للقيام بالاستعداد التام لاستقبال الطالبات والطللاب، والتلميذات والتلاميذ، خلال العام الجديد، دون مشاكل، وتلافي كل ما من شأنه يعرض حيات الطلاب والطالبات للخطر، والأمر لا يقتصر عند هذا الحد بل يمتد إلى إجراء مرور يومي داخل المدرسة لمتابعة حالة الأمن والسلامة داخل المدرسة.
ويكمل: «منذ دخولي مدرسة عاطف السادات كل صباح، كنت أقوم بعمل مرور كامل حول المدرسة (لفة كل صباح حول سور المدرسة)، إضافة إلى دخولي الحمامات والتفتيش عن ما إذا كان هناك أعطال بالحمامات من عدمه سواء الحنفيات أو غير ذلك، وأيضًا التأكد من سلامة الكهرباء بجميع أركان المدرسة حتى لا يتعرض الطلاب والطالبات لخطر الصعق الكهربائي، فضلا عن المرور بين الأدوار والفصول ومتابعة عملية النظافة بجميع الأدوار والفصول وسلالم المبنى وحوش المدرسة، ومتابعة كل وسائل الأمن والسلامة داخل المدرسة حرصًا منا على سلامة أبنائنا الطلاب».
حوادث بداية العام تؤثر سلبيًا على نفسية الطلاب
«الوقائع المأساوية التي شهدتها بداية العام الدراسي الجديد، تؤثر سلبيًا على الحالة النفسية للطلاب»، بهذه الكلمات تحذر الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، مؤكدة أن هذ الوقائع، سواء تلك التي سببها الأهمال وانعدام الضمير مثل انهيار سور مدرسة المعتمدية، أو القدرية مثل موت تلاميذ أو مدرسين في حوادث تصادم أو غيرها تترك آثارًا سلبية صعبة وعميقة على الطلاب، خاصة الأطفال صغار السن في المرحلة الإبتدائية بسبب الصدمة.
وتضيف أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هذه الحوادث يمكن أن تتسبب في كراهيتهم للمدرسة مدى الحياة وعدم رغبتهم في دخولها مرة أخرى، متابعة: «فعلينا أن نتخيل أن طفلًا في أول يوم دراسي بحياته يتعرض لصدمة نفسية من هذا النوع».
وتشير «خضر» إلى أن هذه الوقائع تحتاج إلى تدخل عاجل، ونشاط مكثف من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين بالمدارس المختلفة، ويجب أن يركز المختصون النفسيون بشكل عام على الأطفال طلاب الصف الأول الابتدائي، كما يجب أن يحظى تلميذات المدرسة التي انهار سورها برعاية نفسية عاجلة، خاصة الفتيات المصابات أو اللاتي شاهدن إصابة زميلتهن الراحلة، أو يعرفنها معرفة شخصية، ويجب أن تمتد الرعاية النفسية إلى المدارس المجاورة.