بعد تفشي الوباء في سوريا وظهوره بلبنان.. استشاري يكشف أعراض الكوليرا وطرق الوقاية
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل حالتي إصابة بالكوليرا في لبنان، ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تكافح فيه سوريا للحد من تفشي وباء الكوليرا، الذي انتشر في أنحائها خلال الشهر الماضي.
من جانبه أكد الدكتور محمد حسن الطراونة، استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة وأمراض النوم، أن مرض الكوليرا يرتبط ارتباطًا مباشرًا بممارسات النظافة السيئة، وخطر الانتقال السريع والواسع للمرض مرتفع، ويشكل تهديدًا كبيرا على الناس.
وأضاف الطراونة أنه بسبب الاكتظاظ في المخيمات، قد يكون مجتمع لاجئي سوريا في لبنان والأردن أيضا من بين الفئات الأكثر تأثرا بالعدوى.
أعراض الإصابة بالكوليرا
وأشار إلى أنه يُصاب الأشخاص بالكوليرا بسبب تناول الطعام، أو شرب الماء الملوث ببراز شخص مصاب بالوباء، ويعاني حوالي واحد من كل عشرة أشخاص مصابين بالكوليرا من أعراض حادة، والتي تشمل في المراحل المبكرة، الإسهال المائي الحاد، والغثيان، والقيء، والشعور بالعطش، والتعب والإرهاق، وتقلص مرونة الجلد، وتقلصات عضلية، في حين أن معظم المصابين قد لا تظهر عليهم أية أعراض، أو قد يشتكون من أعراض خفيفة، ويمكن للكوليرا في الحالات الصعبة أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها.
وأكد الطراونة، أنه في حال تلقى مرضى الكوليرا العلاج بسرعة، فإنهم عادة ما يتعافون دون حصول مضاعفات طويلة الأمد، ولا يحمل مرضى الكوليرا عادة بكتيريا الكوليرا بعد شفائهم، لكنهم قد يمرضون إذا تعرضوا مرة أخرى للعدوى.
كيفية الوقاية من الكوليرا
وللوقاية من الكوليرا قال الطراونة، إنه يجب غسل اليدين باستمرار، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الأغذية والماء، وشرب الماء النظيف المغلي كل يوم، وتجنب تناول الأطعمـة النيئة، وغسل الفواكه والخضروات قبل الأكل.
وشدد الطراونة على ضرورة أن تتخذ الحكومات التي ظهر المرض على أراضيها إجراءات فورية للحد من مخاطر التفشي، وإطلاع المواطنين عبر قنوات وزارات الصحة على المستجدات المتعلقة بالكشف حالات الكوليرا وعلاجها، وأن يتم تحويل الحالات الصعبة إلى المستشفيات فورا.
وكذلك قيام فريق متخصص في برنامج البنية التحتية، وتحسين المخيمات بمعالجة وتعقيم المياه بالكلور، في محطات المياه التي يتم تشغيلها من قبل الأونروا والمنظمات والحكومة، وزيادة وتيرة فحص المياه، والإبلاغ الفوري عن أي إجراءات مطلوبة.
وفي حال الضرورة إذا لزم الأمر اتخاذ إلى إجراءات إضافية أيضا، مثل تعقيم المياه في البيوت في محافظات الشمال، من خلال توفير وتوزيع أقراص الكلور للخزانات الخاصة فيها.
وشدد الطراونة، على أهمية زيادة التعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية الرئيسية، وتنسيق الجهود معها لمنع تفشي المرض والاستجابة له.
ولفت إلى أهمية المحافظة على سلامة وصحة الطلاب والموظفين في المدارس والجامعات؛ من خلال اتخاذ جميع الإجراءات الصحية الوقائية اللازمة للحد من وصول وانتشار المرض.
تابع: “نغتنم هذه الفرصة لدعوة جميع المعلمين، والطلاب، وأولياء الأمور إلى الالتزام التام بالإجراءات الوقائية الصحية، كما نطلب من الأهالي عمل جلسات تثقيفية للأطفال لشرح ممارسات النظافة الجيدة، وخاصة منها غسل اليدين”.
وأكد الطراونة، أن مشاركة المجتمع المحلي وتعاونه يعتبر أمرا ضروريا لمنع وصول وتفشي الكوليرا والحد منه.